«الكسلان» يسقط من فوق ظهر المارد لأنه ذكر اسم الله

نشر في 21-06-2016
آخر تحديث 21-06-2016 | 00:05
في الحلقة السادسة عشرة من «ألف ليلة وليلة»، نستكمل مع شهرزاد قصة أبي محمد الكسلان، ذلك التاجر الغني الذي يقص حكايته على الخليفة هارون الرشيد، بعدما بحث عن تاجر ذهب، يستطيع أن يأتي بجوهرة تبحث عنها شقيقة الخليفة، لتوضع على التاج الخاص بها.
كان أبو محمد الكسلان شاباً فقيراً أرسلته أمه إلى أبي مظفر التاجر الكبير، وأعطاه مالاً قليلاً يستثمره، إلا أن التاجر اشترى لأبي محمد بهذا المالِ قرداً خلال رحلة تجارته، واستطاع القرد أن يأتي بأفعال عظيمة حيث اصطاد الجواهر من البحر وأنقذ جميع أفراد القافلة من القتل، وكسب من ورائه أبو محمد الكسلان، مالاً لا حصر له.
لما كانت الليلة الثانية والثلاثون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا المظفر قال لمن معه: تنازلت لهذا القرد عن ألف دينار، جزاء له على فك قيدي. فقال التجار: نحن كذلك، كل واحد منا يتنازل له عن ألف دينار لأنه خلصنا. فقام القرد وصار يحل واحداً بعد واحد، حتى حلّ الجميع من قيودهم، وذهبوا إلى سفينتهم فوجدوها سالمة لم ينقص منها شيء، فسافروا بها وأخرج كل واحد منهم ألف دينار من ماله للقرد، كما أخرج له أبو المظفر من ماله ألف دينار، فاجتمع للقرد من المال شيء عظيم.

ثم سافروا حتى وصلوا إلى مدينة البصرة، فتلقاهم أصحابهم، وسأل أبو المظفر: أين أبو محمد الكسلان؟ يقول الكسلان: فبلغ الخبر إلى أمي، وأقبلت عليّ وقالت: يا ولدي وصل أبو المظفر إلى المدينة، فقم وتوجه إليه وسلم عليه، واسأله عما جاء به، فلعل الله تعالى يكون قد فتح عليه بشيء. فقلت: احمليني أو أسنديني إلى ساحل البحر، ففعلت حتى أوصلتني إلى الشيخ أبي المظفر، فلما رآني قال لي: أهلاً بمن كانت دراهمه سبباً لخلاصي وخلاص هؤلاء التجار بإرادة الله تعالى. وتابع: خذ هذا القرد فإني اشتريته لك وامض به إلى بيتك حتى أجيء إليك.

أخذتُ القرد ومضيت حتى دخلت بيتي، وبينما أنا جالس فيه إذا بعبيد أبي المظفر قد أقبلوا عليّ وقالوا لي: هل أنت أبو محمد الكسلان؟ فقلت لهم: نعم. ثم إذا بأبي المظفر قد أقبل خلفهم، فقمت إليه وقبلت يديه، فأخذني إلى داره وقال لي: يا ولدي لقد فتح الله عليك بمال كثير من ربح الخمسة دراهم، ثم حمل عبيده مالي في صناديق أعطاني مفاتيحها، وقال لي: امض قدام العبيد إلى دارك فإن هذا المال كله لك. فمضيت به إلى أمي، ففرحت بذلك وقالت: يا ولدي لقد فتح الله عليك بهذا المال الكثير، فدع عنك هذا الكسل وانزل إلى السوق للتجارة.

تركتُ الكسل وفتحتُ دكاناً في السوق، وصار القرد يجلس معي على مرتبتي، ويأكل ويشرب معي، وصار كل يوم يغيب من بكرة النهار إلى وقت الظهر، ثم يأتي ومعه كيس فيه ألف دينار فيضعه إلى جانبي، ويجلس ولم يزل على هذه الحالة مدة من الزمان حتى اجتمع عندي مال كثير فاشتريت الأملاك والربوع، وغرست البساتين، واشتريت المماليك والعبيد والجواري. واتفق في أحد الأيام أنني كنت جالساً والقرد جالس معي على المرتبة، وإذا به تلفت يميناً وشمالاً، فقلت في نفسي: أي شيء يريد يا ترى... فأنطق الله القرد بلسان فصيح وقال: يا أبا محمد...

لما سمعت كلامه فزعت فزعاً شديداً، فقال لي: لا تفزع أنا أخبرك بحالي، إني مارد من الجن، وقد جئتك بسبب ضعف حالك، وأنت اليوم لا تدري قدر مالك، وقد وقعت لي عندك حاجة وهي خير لك. فقلت: ما هي؟ فقال: أريد أن أزوجك بصبية مثل البدر. فقلت له: وكيف ذلك؟ فقال لي: في غد ألبس قماشك الفاخر، واركب بغلتك بالسرج الذهب، وامض إلى سوق العلافين، واسأل عن دكان الشريف، ثم اجلس عنده وقل له: إني جئتك خاطباً راغباً في ابنتك، فإن قال لك: أنت ليس لك مال ولا حسب ولا نسب، فادفع له ألف دينار، فإن قال لك: زدني... فزده ورغّبه في المال. فقلت للقرد: في غد أفعل ذلك إن شاء الله تعالى.

ولما أصبحت لبست أفخر قماشي، وركبت البغلة بالسرج الذهب، ثم مضيت إلى سوق العلافين وسألت عن دكان الشريف، فوجدت الرجل جالساً في دكانه، فنزلت وسلمت عليه وجلست عنده. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

زواج الكسلان

لما كانت الليلة الثالثة والثلاثون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا محمد الكسلان قال للخليفة: إن الشريف لما رآني ومعي عشرة من العبيد والمماليك، قال لي: لعل لك عندنا حاجة نفوز بقضائها، فقلت: نعم لي عندك حاجة، هي أني جئتك خاطباً راغباً في ابنتك. فقال لي: أنت ليس لك مال ولا حسب ولا نسب، فأخرجت له كيساً فيه ألف دينار ذهب أحمر، وقلت له: هذا حسبي ونسبي، وقد قيل: نعم الحسب المال. وما أحسن قول من قال:

من كان يملك درهمين تعلمت

شفتاه أنواع الكلام فقــــالا

وتقدم الأخوان فاستمعوا له

ورأيته بين الورى مختـــالا

لولا دراهمه التي يزهو بها

لوجدته في الناس أسوأ حالا

إن الغني إذا تكلم بالخطا

قالوا: صدقت وما نطقت محالا

أما الفقير إذا تكلم صادقاً

قالوا: كذبت وأبطلوا ما قالا

إن الدراهم في المواطن كلها

تكسو الرجال مهابة وجمالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة

وهي السلاح لمن أراد قتالا

لما سمع الشريف مني هذا الكلام، وفهم الشعر والنظام، أطرق ساعة، ثم رفع رأسه وقال لي: إن كان ولا بد فإني أريد منك ثلاثة آلاف دينار أخرى، فقلت: سمعاً وطاعة، ثم أرسلت أحد المماليك إلى منزلي فجاءني بالمال الذي طلبه، فلما رأى المال وصل إليه، قام من الدكان وقال لغلمانه: اقفلوا ...

ثم دعا أصحابه من السوق إلى داره، وكتب كتابي على ابنته، وقال لي: بعد عشرة أيام أُدخلك عليها. ثم مضيت إلى منزلي وأنا فرحان، فخلوت بالقرد وأخبرته بما جرى، فقال: نعم ما فعلت... فلما قرب ميعاد الشريف قال القرد: لي عندك حاجة إن قضيتها لي فلك عندي ما شئت. سألته: ما حاجتك؟ أجابني: إن في صدر القاعة التي تدخل فيها على بنت الشريف خزانة، وعلى بابها حلقة من نحاس، والمفاتيح تحت الحلقة، فخذها وافتح الباب تجد صندوقاً من حديد على أركانه أربعة طلاسم، وفي وسطه طشت ملآن بالمال، وفيه ديك بجانبه سكين وإحدى عشرة حبة، فخذ السكين واذبح الديك، واقطع الرايات، وافرغ ما في الصندوق، وبعد ذلك اخرج للعروس وافعل ما شئت فهذه حاجتي عندك.

فقلت: سمعاً وطاعة. ثم مضيت إلى دار الشريف، فدخلت القاعة ورأيت الخزانة التي وصفها لي القرد، ولما خلوت بالعروس، تعجبت من حسنها وجمالها، وقدها واعتدالها، وفرحت بها فرحاً شديداً. ولما انتصف الليل ونامت، قمت فأخذت المفاتيح وفتحت الخزانة وأخذت السكين وذبحت الديك وقطعت الرايات. فاستيقظت العروس، ولما رأت ذلك قالت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لقد أخذني المارد. فما أتمت كلامها حتى أحاط المارد بالدار وخطف العروس. ثم قامت الضجة، وأقبل الشريف والد العروس وهو يلطم وجهه وقال لي: يا أبا محمد ما هذا الفعل الذي فعلته معنا؟ هل هذا جزاؤنا منك؟ إني عملت هذا الطلسم في هذه الخزانة خوفاً على بنتي من هذا الملعون، فإنه كان يقصد أخذ هذه الصبية من ست سنين ولا يقدر على ذلك، ولكن ما بقي لك عندنا مقام فامض إلى سبيلك.

المارد

خرجت من دار الشريف، وتوجهت إلى داري، حيث بحثتُ عن القرد فلم أجد له أثراً، فعلمت أنه هو المارد الذي أخذ زوجتي، فقطعت أثوابي ولطمت وجهي، ولم تسعني أرض، فخرجت من ساعتي وقصدتُ البرية، ولم أزل سائراً إلى أن أمسى عليّ المساء. وبينما أنا مشغول الفكر، إذ أقبلت عليَّ حيتان: واحدة سمراء، والأخرى بيضاء، وهما تتقاتلان، فأخذتُ حجراً من الأرض وضربت به الحية السمراء فقتلتها، فإنها كانت باغية على البيضاء، فغابت البيضاء ساعة وعادت ومعها عشر حيات بيض قطعت الحية التي ماتت قطعاً حتى لم يبق إلا رأسها... ثم عادت من حيث جاءت، واضطجعت في مكاني من التعب. وبينما أنا كذلك إذا بهاتف أسمع صوته ولم أر شخصه يقول هذين البيتين:

دع المقادير تجري في أعنتها

ولا تبيتنّ إلا خالي البـــــــال

ما بين طرفة عين وانتباهتها

يغير الله من حال إلى حــــال

فلما سمعت ذلك لحقني يا أمير المؤمنين أمر شديد، وفكر ما عليه مزيد، وإذا بصوت من خلفي ينشد هذين البيتين:

يا مسلما أمامه القرآن  

ابشر فها قد جاءك الأمان

ولا تخف ما سوّل الشيطان

فنحن قوم ديننــــا الإيمان

فقلت له: بحق معبودك أن تعرفني من أنت، فانقلب ذلك الهاتف في صورة إنسان، وقال لي: لا تخف فإن جميلك قد وصل إلينا، ونحن قوم من جن المؤمنين، فإن كان لك حاجة فأخبرنا بها حتى تفوز بقضائها.

فقلت له: لي حاجة عظيمة لأني أصبت بمصيبة جسيمة، ومن الذي حصل له مثل مصيبتي؟! فقال: لعلك أبا محمد الكسلان؟ أجبته: نعم. فقال لي: يا أبا محمد، أنا أخو الحية البيضاء التي قتلت أنت عدوها، ونحن أربعة أخوة من أم واحدة، وكلنا شاكرون لفضلك، واعلم أن الذي كان على صورة القرد وخطف عروسك مارد من مردة الجن، ولولا أنه احتال بهذه الحيلة ما كان يقدر على أخذها أبداً، لأن له مدة طويلة وهو يريد أخذها فيمنعه الطلسم الذي كان في دارها، ولكن لا تجزع من هذا الأمر فنحن نوصلك إليها ونقتل المارد، فإن جميلك لا يضيع عندنا. ثم صاح صيحة عظيمة. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

لما كانت الليلة الرابعة والثلاثون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن العفريت لما صاح صيحة عظيمة، إذا بجماعة قد أقبلوا عليه، فسألهم عن القرد، فقال واحد منهم: أنا أعرف مستقرّه فهو الآن في “مدينة النحاس”، التي لا تطلع عليها الشمس. فقال: يا أبا محمد، خُذ عبداً من عبيدنا يحملك على ظهره ويعلمك كيف تأخذ الصبية، واعلم أن ذلك العبد مارد من المردة الكفرة، فإياك أن تذكر اسم الله، وهو حاملك حتى لا يهرب منك فتقع وتهلك.

فقلت: سمعاً وطاعة. وركبت ذلك العبد، فطار بي في الجو، حتى رأيت النجوم كالجبال الرواسي، وسمعت تسبيح الملائكة في السماء، كل هذا والمارد يحدثني ويفرجني ويلهيني عن ذكر اسم الله تعالى. بينما أنا كذلك إذا بشخص عليه لباس أخضر وله ذوائب شعر، ووجه منير، وفي يده حربة يطير منها الشرر، وقد أقبل عليّ وقال لي: يا أبا محمد، قل لا إله إلا الله محمد رسول الله وإلا ضربتك بهذه الحربة.

وكانت مهجتي تقطَّعت من سكوتي عن ذكر الله تعالى، فقلت: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم ضرب ذلك الشخص المارد بالحربة فذاب وصار رماداً، وسقطت من فوق ظهره فصرت أهوى إلى تحت، حتى وقعت في بحر عجاج متلاطم الأمواج، وإذا بسفينة فيها خمسة أشخاص فحملوني وجعلوا يكلمونني بكلام لا أعرفه.

«هناد»
بعد أن ساروا إلى آخر النهار، رموا شبكة واصطادوا حوتاً وشووه وأطعموني، ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا إلى مدينتهم، فدخلوا بي إلى ملكهم وأوقفوني بين يديه، وكان يعرف العربية فقال لي: جعلتك من أعواني. فقلت له: ما اسم هذه المدينة؟ قال: اسمها «هناد»، وهي من بلاد الصين. ثم سلمني إلى وزير المدينة وأمره أن يفرجني في المدينة، وكان أهل تلك المدينة في الزمن الأول كفاراً فمسخهم الله تعالى حجارة، فتفرّجت فيها.

ولم أر أكثر من أشجار المدينة وأثمارها فأقمت فيها مدة شهر، ثم أتيت إلى نهر وجلست على شاطئه، وإذا بفارس أتى وسألني: هل أنتَ أبو محمد الكسلان؟ فأجبته: نعم. قال: لا تخف فإن جميلك وصل إلينا، فقلت له: من أنت؟ قال: أنا أخو الحية، وأنتَ قريبٌ من مكانِ الصبية التي تريد الوصول إليها.

ثم خَلَع أثوابه وألبسني إياها، وقال لي: لا تخف فإن العبد الذي هلك، من تحتك أحد عبيدنا. ثم أردفني خلفه وسار بي إلى برية، وقال لي: انزل من خلفي وسر بين هذين الجبلين، إلى أن ترى مدينة النحاس، فقف بعيداً عنها ولا تدخلها حتى أعود إليك وأقول لك ماذا تصنع. فقلت: سمعاً وطاعة.

ثم نزلت من خلفه، ومشيتُ حتى وصلت إلى المدينة، وأخذت أدور حول سورها لعلي أجد لها باباً، وإذا بأخي الحية أقبل عليّ وأعطاني سيفاً مطلسماً حتى لا يراني أحد ثم مضى في سبيله، فلم يغب عني قليلاً حتى علا الصباح، ورأيت خلقاً كثيراً، عيونهم في صدورهم، فلما رأوني قالوا لي: من أنت وما الذي رماك في هذا المكان؟ فأخبرتهم بأمري. فقالوا: إن الصبية التي ذكرتها مع المارد في هذه المدينة، ولسنا ندري ما فعل بها، ونحن أخوة الحية، ثم قالوا: امض إلى تلك العين وانظر من أين يدخل الماء، وادخل معه، فإنه يوصلك إلى المدينة، ففعلت ذلك ودخلت مع الماء في سرداب تحت الأرض، ثم طلعت معه فرأيت نفسي في وسط المدينة، ووجدتُ الصبية جالسة على سرير من ذهب، وعليها ستارة من ديباج، وحول الستارة بستان فيه أشجار من الذهب، وأثمارها من نفيس الجواهر، كالياقوت والزبرجد واللؤلؤ والمرجان. فلما رأتني عرفتني وابتدأتني بالسلام، وقالت لي: يا سيدي من أوصلك إلى هذا المكان؟ فأخبرتها بما جرى.

فقالت لي: اعلم أن هذا الملعون من كثرة محبته لي أعلمني بما يضره وما ينفعه، وأعلمني أن في هذه المدينة طلسماً إن شاء إهلاك جميع من فيها أهلكهم به، ومهما أمر العفاريت فإنهم يمتثلون بأمره، وذلك الطلسم في عمود. فسألتها: أين العمود؟ فأجابت: في المكان الفلاني.

فقلت: أي شيء يكون هذا الطلسم؟ قالت: هو صورة عقاب وعليه كتابة لا أعرفها، فخُذهُ بين يديك وخذ مَجمرة نار وارم فيها شيئاً من المِسك فيطلع دخان يجذب العفاريت ويحضرون بين يديك كلهم، لا يغيب منهم أحد ويمتثلون لأمرك.. فقلت لها: سمعاً وطاعة...

ثم قمتُ وذهبتُ إلى ذلك العمود، وفعلت جميع ما أمرتني به، فجاء العفاريت بين يدي وقالوا: لبيك يا سيدي فمهما أمرتنا به فعلناه. فقلت لهم: قيدوا المارد الذي جاء بهذه الصبية من مكانها. فقالوا: سمعاً وطاعة. ثم ذهبوا إلى ذلك المارد وقيّدوه، ثم رجعت إلى زوجتي وأخبرتها بما حصل وقلت لها: هل ترجعين معي؟ فقالت: نعم. فطلعت بها من السرداب الذي دخلت منه، وسرنا حتى وصلنا إلى القوم الذين دلوني عليها.

لما كانت الليلة الخامسة والثلاثون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا محمد الكسلان لم يزل يسير ومعه زوجته حتى وصلا إلى مدينة البصرة، فلما دخلت الصبية دار أبيها رآها أهلها ففرحوا فرحاً شديداً، ثم بخر أبو محمد الكسلان ذلك العقاب بالمسك، وإذا بالعفاريت أقبلوا من كل مكان وقالوا: لبيك، فأمرهم بأن ينقلوا كل ما في مدينة النحاس من المال والمعادن والجواهر إلى داره التي في البصرة، ففعلوا ذلك، ثم أمرهم بأن يأتوا بالقرد فأتوا به ذليلاً حقيراً ، فقال له: لأي شيء غدرت بي؟ ثم أمرهم بأن يدخلوه في قمقم من نحاس، فأدخلوه في قمقم ضيق من نحاس وسدوا عليه بالرصاص.

ثم قال أبو محمد الكسلان للخليفة: وبعد ذلك يا أمير المؤمنين، أقمت أنا وزوجتي في سرور، وعندي الآن من نفائس الذخائر وغرائب الجواهر ومن الأموال ما لا يحيط به عدد ولا يحصره حد، وإذا طلبت شيئاً من المال وغيره أمرت الجن أن يأتوا لك به في الحال، وذلك كله من فضل الله تعالى. فتعجب الخليفة هارون الرشيد من ذلك غاية العجب، ثم أعطاه مواهب الخلافة عوضاً عن هديته، وأنعم عليه إنعاماً يليق به

وإلى حلقة الغد

القرد يقترح على صاحبه الزواج ويطلب منه ذبح ديك في خزانة العروس

محمد الكسلان أصبح تاجراً بين عشية وضحاها ولديه مجموعة من العبيد والجواري

القرد يقول لمحمد الكسلان: لا تفزع إني مارد من الجن

المارد يخطف العروس ضمن ظروف غامضة
back to top