قال وزير النفط العراقي السابق د. إبراهيم بحر العلوم، إن «العراق لديه مشاكل نفطية مع محيطة الجغرافي كله، إلا أن هناك خطوات جادة وفعلية لحل المشاكل العالقة بالشأن النفطي مع الكويت».

جاء ذلك خلال لقاء صحافي مشترك مع بعض ممثلي وسائل الإعلام والصحف المحلية عقب غبقة آل معرفي، أمس الأول، في فندق سيمفوني.

Ad

وفي سؤاله عن أشخاص كويتيين انضموا مع الحشد الشعبي لمحاربة «داعش»، أكد أن هناك اكتفاء بالنسبة للعناصر المقاتلة، وأن العراق لا ينقصه العدد كي يطلب من الدول العربية الانضمام إليه، قائلا ان «الحشد الشعبي يؤدي دوراً لوجستياً وإدارياً ورعاية المهجرين ويعمل على تأمينهم».

الانجرار إلى الطائفية

وأما عن اتهامات الحشد الشعبي حول انتهاكات عناصره خصوصا في المناطق السنية، فقال بحر العلوم «أنا أشكك في مصداقية الإعلام الذي يتهم الحشد الشعبي في الانجرار إلى الطائفية، ولكن إن حدثت انتهاكات فهي غير ممنهجة».

وأشار إلى ما تحتاج إليه محافظة الأنبار وبعض المناطق مثل التي تحتاج إلى مبادرات واسعة، حيث تعاني ترديا في المستوى الإنساني، إذ بلغ حجم الدمار مراحل خطيرة نحو ٨٠ في المئة‏ في الرمادي، والذي يعتبر أعلى من الفلوجة.

وبيّن أن عدة قضايا نوقشت مع الجانب الكويتي، أبرزها بدء القوات العراقية في المرحلة الثانية من حربها على الإرهاب في محافظات مثل نينوى والموصل، بالإضافة إلى وضع العراق السياسي والاقتصادي.

وأوضح أن «في العراق ٣ ملايين ونصف المليون شخص مهجرين من منازلهم، وهم بحاجة إلى رعاية ماسة وتدخل سريع لمعالجة إرضاعهم»، مشيراً إلى أنه «عند انتهاء المعركة سنبدأ في إعادة الأعمال واعادة الناس إلى بيوتهم».

وأكد بحر العلوم أن «تنظيم داعش هزم عسكريا، ولكن نحتاج الى ان نهزمه فكرياً ونفسياً واجتماعياً، وذلك من خلال تأهيل النازحين ثم عودتهم وإرجاعهم إلى بيوتهم وقراهم»، مبينا أنه مثل السرطان في العراق، والعراق بحاجة إلى برامج تأهيلية بعد مرحلة «داعش».

وفي ما يخص تكلفة إعادة إعمار العراق من جديد قال بحر العلوم، إن «تكلفة الإعمار لجميع مدن العراق من الصعب تخمينها»، مشيرا إلى أن «الأنبار وحدها تحتاج على الأقل الى ثلاثين مليارا حتى يعاد إعمارها».

وبشأن الحديث عن تقسيم العراق، وهل الوقت يسمح بحدث مثل ذلك؟ بيّن أن هناك احاديث تجري في الاوساط والنخب السياسية عن تقسيم العراق، ولكن أنا وفق قناعتي أرى أنه يجب ان يكون غير مقسم، مشدداً على أن التقسيم سيحدث في العراق بالضرورة وسيؤثر سلبا على دول الجوار.

وأكد أنه «يستبعد ان تكون هناك حالة واسعة من الانتهاكات كما تشير إليها بعض وسائل، مضيفا ان وسائل الاعلام تلك ليس من صالحها أو من مصلحة داعش أن يستقر العراق».

أما عن علاقة العراق مع دول الجوار، فلفت الى أنه لأول مرة يبعث العبادي رئيس الحكومة وفودا قبل حرب تحرير الفلوجة، مؤكدا أن هذه الحركة تنبأ عن ثقة العراق بقدراته وإبداء حسن النية مع دول الجوار.

وفي ما يخص المستشارين الإيرانيين مع القوات العراقية قال «نعم هناك عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين كغيرهم من الأجانب وليس قوى عسكرية تحارب مع العراقيين»، معربا عن تمنياته أن يمتلك العراق القدرة، وأن يستفيد من الخبرات الأجنبية.

ناشط سياسي

وحول التصريحات الأخيرة للسفير السعودي لدى العراق واستدعائه من قبل الخارجية العراقية قال «إذا لاحظتم حركة السفير السبهان فإنكم تجدون انه ناشط سياسي وله آراء لا مجرد سفير، ومن فترة بسيطة القنصل السعودي زار بعض السجناء، الأمر الذي جعل وزارة الخارجية تستدعي السفير وتطلب منه ان تكون تصريحاته السياسية غير مثيرة للجو العام العراقي».

وأشاد إبراهيم بحر العلوم بالموقف العربي تجاه معركة الفلوجة، معتبرا انه موقف جيد ومساند للعراق في حربه مع الإرهاب، مؤكدا أن العراق اليوم يمتلك دعما اقليميا وعربيا.

وفي رده على سؤال حول مدى تورط الحكومات العراقية السابقة في انتشار الإرهاب، قال ان «بعضا من الأحداث التي مر بها العراق كانت نتيجة للممارسات الخاطئة للسلطة في وقت من الأوقات، مضيفا ان «العبادي عندما وصل الى رئاسة الوزراء كان يمتلك فرصة كييرة، حيث حظي بدعم الشارع وبعض الأحزاب، لكن يبدو أن هناك «تلكؤاً» بشأن اتخاذ بعض القرارات الحاسمة، والتي بدورها ترتب عليها ما نحن به اليوم»، موضحا أن أحد مظاهر ذلك «التلكؤ» حين تأخر العبادي في تشكيل الحكومة.

وبخصوص موقف العراق من التهديدات الإيرانية لمملكة البحرين، قال إن «مصلحة العراق تكمن في أنه يمتلك علاقات حسن الجوار مع الجيران، خصوصا مع المنظومة الخليجية»، موضحا انه ليس هناك تدخل عراقي في الشأن ولكن هناك نوع من الاستياء داخل العراق من سحب جنسية أحد علماء الدين في البحرين».

وعن لقاء صاحب السمو والقيادة الكويتية، وهل تم طلب مساعدات خلال تلك الزيارة، قال بحر العلوم إن «ليس هناك داع لتذكير سموه بالبعد الإنساني ووضع العراق»، مشيدا بدور سموه الإنساني في العديد من المواقف، ومؤكدا أن للعراق مكانة خاصة للقيادة السايسية العليا، وان هناك مساعدات عديدة لمناطق كثيرة بالعراق والمناطق المنكوبة.

وأشاد بحر العلوم بموقف صاحب السمو قائلا «انني لمست اهتماما بالغا من صاحب السمو أمير البلاد في معرفته آخر تطورات معارك تحرير الفلوجة من قبل داعش».

وأضاف «عند لقاء سمو الأمير، وسمو ولي العهد، والقيادة السياسية، وسمو الشيخ ناصر المحمد رأينا اطلاعا كاملا بأحداث العراق وبعدها الانساني ومستقبلها»، معرباً عن شكره لتمنيات سموه أن تنتهي هذه الأزمة التي ألمّت بالعراق، وان يعود الاستقرار إلى كل المناطق والمحافظات العراقية.