وسط حالة الحزن التي خيمت على كمال الشناوي، بسبب فشل حياته الزوجية، وانفصاله عن زوجته أم ابنه محمد، واحتراق "نيغاتيف" فيلم "من القلب للقلب" زفّ إليه المخرج هنري بركات خبراً، ساعده في الخروج من حالته النفسية السيئة، ويحقق له حلماً تمناه طويلاً، وهو إعادة تصوير الفيلم المحترق من جديد، لكن ببطولة ليلى مراد هذه المرة بدلاً من صباح، ليتحقق له أخيراً أحد أحلامه الفنية بالوقوف أمام الفنانة ليلى مراد وأمام كاميرات السينما للمرة الأولى، حيث لم تسمح له الظروف الالتقاء بها من قبل في عمل واحد، حيث يراها كمال، الفنانة الحقيقية وسط جيلها التي تستحق لقب "نجمة" لإيمانه بقدراتها الفنية كممثلة ومطربة، وفي الوقت نفسه ليكون قام بكل ما سلكه أنور وجدي، في طريقه نحو المجد الذي حققه لنفسه، والذي يسير كمال على خطاه، بموهبته وقدراته، دون أن يقلده.

Ad

ثمن الشهرة

حقق كمال الشناوي نجاحاً جديداً أضيف إلى رصيده الجماهيري بشكل كبير، خصوصاً أنه وقف أمام "قيثارة الغناء" ليلى مراد، فزاد عدد المعجبين والمعجبات به بشكل كبير، خصوصاً المعجبات، غير أنه لم يكن يتصور أن يصل الإعجاب حدّ المطاردة، فمن الطبيعي أن يكون هناك مجنون ليلى مراد، أو فاتن حمامة وشادية، أو تحية كاريوكا، أو أي من نجمات وجميلات السينما، لكن أن تكون هناك "مجنونة كمال الشناوي" فهذا مالم يتوقعه، حيث فوجئ باتصال هاتفي من صوت لم يسمع أجمل منه قط في حياته:

* ويا ترى يا حضرة المعجبة الكلام الرقيق ده بتقوليه لكل النجوم اللي بيعجبوكي؟

- أنا مافيش غير نجم واحد بس هو اللي بيعجبني اسمه كمال الشناوي.

* وكمال الشناوي من حقه يعرف مين هي حضرة المعجبة الرقيقة صاحبة الكلام الجميل ده.

- ماتحاولش

* ليه بس... طب أنا شوفتك قبل كده؟ اتعرفنا على بعض في حفل في صالون... من الوسط أو لك أصدقاء من الوسط.

- بقولك ماتحاولش، أنت ما تعرفنيش ولا شوفتنيش قبل كده... ولا أعرف حد ولا حد يعرفني.

* أكيد.. وإلا ماكنتش انساكي أبداً.. اللي يسمع الصوت الساحر ده مش ممكن ينساه أبداً.

- لا يا أستاذ أنا مش قدك ولا قد كلامك الحلو.

* الصوت الساحر ده مش لازم يسمع غير كل الكلام الحلو.

- أنا كنت فاكراك بتقول الكلام الحلو ده في الأفلام بس.

* لا لا سيبك من كلام الأفلام... في كلام حقيقي أجمل كتير من الأفلام بس ماينفعش يتقال في التليفون.

-ليه ماينفعش؟

* لأن الصورة لازم تكمل الصوت... وأنا من حقي أشوف التابلوه الجميل اللي بتصدر منه الأنغام السحرية دي.

- كفاية كده النهاردة... لأني مش هاقدر اسمع ولا كلمة تاني بعد الكلام ده.

أغلقت المعجبة الهاتف، وتركت كمال حائراً يفكر في صاحبة هذا الصوت الذي اجتهد طويلاً في أن يتذكر أنه قد سمعه من قبل، فتأكد أنه لم يسبق له أن استمع إليه أو يعرف صاحبته، بل بدأ ينتبه إلى كل صوت يقابله في حفل أو سهرة، أو حتى معجبة التقى بها في شارع أو نادٍ، وقف وانتبه لكل صوت يسمعه، عله يجد من بينهن المعجبة صاحبة الصوت الساحر، فهي بالتأكيد كما قالت معجبة، لكنها ليست كأية معجبة، فهي مغرمة به إلى حد العشق، فبعد المكالمة الأولى تحول الأمر إلى موعد ثابت، ينتظره كمال الشناوي كل ليلة، يستعد له كأنه ذاهب إلى موعد للقاء المحبوبة، فإذا كان خارج البيت، يعود مسرعاً، مهما كان لديه ارتباطات أو عمل، يحرص على أن يعود قبل موعد المكالمة، يبدل ملابسه، يرتدي بذلة غير التي كان يرتديها ليكون في كامل أناقته، ويتعطر بأفخر العطور، ثم يجلس إلى جوار الهاتف ليكون في استقبال مكالمتها، بعد أن ارتضى أن يكون الهاتف هو وسيلة العلاقة الوحيدة بينهما، بعد أن رفضت رفضاً قاطعاً خلال كل مكالمتها العديدة، أن تسمح له بمقابلتها أو رؤيتها، بل ورفضت أن تبوح باسمها، غير أنها تحولت إلى أكثر من حبيبة، لدرجة أن كمال شعر بأنها تعيش معه، مكتفياً بسماع صوتها.

رغم انشغال كمال بأمر هذه المعجبة، لكنه عاد لاستئناف عمله، حيث يزداد الطلب عليه يوماً بعد يوم، فقدم فيلم "قليل البخت" قصة وحوار وإنتاج زهير بكير، سيناريو وإخراج محمد عبدالجواد، في 12 مايو 1952، أمام شادية، وزمردة وإسماعيل ياسين ومحمود المليجي، ونعيمة وصفي، ولطفي الحكيم، والذي تدور أحداث القصة حول "حسين" ابن الشيخ عبدالرحمن، الذي يسافر إلى الإسكندرية من أجل التعليم، يتعرف حسين على المطربة "بلبلة" ويقع في حبها ويقرر الزواج منها، تحضر "إلهام" ابنة خالة "بلبلة" وتقابل حسين لتطلب منه عدم إتمام هذا الزواج لوجود ماض سيء لحبيبته، يبتعد حسين عن "بلبلة" بالرغم من حبه لها، وتحاول إلهام التقرب من "منير" ابن عم حسين لكنه يرفضها، يسافر حسين للعمل في السودان بعد موت والده وخسارة كل أمواله، وتموت بلبلة بعد أن تنجب فتاة من حسين دون علمه، وبعد سنوات طويلة يعود حسين من سفره ليفاجأ بموت بلبلة، غير أنه يكتشف أن له ابنة منها، فيعترف بها أمام الجميع.

بعده قدم فيلم "دكتور بالعافية" عن مسرحية "طبيب رغماً عنه" للكاتب الفرنسي موليير، سيناريو وحوار عبدالعزيز سلام، وإخراج يوسف معلوف، أمام أميرة أمير، ومحمد التابعي، والعربي الدغمي، والبشير العلج، والذي دار حول زوجة تريد الانتقام من زوجها بعد أن قام بضربها، حيث تلتقي بالصدفة بخادمين يبحثان عن طبيب لعلاج ابنة سيدهما، وتقنعهما بأن زوجها طبيب ماهر، لكنه يرفض البوح بهذا السر، ولذا يجب أن يتم إجباره بالقوة على الاعتراف بذلك السر، وبالفعل يصطحب الخادمان زوجها إلى منزل سيدهما بالقوة بعد أن قاما بضربه ضرباً مبرحاً، وهناك يعرف أن ابنة سيدهما مريضة بسبب أبيها الذي يرغب في إرغامها على الزواج من رجل غني، على الرغم من حبها لرجل آخر، فيفعل "الطبيب رغم أنفه" العديد من الحيل من أجل أن يجمع بين العاشقين.

ثمن النجومية

بعد نجاح فيلم "من القلب للقلب" بطولة ليلى مراد وكمال الشناوي، عادت نغمة المقارنة مجدداً بين أنور وجدي وكمال الشناوي، في ظل النجاح الكبير الذي حققه كمال أمام ليلى، مشيرين إلى أنهما يكونان ثنائياً ناجحاً بكل المقاييس، يمكن أن يقدما معاً العديد من الأعمال الناجحة، بعد حبسها لسنوات طويلة في نوعية أدوار حاصرها فيها أنور وجدي إلى أن تم الانفصال بينهما إنسانياً وفنياً.

أثار هذا الكلام أنور وجدي، وجعله يفكر في التعاون مجدداً مع كمال الشناوي، حتى يقطع الطريق على بعض من يحاولون الاصطياد في الماء العكر، فعرض على كمال الشناوي التعاون معه مجدداً من إنتاجه، غير أن كمال تذكر ما جرى في فيلم "ليلة الحنة" وقيامه بتغيير المخرج بعد بدء التصوير، فرفض أن يكرر التجربة، فقام بتوسيط المخرج والمنتج حلمي رفلة، الصديق المشترك بينهما، والذي قرر اصطحاب كمال في دعوة على الغداء في بيت أنور وجدي لإنهاء الخلاف في وجهات النظر بينهما.

على عكس ما أشيع من اتهام البعض لأنور وجدي بالبخل، فوجئ كمال بوليمة عامرة يقدمها له ولصديقه حلمي رفلة، عليها ما لذا وطاب من كل أنواع اللحوم والطيور، ووضع كل أنواع هذه الأطعمة أمامهما، فيما اكتفى هو بالجلوس على الطرف الآخر من الطاولة، وأمامه كوب من "اللبن وملعقتين من النخالة"، ما أثار انتباه كمال:

* أيه ده.. كل الأكل ده لينا إحنا الاتنين بس.

- أيه مش هاتقدروا تاكلوه؟

* أيوا ده كتير جداً... وبعدين أنت قاعد بعيد ليه وأيه اللي قدامك ده... ردة وزبادي

- هاعمل أيه يا سي كمال أوامر الدكاترة... بس أنا بقى عايزك تنسى الريجيم اللي بتقول عليه... عايزك تاكل الأكل ده كله.

* كله أيه يا أستاذ.. أنت فاكرني أنور وجدي؟

- هاهاها.. لا ماهو ما فيش زي أنور وجدي.. لكن لو أكلت الأكل ده كله ها تبقى زي أنور وجدي... وأنا في سنك كده يعني من تلات أربع سنين... هاهاها كان الأكل اللي أنت شايفه ده كله يادوب ممكن يكفيني

* ماشاء الله.. بس أنا مش هاقدر.....

- لا أرجوك.. ده أنا براهن عليك... بص الحمامة دي بتناديك بتقولك كلني أرجوك.. يا سلام دي منورة زي الجوهرة... يا سلام مافيش كده... ولا الفرخة دي... شوف مزقلطة إزاي... بص بقى الحمامة تتاكل كلها على بعضها ماتخرجش منها حاجة... أما الفراخ بقى فتبدأ معاها بالصدر الأول... وبعدين تفصص واحدة واحدة على مهلك.

خرج كمال الشناوي من بيت أنور وجدي، حزيناً رغم أنه قام بالتوقيع على عقد الفيلم الجديد، غير أن حزنه كان على هذا الفنان، الذي حرمه المرض مما حرم منه طويلاً، خلال سنوات الحرمان والتشرد قبل أن يحفر في الصخر ويصنع نجوميته ليكون الأول على من سبقوه ومن عاصروه، وعندما دانت له الشهرة والنجومية والأموال، التي يستطيع أن يعيش بها حياة الملوك والأمراء، لم يعد قادراً على أن يأكل ما تشتهيه نفسه، مكتفياً بالاستمتاع بأن يرى غيره وهو يأكل فقط، فشعر بأن هذا الفنان تشرف شمسه على الغياب، فلم يتردد في أن يتعاون معه، ضارباً عرض الحائط بكل ما يقال عن مقارنات غير حقيقية بينهما، من شأنها أن تعكر صفو العلاقة بين أستاذ وتلميذ.

شغل منتجين

شارك كمال الشناوي في بطولة فيلم "مسمار جحا"، المأخوذ عن رواية الكاتب علي أحمد باكثير، والذي اشترك أنور وجدي مع أبو السعود الإبياري في كتابة السيناريو والحوار له، فيما أسند الإخراج للحاج إبراهيم عمارة، وساعده في الإخراج اثنان من تلاميذ أنور وجدي، هما المخرج حسن الصيفي، ومنير مراد شقيق ليلى مراد، وشارك كمال الشناوي في بطولته عباس فارس، وزكي رستم، إسماعيل ياسين، والمطربة شهرزاد، ماري منيب، عبدالعزيز أحمد، عدلي كاسب، ورياض القصبجي، ودار الفيلم أثناء احتلال الترك لمدينة الكوفة، كانت سمة هذا العهد هو الظلم والاستبداد بجانب حوادث السلب والنهب لأهالي المدينة، وكان بالمدينة إمام يدعى "جحا"، يدعو للناس بالهداية وأن يسيروا دائماً على الطريق المستقيم حسب دينهم الحنيف، لذا كانت وسيلته أن يخطب في الناس مبيناً مساوئ هذا الاحتلال، وكيف أمكنهم أن يستبدوا بأهالي المدينة، لذا يرى الحاكم التركي أن جحا أصبح من مثيري الشغب ضدهم، فيأمر بفصله من عمله كإمام، بل يصل به الأمر أن يقبض عليه ويسجنه، وبعد فترة يأمر بالإفراج عنه، لكنه مازال مستمراً في جهاده ضد الظلم والجور الذي يعانيه أهل الكوفة، يساعده في ذلك الشاب الذي خطب ابنته، حتى ينجحوا في الوقوف ضد ظلم الحاكم الظالم.

«الرقابة»

انتهى تصوير الفيلم، وطرح للعرض في دور العرض، غير أن أنور وجدي فوجئ بالرقابة تمنع عرض الفيلم في العرض الأول له يوم 23 يونيه 1952، بحجة أنه يتعرض لجلالة الملك فاروق الأول، وأنه المقصود بالحاكم الظالم، الذي يظهره الفيلم، فسارع أنور وجدي لمقابلة الدكتور إبراهيم عبده، مدير المطبوعات المسؤول عن التصريح بعرض الفيلم، مؤكداً له أن الفيلم وطني ولم يتطرق بحال من الأحوال إلى جلالة الملك، في الوقت الذي يدعو فيه فيلم زميله الفنان فريد شوقي "الأسطى حسن" إلى الشيوعية وتمرد العمال، فتم الإفراج عن فيلم "مسمار جحا"، ومنع عرض فيلم "الأسطى حسن" من العرض، الأمر الذي أثار استياء وغضب فريد شوقي، غير أنه بعد مرور أربعة أسابيع فقط، وفي 23 يوليو 1952، قام الجيش المصري بثورته ضد الظلم والطغيان، وإنهاء حكم الملك فاروق، وإجباره على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد في مساء 26 يوليو 1952، ليتولى الجيش أمر البلاد، منهياً حكم أسرة محمد علي في مصر، ليكون كمال الشناوي من أشد المرحبين بالثورة ورجالها.

«حياتي أنت»

آمن المخرج هنري بركات بموهبة وقدرات كمال الشناوي وشادية، وأهمية ظهورهما كثنائي أحبه الجمهور معاً على شاشة السينما، فقرر أن يقوم بإنتاج فيلم لهما معاً، فقدم فيلم "حياتي أنت" قصة وسيناريو وحوار يوسف عيسى، إخراج يوسف معلوف، ومعهما شكري سرحان، ومنى، إحسان القلعاوي، والراقصة كيتي، وعزيزة حلمي، وعبدالرحيم الزرقاني، ولطفي الحكيم، وعبدالسلام محمد، والذي تدور أحداثه حول سمير، الشاب المجتهد الذي ينهي دراسته الجامعية، وتسعى حبيبته إلهام في مساعدته لكي يعمل في الأراضي المملوكة لوالدتها، ويقوم على إدارتها زوج أمها، وفي الوقت نفسه، ينافسه رشدي في حب إلهام طمعاً في ثروتها، فيقوم بالتنسيق مع عشيقته من أجل توريط زوج الأم في فضيحة أخلاقية، لكي يبتزه بها وينصاع له.

«بيني وبينك»

قبل أن ينتهي عام 1952 قدم كمال الشناوي فيلم "بيني وبينك" تأليف وإخراج حسن رضا، وأمام هدى شمس الدين، محمد عبدالمطلب، عبدالغني السيد، محمد أمين، محمد التابعي، زينات صدقي، وعمر الجيزاوي، الذي دارت أحداثه حول رجل شرير يدفع صديقه نحو الإفلاس بطرق غير مشروعة، فيجعله يبيع نصف الفندق، الذي يمتلكه الشاب، كانت آمال الشرير أن يستحوذ على قلب الراقصة، التي يحبها الشاب، أخيراً يكتشف الشاب خيانة صديقه له، بعد أن يفرق بينه وبين الراقصة، ولكن عم الشاب يعرف الحقيقة، فيتوسط لدى الراقصة ويزوجها لابن أخيه الشاب.

في الفترة من 1947 إلى 1952، قدم كمال الشناوي أكثر من 40 فيلماً، تعامل خلالها مع نحو 20 مخرجاً، هم نيازي مصطفى، حلمي رفلة، هنري بركات، عز الدين ذوالفقار، فطين عبدالوهاب، أحمد كامل مرسي، ، عباس كامل، حسن الإمام، كامل التلمساني، كمال عطية، حسين صدقي، عبدالفتاح حسن، السيد زيادة، حسن رمزي، يوسف معلوف، أنور وجدي، يوسف شاهين، صلاح أبوسيف، وحسن رضا، وجياني فرنونشو، كانوا جميعا أعلام الإخراج في تلك الفترة، غير أن معظمهم، باستثناء يوسف شاهين في فيلمه الأول "بابا أمين"، كانوا أسرى السينما التجارية التي قامت على "الميلودراما الفجة" أو "الكوميديا الهزلية"، وهي الصبغة التي تلونت بها أعمال كمال الشناوي خلال هذه الفترة، لتأتي ثورة يوليو وتتوجه فتى جديداً للشاشة.

البقية في الحلقة المقبلة

صباح ونكران الجميل
قررت آسيا منتجة فيلم "من القلب للقلب" إعادة تصويره كاملاً مرة أخرى بعد أن احترقت نسخته، وبنفس أبطاله في نفس الديكورات، التي لم يكن قد تمت إزالتها بعد من الاستوديو، ومساندة للمنتجة في هذه الخسائر الكبيرة، وافق جميع الفنانين العاملين في الفيلم، على إعادة التصوير دون تقاضي أجر إضافي، باستثناء الفنانة صباح بطلة الفيلم، التي طلبت من المنتجة أجرها كاملاً مرة أخرى، حيث اعتبرت إعادة تصوير الفيلم، بمثابة فيلم جديد، ما أثار استياء المنتجة آسيا، خصوصاً أنها كانت أول من أحضر صباح من لبنان وتقديمها للسينما المصرية، ولم تكن قد تخطت سبعة عشر عاماً، من خلال فيلم "القلب له واحد" أمام أنور وجدي عام 1945، ومن إخراج هنري بركات أيضاً، ولم تحفظ صباح هذا الجميل للمنتجة آسيا، لذا قررت استبدالها بالفنانة ليلى مراد، التي دفعت لها أجراً أكبر مما طلبته صباح، لتقوم هي ببطولة النسخة الجديدة من الفيلم أمام بقية الأبطال الذين قدموا النسخة التي احترقت، حيث دار الفيلم حول الفتاة "لطافة" التي تعمل مطربة في أحد الملاهي الليلة، المسؤولة عن والدتها وشقيقتها الصغيرة بعد وفاة والدها، وتتكسب من خداع رواد الملهى الطامعين فيها، وإيهامهم بالوقوع في حبها، ثم يتدخل زميلها في الملهى "شريف بك" صديق والدها الراحل، في الوقت المناسب، وفقاً لاتفاق مسبق بينهما، ليثور على ما يراه، فيهرب "الزبون"، حتى تلتقي بشاب ثري، وقبل أن يقوم شريف بك بدوره اليومي معه، يفاجئها بطلبه بأن تقوم بدور خطيبته أمام عائلته الكبيرة، من أجل أن يتخلص من العروس البلهاء التي تريد أسرته أن تزوجه منها طمعاً في ثروتها واسم عائلتها، توافق "لطافة" على أن تقوم بهذا الدور ومعها "شريف بك" ليلعب دور والدها الثري الكبير، لكن مالم يتفقا عليه، هو أن كلاً منهما يقع في حب الآخر في الحقيقة وليس تمثيلاً كما اتفقا، وتستطيع "لطافة" أن تكسب أسرته وحبهم، وتتحول التمثيلية إلى حقيقة، ويقرر عادل الزواج من لطافة، لكن فجأة يظهر صاحب الملهى في حياتهما ويبدأ في تهديد "لطافة"، وبالفعل يفضح أمرها أمام أسرة عادل، فيقرر والده طردها هي ووالدها المزيف شريف بك، غير أن جميع أفراد الأسرة يتعاطفون مع "لطافة" وعادل وحبهما، ويقررون جميعاً ترك الأب بمفرده، والخروج من البيت مع عادل و"لطافة"، فيرضخ الوالد لرأي الجميع ويوافق على زواجهما.