آمال : عصبية قارة تطمع في الموز
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
وكل الحكاية، كما أفهمها، أقصد حكاية تعظيم رونالدو وتتويجه بالألقاب الفردية، ضد منافسه الساحر ميسي، هي تعصب القارة الأوروبية، ووسائل إعلامها، لشعوب أوروبا، وبحثها عن منافس للاتينيين، الغلابة إعلامياً، بعد أن ترك الأسطورة زيدان كرسيه فارغاً. وما أبعد الثرى عن الثريا، وما أبعد رونالدو عن زيدان! فالأول يلعب لنفسه، ويستحوذ على كل شيء لمصلحته، بشهوة طفل أناني، متكلفاً الاستعراض ومتصنعاً الإبداع، في حين كان الأسطورة زيدان يلعب لفريقه، باستعراض تلقائي وإبداع وُلد معه، وهدوء يسحر المشاهدين.وبالعودة إلى تعصب القارة الأوروبية للاعبيها، وبحثها عمن يمكن أن ينافس اللاتينيين، نحتت هذا الرونالدو، ولمّعته، وصنعت له التماثيل. ولو أنها صبرت على "مقسومها"، وانتظرت خليفة لزيدان، أو خليفة لبلاتيني، أو كرويف، يستحق أن يجلس على منصة المركز الأول في العالم، لتعاطفنا معها، لكنها الآن تغتصب الصدارة بنفوذها وإعلامها ورونالدوها اغتصاباً ظاهراً للعيان، و"تنهب خيرات" جمهوريات الموز اللاتينية، كما كانت تفعل في السابق.