في كتابه، يبرز المؤلف جوانب مهمة في مسرح مييرهولد من دون الإيغال في التفاصيل التي تكون عادة مملة لغير المتخصصين، وحرص قدر الإمكان على عدم إيراد نصوص لاتينية للمصطلحات والأسماء الأجنبية تخفيفاً عن ذهن القارئ وتسهيلا للمتابعة، كذلك عمد إلى ترجمة عناوين ومصادر من الروسية والإنكليزية والسويدية إلى العربية تسهيلا للقارئ.

يتحدث الكتاب عن مييرهولد محرك المسرح الإيمائي، ويرى الكاتب أنه لا يمكن الإحاطة بأسلوب إبداع مييرهولد بالعمق المطلوب، ما لم تستند دراسته على اساس فهم متميّز لطبيعة إبداع الممثل، وقد عمد المؤلف إلى مزج التقاليد التاريخية بالوظيفة المعاصرة للمسرح.

Ad

يعرض الكتاب الظروف التي أدت إلى بروز مييرهولد وإبداعه كظاهرة في الثقافة المسرحية العالمية في القرن العشرين، مشيراً إلى أن اهتمام الغرب بإبداع مييرهولد انطلق في عشرينيات القرن العشرين مع المخرج البريطاني ب.دين والكاتب المسرحي التعبيري الألماني إ. تولر، والأميركيين البروفسور ه. دانا، المخرج لي سيمنسون، إ. بيسكاتور وغيرهم كثر...

{يقنع هذا الكتاب القارئ بأن فسيفولود مييرهولد هو أحد أولئك النوادر من رجال المسرح الذين لا تنحسر أهميتهم بمرور الزمن، وأن الخدمات التي قدمها للمسرح تصبح جليّة أكثر فأكثر}... بهذه العبارة علقت الأكاديمية المسرحية البروفسورة غالينا تيتوفا على كتاب {فيزياء الجسد، مييرهولد ومسرح الحركة والإيقاع} الصادر عن مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون.

تجربة في صور

يتضمن ملحق الصور مشاهد من مسرحيات مييرهولد المختلفة، وأخرى وهو يدرب مجموعة من الممثلين. كذلك يتضمن الكتاب خلاصة للمؤلف حول تجربة مييرهولد اكد فيها أن المخرج الروسي أول من أدخل التجديد ونقله الى خشبة المسرح بنجاح. وليس غريباً ان يعتبره الغرب مبتكراً للافكار التجديدية وتعزى اليه معظم الانجازات التجريبية التي طبقها مخرجون غيره...

يشير الكاتب إلى أن مييرهولد ابتكر، على عكس ستانسلافسكي، مؤسس المدرسة السايكولوجية في التمثيل، مسرحاً شعرياً له قوة مجازية لاحدود لها، منطلقاً من أن كل ماموجود على المسرح هو حركة، وهي ليست وحدها، انما الشعور والكلمات هي الأخرى حركة.

في التسعينات نظمت مؤتمرات وندوات حول المعلمين في المسرح، وكان مييرهولد المعلم الاول فيها. كذلك نظم د.الجاف، ورشة مسرحية في بريطانيا والسويد وجامعات اوروبية، فضلا عن أول دورة عربية في منهج مييرهولد في المعهد العالي للمسرح في المغرب.

مرجع مهم
تحدث كتاب المسرح والنقاد عن كتاب فاضل الجاف، قال عنه الفنان سامي عبد الحميد: {يساهم كتاب د. فاضل الجاف مساهمة كبرى في رفد المكتبة المسرحية العربية بمرجع مهم يرجع اليه الدارسون والباحثون للتعريف بأعمال المخرج الروسي فسيفوفولد مييرهولد نظرياً، خصوصاً في مجال تقنية (البايوميكانيك) وكيفية الاستفادة منها في تطوير أداء الممثل المسرحي، عبر التمارين التي صممها ذلك الفنان الراحل وفق النظريات العلمية والاقتصادية وتلك مادة لا يمكن لمسرحي جاد الاستغناء عنها}.

بدوره قال د. فاضل السوداني: {يعد كتاب فيزياء الجسد من الكتب المميزة التي لا تنقل تجربة وابداع واحد من أهم المخرجين الروس في القرن العشرين بشكل حرفي، انما تطمح الى تقديم هذه التجربة ممزوجة بوعي معاصر وبحث مبدع للمؤلف، الذي هو مخرج وباحث درس هذه التجربة عن قرب. وكتاب الجاف هو من الدراسات الاكثر اهمية وشمولية في بحث فكر المسرحي في مكتبة النشر العربي، لأنه يعالج منهج هذا المخرج والمربي والمنظر بهذه الدقة الموضوعية، ليس فقط من خلال اهميته وتأثيره في المسرح الروسي، إنما دراسته، أيضاً، لكيفية فهم الباحثين الاوروبيلمنهج مييرهولد والتدريب على تطبيقه في المسرح الاوربي والغربي عموماً}.