ما على أوباما فعله في الشأن الإيراني قبل نهاية عهده
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
لهذا السبب، على أوباما قبل انتهاء عهده أن يتخذ خطوات تعزز التواصل بين البلدين، ولعل الخطوة الأكثر وضوحاً استئناف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية، لكننا لا نعرف يقيناً ما إذا كان النظام الإيراني مستعداً لخطوة مماثلة، فضلاً عن أن هذه الخطوة ستثير جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة أيضاً. من الضروري بالتأكيد أن يركّز الحوار الأميركي-الإيراني على الحرب ضد "داعش"، ولكن يجب أن يشمل أيضاً مسارات تساهم في إرساء الاستقرار في المنطقة، فيلزم أن تطلب الولايات المتحدة مساعدة المملكة العربية السعودية، وتركيا، وإيران بغية التوصل إلى تفاهم بشأن العراق وسورية والسعي وراء اتفاق شبيه بصلح وستفاليا بهدف الحد من الصراع الطائفي والجيو-سياسي. ولا شك أن اتفاقاً مماثلاً لن يبصر النور من دون وساطة ناشطة من الخارج، ووحدها الولايات المتحدة تستطيع راهناً تأدية هذا الدور.علاوة على ذلك يجب ألا يتجاهل أوباما طموحات الشعب الإيراني، فيحلم إيرانيون كثر بحرية أكبر وتواصل أوسع مع العالم، لذلك يجب أن تشكّل حقوق الإنسان جزءاً من أجندة أي تحاور موسّع، كذلك من الضروري أن تسهّل الولايات المتحدة السفر الخاص بين البلدين للطلبة، والباحثين، والمواطنين العاديين، ولعل الطريقة الفضلى لتحقيق هذا الهدف هو استئناف الرحلات التجارية المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، فلا شك أن هذه الخطوة ستعود بفائدة كبيرة على مئات الآلاف من الأميركيين الإيرانيين وأقاربهم الكثر في إيران.من المؤكد أن أي خطوة من هذه الخطوات لا يمكنها وحدها حل الخلافات الكثيرة بين إيران والولايات المتحدة، ولا يقود التواصل الأفضل دوماً إلى تعاون أكبر، لكن التواصل الأفضل يؤدي إلى معلومات أفضل، وتقود هذه الأخيرة بدورها إلى سياسات أفضل، وإن لم تكن مضمونة، فمن الصعب أن نتخيل نشر الاستقرار في الشرق الأوسط من دون التحاور مع إيران والتوصّل معها إلى نوع من التفاهم. * زلماي خليل زاد & جيمس دوبنز