في ختام الشهر الثاني من مشاورات السلام اليمنية المنعقدة بالكويت، شكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على استضافة المشاورات اليمنية، وعلى الجهود «الجبارة» التي تبذلها الكويت حكومة وشعباً لإنجاح المفاوضات وتقديم كل التسهيلات لها. وأكد المبعوث الأممي، خلال مشاركته في جلسة لمجلس الأمن، مساء أمس الأول، عبر الأقمار الصناعية، لإحاطة أعضائه بتطورات المشاورات التي انطلقت في 21 أبريل الماضي، أن ما تقدمه الكويت «ليس بغريب أو جديد على هذه الدولة التي تتبنى دوما المبادرات التي تخدم السلام والإنسان». وقال إن دعم مجلس الأمن يلعب دوراً جوهرياً في تقدم المشاورات، مشيراً إلى أن الأطراف اليمنية تسلمت رسالة محددة وموحدة من المجتمع الدولي تحثهم على ضرورة التوصل إلى حل في الكويت.وأضاف «نحن نقدر هذا الدعم الاستثنائي لجهود الأمم المتحدة، كما نقدر جهود الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية».
وذكر أن المشهد العام في اليمن «يظل إيجابيا، وإنْ تخللته صور قاتمة، كما أن المشاورات تتقدم بثبات، وإنْ كان بخطوات حذرة وبطيئة». وشدد على ضرورة التقدم بشكل أسرع لأن اليمن يشهد «تدهورا خطيرا لظروف معيشة السكان»، مع خطر وقوع «كارثة إنسانية».ولفت إلى أن «الاقتصاد اليمني تراجع في شكل خطير في الأشهر الأخيرة» مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة ثلاثين في المئة منذ بداية العام.وعرض ولد الشيخ ملامح خريطة طريق معدلة يعتزم طرحها على طرفي النزاع اليمني، وقال إنها ترتكز على قرار مجلس الأمن رقم 2216.وفي ختام الجلسة المغلقة، دعا السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر الذي يرأس المجلس خلال يونيو، نيابة عن الدول الـ15 الأعضاء، طرفي النزاع إلى «إظهار المرونة للتوصل إلى اتفاق» و»الاحترام الكامل لوقف الأعمال العدائية» والقوانين الإنسانية.
اقتراح مكتوب
وأعلن ولد الشيخ، عقب بيانه الذي أدلى به أمام مجلس الأمن، أنه سيقدم في الأيام المقبلة «اقتراحا مكتوبا» إلى طرفي المشاورات، الوفد الحكومي والوفد المشترك، مطالباً إياهما بـ»تقديم التنازلات الضرورية».وأوضح أن المشاورات «ستستأنف (بعدها) بعد توقف قصير بهدف السماح للأطراف بالتشاور مع قياداتهم».وكان الوسيط الأممي طرح في بداية يونيو الحالي مشروع خطة سلام من ثلاثة بنود عرضه للمتفاوضين. وعزا تعثر قبوله إلى «المهلة المقررة وتنسيق مختلف الإجراءات» التي تضمنتها الخطة وبينها تشكيل «حكومة وحدة وطنية».متابعة كويتية
في السياق، اجتمع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في قصر بيان، مساء أمس الأول، مع ولد الشيخ بحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف بن راشد الزياني.وذكرت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها أن االخالد أكد خلال الاجتماع موقف دول مجلس التعاون الداعم لجهود المبعوث الأممي في انجاح مشاورات السلام اليمنية لعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن وحقن دماء شعبه.جولة بان كي
من جهة أخرى، يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غداً إلى فرنسا، محطته الأولى، قبل بدء جولة شرق أوسطية تبدأ بزيارة للكويت، الأحد المقبل، يلتقي خلالها سمو أمير البلاد ويجتمع مع مبعوثه إلى اليمن والأطراف اليمنية المشاركة في مفاوضات السلام.خروقات لحج
من جانب آخر، دعا ولد الشيخ جميع الأطراف اليمنية إلى الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أبريل الماضي باعتباره «شرطا مهماً» لإكمال العملية السياسية في اليمن.وأعرب ولد الشيخ، في بيان صحافي، عن استيائه الشديد ازاء ما حصل في جبل جالس قرب قاعدة «العند» بمحافظة لحج جنوب اليمن، مؤكدا انه تطور خطير يمكن أن يهدد مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت برمتها. وجاء استياء ولد الشيخ بعد الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح على الجبل الاستراتيجي الذي يبعد عن «العند» الجوية نحو 20 كيلومترا.تمسك واتهام
وفي أول رد فعل لها على ولد الشيخ، أصدرت «أنصار الله» بياناً أكدت فيه تمسكها بضرورة حسم مصير مؤسسة الرئاسة والاتفاق على حكومة وحدة وسلطة انتقالية ولجنة أمنية وعسكرية قبل تنفيذ الانسحاب من المدن وحل ما يسمى بـ»اللجنة الثورية» وتسليم أسلحة الميليشيات إلى الدولة.وذكر الجماعة في بيانها أن «قضية الرئاسة تسبق أي قضية بتشكيل حكومة وحدة والقضايا الأمنية والعسكرية».في المقابل، اتهم رئيس الوفد الحكومي بمشاورات الكويت وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي «أنصار الله» بـ»نسف جهود السلام».وقال في «تغريدات» على «تويتر»،»أبلغت المبعوث بأن الانقلابيين ينسفون جهوده ومساعيه الحميدة ويرسلون رسالة تحد لمجلس الأمن عبر احتلالهم لجبل جالس وتصعيدهم العسكري في كل الجبهات».إطلاق ألماني
على صعيد منفصل، أفرج عن ألماني كان محتجزا في صنعاء ونقل أمس الأول إلى مسقط عاصمة سلطنة عمان التي تفاوضت لإطلاق سراحه بطلب من ألمانيا.