صدمة الـ mbc
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
على النقيض من الصدمة، يتكرر حضور "رامز" بشكل يسبب الصدمة لكل من يتابع البرنامج، فبرنامج "رامز يلعب بالنار" يشكّل إساءة واضحة لشاشة الـmbc، وبالعودة ثانية إلى استطلاعات الرأي في الصحافة العربية وكذلك رودود الأفعال على شبكات التواصل الاجتماعي، يبدو واضحاً كم التذمر والسخط الذي حظي به البرنامج، فإضافة إلى انكشاف أمر البرنامج، وأن اتفاقات سابقة تتم بين ضيوف البرنامج والمقدم، خاصة أولئك النجوم العالميين، فإن طريقة المقدم في الإساءة إلى الضيوف والتفكه بشكل سمج وممجوج من كل ما يخصّ شؤونهم باتت تشكل لطخة بشعة في وجه شاشة الـmbc. هناك منْ يردد؛ "إذا كان المشاهد لا يحب البرنامج فهو غير مجبور على مشاهدته"، هذا صحيح 100 في المئة، لكننا هنا بصدد الحديث عن ماهية برنامج يُعرض على واحدة من شاشات القنوات العربية المعروفة، والتي كما قلنا في بداية المقال تفتخر بأنها تُعايش المشاهد العربي منذ ربع قرن. إن برنامج "رامز" بأسلوب مقدمه القائم على الصراخ، والاستهزاء وتوجيه الإهانات إلى المشاركين في البرنامج، ليقدم نموذجاً يخالف ويناقض برنامج الصدمة. فهناك برنامج يحض على التعاطف الإنساني، وهنا برنامج قائم على مس الكرامة الإنسانية والاستمتاع والتمتع، وبما يحمل هذا من سادية واضحة، برؤية إنسان في ظرف صعب.أي ابتسامة بائسة تلك التي ترتسم على وجه المشاهد في نهاية الحلقة، لحظة يعرف الضيف، الذي يعلم سابقا، أنه كان ضحية لبرنامج "رامز". وهل تستحق هذه الابتسامة أن تصرف شاشة الـmbc مبالغ طائلة لتعيد في كل عام تقديم هذا البرنامج؟! لذا أتوجه إلى الأخوة في قناة الـmbc بكل التقدير، متمنيا عليهم إعادة النظر في عدم استمرار عرض حلقات برنامج "رامز يلعب النار" لما تبقى من شهر رمضان الفضيل.إن الوطن العربي يعيش واحدة من أصعب ظروفه التاريخية، إن لم تكن الأصعب إطلاقاً في التاريخ العربي الحديث، فالإنسان العربي أحوج ما يكون لبرامج إنسانية راقية وصادقة، في وقت يسمع فيه بعض المواطنين العرب أصوات المدافع المتوحشة والقاتلة ويموت بعضهم تحت الأنقاض، ولسان حالهم يقول: لا لأخٍ لا يرف له جفن في مساعدة أخيه والتعاطف معه في محنته!