الأسد يقترب من قاعدة الطبقة... و«قسد» تنتزع مدخل منبج

● «النصرة» تتقدم باتجاه معقل «الحرس الثوري» و«حزب الله»
● قاسم سليماني في حلب

نشر في 21-06-2016
آخر تحديث 21-06-2016 | 00:08
صبي سوري مصاب في قصف نظامي يشارك في مسابقة لإعداد وجبات إفطار في دوما أمس الأول (أ ف ب)
صبي سوري مصاب في قصف نظامي يشارك في مسابقة لإعداد وجبات إفطار في دوما أمس الأول (أ ف ب)
وسط أنباء عن اعتزام اتخاذ الكرملين مواقف جديدة بناء على نتائج زيارة وزير الدفاع الروسي إلى دمشق، حققت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تقدماً مهماً باتجاه قاعدة الطبقة الاستراتيجية بالرقة معقل تنظيم «داعش»، بالتزامن مع تمكن «قوات سورية الديمقراطية» من انتزاع مدخل منبج أهم مراكز التنظيم في ريف حلب.
تقدمت قوات النظام السوري بإسناد جوي روسي نحو مدينة الطبقة في محافظة الرقة معقل تنظيم "داعش"، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أنها باتت حالياً على بعد 7 كيلومترات من مطارها العسكري.

وبيّن المرصد أنه بسبب هجمات الجهاديين، بقيت قوات النظام لأكثر من أسبوع على مسافة 15 كلم من المطار، لكن الضربات الجوية الروسية وتعزيز وحدة النخبة في الحرس الجمهوري أتاحا لها التقدم، مشيراً إلى "معارك عنيفة لا تزال مستمرة ومقتل 9 على الأقل من النظام".

ومدينة الطبقة، التي سيطر عليها "داعش" في 2014 تبعد 50 كلم من الرقة وتشكل نقطة عبور رئيسية على ضفاف الفرات وستسمح استعادتها لقوات النظام بقطع طريق إمداد التنظيم من جهة الغرب.

منبج والحاضر

وتحت غطاء جوي من التحالف الدولي، سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ليل الأحد-الاثنين على المدخل الغربي لمدينة منبج بريف حلب الشرقي. وأفاد ناشطون بأنها انتزعت قرية أم الصفا بعد معارك مع "داعش"، في الوقت الذي يعيش فيه المدنيون في منبج أوضاعاً صعبة.

وفي الريف الجنوبي، حقق تحالف "جيش الفتح" بقيادة "جبهة النصرة" (فرع تنظيم القاعدة في سورية) تقدما كبيراً باتجاه بلدة الحاضر أكبر مركز وتجمع لقوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيات "حزب الله" اللبناني، بعد معارك ضارية على جبهة عريضة تمتد من مناطق معراتة وخان طومان حتى كفر حداد.

ومهدت سيطرة "الفتح" قبل يومين على قرى زيتان وبرنة وخلصة، التي تمثل أكبر مكاسبه لوقوعها على تلين يشرفان على مناطق شاسعة من ريف حلب الجنوبي وطريق حلب دمشق الدولي، لهجوم أكبر على الحاضر.

سليماني في حلب

ومع ارتفاع حدة التوترات، اتجه قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني إلى ريف حلب قادماً من الفلوجة العراقية، للوقوف إلى جانب قوات النظام السوري وحلفائها، وتقديم الإرشادات اللازمة لهم، بحسب ما نقلت وكالة «مهر» عن المكتب الإعلامي للمقاومة الإسلامية «النجباء».

وفي حمص، قتل الجندي الروسي اندريه تيموشنكوف أثناء قيامه على تأمين قافلة إنسانية بانفجار سيارة مفخخة ما يرفع الى عشرة العدد الرسمي للجنود الذين قضوا في النزاع السوري، بحسب وزارة الدفاع الروسية، التي أوضحت أنه أطلق النار على المفخخة لكنه أصيب بجروح خطيرة لدى انفجارها وقضى في اليوم التالي في مستشفى القاعدة الروسية في حميميم.

وغداة الزيارة المفاجئة، التي تفقد فيها وزير الدفاع سيرغي شويغو قاعدة حميميم باللاذقية قبل لقائه الأسد، نقل موقع "روسيا اليوم" الرسمي عن أوساط مراقبة أن الرئيس فلاديمير بوتين، أوفد وزير دفاعه ليناقش مسائل تطرح نفسها على جدول أعمال الكرملين، وتتعلق بحل الأزمة والجاهزية القتالية لجيش النظام، وما يحتاج إليه لزيادة قوته وقدرته على القتال.

واعتبرت الصحيفة الروسية "كومسومولسكايا برافدا" أنه ليس مستبعداً أن تعدل روسيا موقفها من مسائل تتعلق بسورية، بعد أن يعود شويغو إلى موسكو ويطلع بوتين على نتائج زيارته إلى دمشق.

وفي أنقرة، نفت رئاسة الأركان التركية، على موقعها الرسمي، إطلاق قوات حرس الحدود النار على عدد من السوريين أثناء محاولتهم عبور الحدود في منطقة يايلاداغي بولاية هتاي الجنوبية، مؤكدة أنها عارية من الصحة، ولا أساس لها.

وأوضحت رئاسة الأركان أنّ مجموعة مكونة من 60 شخصاً، حاولت ليلة 18 يونيو الجاري، دخول الأراضي التركية بطرق غير قانونية، وتسلق 8 منهم الجدار الفاصل، وبدؤوا بقطع الأسلاك الشائكة، وقامت قوات حرس الحدود على إثر ذلك بإطلاق أعيرة نارية على الهواء وعلى أسفل الجدار، من أجل ردعهم وإجبارهم على التراجع.

وصرح الناطق باسم الخارجية التركية تانغو بيلغيتش بأن "القول إن القوات التركية قتلت عمداً مدنيين سوريين أمر لا يعكس الحقيقة"، مضيفاً: "تركيا تعمل على تأمين حدودها وما تقوم به يستند إلى أرضية قانونية".

تجنيس الأجانب

وفي حين أحيت الامم المتحدة اليوم العالمي للاجئين في سورية، التي رغم نزوح الملايين من سكانها لا تزال تستضيف آلاف العرب اختاروا البقاء فيها، يكافئ نظام الأسد قادة وعناصر "حزب الله" و"عصائب الحق" العراقية وغيرها من ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانبه بالجنسية السورية.

وكشفت وثائق حصلت عليها المعارضة بعد مقتل عدد من ميليشيات "العصائب" أن أفرادها منحوا تصاريح حمل سلاح من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، والتي تعتبر من أشد الأماكن حساسية، حيث إن جل أفرادها من الطائفة العلوية ولم يحدث أن قبلت قبل ذلك عناصر غير سورية.

back to top