«ظاهرة العنف» يضع وصفة لتجفيف التطرف
"الإسلام وظاهرة العنف المعاصر"، هو عنوان الكتاب الصادر حديثاً في القاهرة، لمؤلفه أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر د. أحمد كريمة، والذي يصف هذا الكتاب بأنه تشخيص داء ووصف لظاهرة العنف المعاصر، من حيث مفهوم العنف، وبواعث هذه الظاهرة من جهل بالأدلة الشرعية والتأويلات الباطلة وخلط في المفاهيم، ويرصد فيه تصرفات وممارسات من يكفر المسلمين وتداعيات العنف والتدابير الوقائية لوقف ظاهرة العنف، من خلال واقعية الخطاب الديني بأدواته، والتدابير الجذرية التي تتمثل في التشريع الجنائي وهجر المفسدين.وتناول الكتاب دراسة كاشفة عن وباء العصر "ظاهرة العنف"، في تنظيمات وفصائل لعلها تنبه غافلا وتحذر مفتونا وترشد مخدوعا"، وحرص المؤلف على التوثيق العلمي بقدر ما في وسعه وتخفف من نمط الصياغة الأكاديمية للنفع العام لمتخصص وغيره، مؤكداً: "تلك الدراسة نتاج عمل استقرائي نظري وعملي، ولا أدعي كمالها، بل هي ومضة ضوء على الدرب لإنقاذ ما بقي من صحيح الإسلام".
وكشف المؤلف عن خطورة استخدام ورقة الدين من قبل التيارات الدينية، لافتاً إلى أنها تعود بنا إلى القرون الوسطى، وتجر البلاد إلى العنف الفكري والمسلح والغلو والتشدد، وهذا ما كان يقوم به باباوات الكنيسة في القرون الوسطى، وهو الأمر الذي قضى على هذه العصور، لأن اللعب بورقة الدين يجر على المسلمين معارك طاحنة، فهؤلاء يستخدمون الدين استخداما سيئا، وفق أهوائهم، فالشعارات الدينية استخدمها الخوارج لأغراض سياسية ضد سيدنا علي (رضي الله عنه)، حينما قالوا: "إن الحكم لله وليس لك يا علي".وأشار المؤلف إلى أن مكافحة التكفير في المنطقة العربية تحتاج إلى معالجة من الجذور، ووضع روشتة علاج لهذا الداء الخطير، مؤكداً: "إذا أردنا علاج الداء من أصله، فيجب العلاج بدءا ممن يحملون داء التكفير للمخالف، والذين يقدمون على العمليات الانتحارية، سواء ضد مدنيين أو عسكريين، ويتم تقديم فتاوى مؤداها كله استحلال الدماء والأعراض".