من أراد أن يوسع الله في رزقه، فعليه بالصدقة، والإنفاق في وجوه الخير، لقوله تعالى: "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ". (سبأ: 39)، وعن النبي (ص) قال: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك"، وقال (ص) لبلال: "أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا".

ويروى عن الرسول (ص) قوله: "بينما رجل بفلاة من الأرض إذ سمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة -هي الأرض ذات الحجارة السوداء- فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته، يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله! ما اسمك؟ فقال: يا عبدالله، لم تسألني عن اسمي؟! فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان باسمك فما تصنع فيها؟ قال: أما إذا قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل)، كما يروى أنه كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ الرَسُولِ (ص) فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ (ص) وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكَا المُحْتَرِفُ أَخَاهُ إلَى النَّبِيِّ (ص) فَقَالَ: لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ".

Ad

يقول أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر د. خالد نصر: يجب أن يتيقن الإنسان أن الله عز وجل فضل بعض الناس على بعض في الرزق، فأعطى هذا، وبسط له الكثير، وأعطى ذاك أقل منه، وحرم الثالث فلم يعطه شيئاً، وفي نفس الوقت فرض الزكاة وأمر بالصدقة والإحسان إلى الفقراء، شكراً لنعمة الله تعالى عليه، قال الله تعالى: "وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ" (النحل:71).

والصدقة من مفاتيح الرزق، حيث قال تعالى: "يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ" (البقرة: 276)، ويقول (ص): "هل تُنصرون وترزقون إلا بضعفائكم"، وقال (ص): "إن لله أقوماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم"، وقال أيضاً: "ثلاث أقسم عليهن أو أحلف عليهن... -وذكر- ما نقصت صدقة من مال"، فالصدقة سبب للبركة فيما بقي من مال، ويخلف الله على الإنسان بدلها في الدنيا بجانب الأجر الذي يبقى له في الآخرة.

قال(ص): "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".