توقعت مصادر سياسية أميركية أن تشهد حملة دونالد ترامب المرشح الجمهوري المفترض لانتخابات الرئاسة الأميركية مزيدا من الفوضى والارتباك، في الوقت الذي لا يتوقف فيه عن ارتكاب المزيد من «الاخطاء والهفوات» السياسية التي وصلت في بعض الاحيان الى حد الخطايا.وتقول المصادر إن إقدام ترامب على طرد مدير حملته كوراي لوداونسكي عبر وسائل الإعلام ومن دون إبلاغه سابقا بالقرار شكل آخر مظاهر هذا الارتباك الذي يؤكد ان الصعوبات السياسية التي يواجهها بلغت حدا حرجا، يرافقها تصاعد في حدة الانتقادات التي بات يتعرض لها ترامب بشكل متكرر من كبار قيادات وممثلي الحزب الجمهوري.
تبرير ترامب لقرار طرد مدير حملته أعاده الى «الاخفاقات» التي مني بها في الشهر الاخير، جراء «النصائح» التي تلقاها في حملته السياسية، الامر الذي انعكس تراجعا في نسب تأييده في استطلاعات الرأي بحسب مؤيديه.وخلال اقل من اسبوع تراجعت تلك النسبة بأكثر من ثماني نقاط، ووصلت الى 70 في المئة على المستوى الوطني.ويقول بعض المراقبين إنها المرة الاولى التي تنخفض فيها شعبية أحد ابرز المرشحين للانتخابات الرئاسية قبل اقل من شهر على المؤتمر الحزبي الذي من شأنه ان يمنح الثقة لهذا المرشح لخوض الانتخابات العامة، كما انها المرة الاولى في تاريخ الحزب الجمهوري الذي تتشكل فيه «منظمة» تدعو الى اسقاط مرشحه الرئيسي، اطلقت على نفسها اسم «الهيئة الوطنية لاسقاط ترامب»، موضحة انها ستعمل على استمالة اكبر عدد ممكن من المندوبين خلال المؤتمر في 18 يوليو المقبل للقيام بثورة لإسقاطه. كما لم يسبق ان جاهر هذا العدد من النواب واعضاء في مجلس الشيوخ وحكام الولايات من الجمهوريين بإعلان معارضتهم التامة لترامب.ولا تقتصر مشكلات ترامب عند هذا الحد، فقد اعلن ممولون كبار ومخططون استراتيجيون في الحزب الجمهوري تشكيكهم جديا في إمكان تشكيل «منظمة مالية» لجمع التبرعات لحملته، قائلين إن الاوان قد يكون قد فات على جمع مئات الملايين من الدولارات، في ظل الغضب والتذمر والتشكيك بقدرته على مواجهة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.وحتى نهاية مايو الماضي، لم تستطع حملة ترامب جمع اكثر من 3.1 ملايين دولار بقي منها 1.3 مليون في الحساب المصرفي للحملة منذ إعلان فوزه بالانتخابات التمهيدية، في حين جمع احد اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لحملة اعادة انتخابه في ولايته 13.1 مليون دولار خلال الفترة نفسها.تقول تلك الأوساط إن تهجم ترامب الدائم على المانحين الجمهوريين ومزايداته بأنه هو من مول حملته خلال العام الماضي ابعدت هؤلاء عنه وجعلتهم يترددون في دعمه، خصوصا أنه لم ينجح حتى الساعة سوى في تشكيل منظمة تضم 70 عضوا متفرغا لحملته الانتخابية العامة مقابل 770 لكلينتون!في المقابل، لم يتوان ترامب عن استكمال اسلوبه الهجومي، وهدد امس الاول بأنه سيكون سعيدا في استكمال تمويل حملته من جيبه الخاص، متوعدا بأن الامر سيرتب تبعات سياسية على علاقته المستقبلية بالحزب الجمهوري نفسه.وبدلا من إقدامه على تخفيف مواقفه السياسية الاكثر إثارة للجدل، لجأ الى تصعيد تهجمه على المسلمين، داعيا الى اعتماد تصنيف عرقي، وإلى توعد الاقليات اللاتينية والسود، وإطلاق مزيد من المواقف المثيرة في السياسة الخارجية.وتوقفت تلك الاوساط امام الدلالات الخطيرة لحادثة توقيف شاب بريطاني حاول سرقة مسدس احد رجال الشرطة خلال تجمع انتخابي لترامب في مدينة لاس فيغاس امس الاول، مهددا بقتله، محذرة من أن ما جرى يشكل جرس إنذار لابد من تداركه في ظل الاجواء غير الطبيعية التي خلقها خطاب ترامب في أوساط الاميركيين.
دوليات
توقعات بـ «ثورة جمهورية» لإسقاط ترامب
22-06-2016