تحديث.. إقفال مراكز التصويت في بريطانيا وبدء عملية الفرز

نشر في 24-06-2016 | 00:29
آخر تحديث 24-06-2016 | 00:29
No Image Caption
تحديث..

بدأت عملية فرز الأصوات الخميس في بريطانيا التي أجرت استفتاء تاريخيا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (21,00 ت غ) على ان تعلن النتيجة النهائية في وقت مبكر من صباح الجمعة، وعندها يمكن ان تصبح المملكة المتحدة اول دولة كبرى تغادر الاتحاد الاوروبي منذ تاسيسه قبل ستين عاما.

---------------------------------------------------------

توافد البريطانيون بكثافة الخميس على مكاتب الاقتراع للمشاركة في استفتاء تاريخي حول بقائهم في الاتحاد الاوروبي او مغادرته، في حين يحبس الاوروبيون انفاسهم بانتظار النتيجة التي ستكون لها تداعيات على مجمل القارة القديمة.

وفيما تبدو المنافسة محتدمة بين معسكري البقاء والمغادرة، ساهم استطلاع نشر الخميس خلال اجراء الاستفتاء ومنح الفوز للبقاء، في طمأنة الاسواق المالية، حيث بلغ الجنيه الاسترليني اعلى اسعاره منذ ستة اشهر مقابل الدولار.

وبعد حملة كثيفة تمحورت حول الهجرة وانعكاساتها السلبية بالنسبة الى مؤيدي الخروج، توافد الناخبون المسجلون البالغ عددهم الاجمالي 46 مليونا، منذ الصباح الباكر للادلاء باصواتهم رغم تساقط المطر في بعض المناطق ومنها لندن.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة 07,00 (06,00 ت غ) ويفترض ان تغلق عند الساعة 22,00 على ان تعلن النتيجة النهائية في وقت مبكر من صباح الجمعة وعندها يمكن ان تصبح المملكة المتحدة اول دولة كبرى تغادر الاتحاد الاوروبي منذ تاسيسه قبل ستين عاما.

واظهر استطلاع نشر صباح الخميس واجري قبل التصويت ان معسكر البقاء (52 بالمئة) يتقدم باربع نقاط على معسكر المغادرة (48 بالمئة)، لكن مع وجود نسبة 12 بالمئة من المترددين.

وادى نشر نتيجة الاستفتاء فورا الى تحسن الجنيه الاسترليني امام الدولار واليورو في حين ارتفعت بورصة باريس ووال ستريت. غير ان الحذر يبقى سيد الموقف حيث منح استطلاعان نشرا الاربعاء تقدما طفيفا لمعسكر مغادرة الاتحاد الاوروبي.

في مراكز الاقتراع بدا الناخبون منقسمين فيما عكست اقوالهم قلقا من تبعات الخروج او على العكس تعبر عن الفرح لفكرة الخروج.

وقال بيتر ديفيس (55 عاما) الموظف في قطاع المعلوماتية امام مركز اقتراع في هافرينغ شرق لندن "ان خروجنا سيكون كارثة على الاقتصاد".

من جهتها، تحسرت جون (50 عاما) على الفترة التي كان فيها الاتحاد الاوروبي يضم دولا اقل واعربت عن املها بفوز معسكر الخروج. واضافت السيدة التي رفضت الكشف عن كنيتها لوكالة فرانس برس "سنكون اول من يغادر (الاتحاد الاوروبي) واعتقد ان دولا اوروبية اخرى ستحذو حذونا. برايي ان الناخبين الفرنسيين يرغبون بذلك في سرهم".

في شمال غرب البلاد، في اسكتلندا المؤيدة لاوروبا اشار بعض الناخبين الى ان خروج بريطانيا من الاتحاد قد يبرر تنظيم استفتاء اخر للاستقلال بعد استحقاق ايلول/سبتمبر 2014، الامر الذي يرغبه قوميو حزب اس ان بي.

وقال الممرض جون غيلمور البالغ 55 عاما في غلاسكو "سيحق للاسكتلنديين مغادرة المملكة المتحدة ليطالبوا بالبقاء في الاتحاد الاوروبي".

وادلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي خاض حملة من اجل البقاء بصوته في لندن برفقة زوجته سامانثا، دون الادلاء بتعليق. لكنه دعا لاحقا على موقع تويتر مواطنيه الى اختيار البقاء لضمان "مستقبل افضل" حسب قوله.

كما صوت رئيس حزب العمال المعارض جيريمي كوربن المؤيد للبقاء، في احد مراكز التصويت في لندن. ردا على سؤال حول فرص فوز معسكره قال ممازحا "يمكنكم ان تسألوا وكلاء المراهنة" الذين رجحوا كفة "البقاء".

من جهة اخرى صوت نايغل فاراج زعيم حزب يوكيب المناهض لاوروبا وللمهاجرين، في كنت جنوب شرق انكلترا وقال ان لدى معسكر المغادرة "حظوظا وافرة" للفوز.

وكتب في تغريدة على تويتر لتعبئة مناصريه مساء "إذا كنتم تريدون استعادة حدودكم وديموقراطيتكم وبلدكم، صوتوا لصالح الخروج".

بدوره، "، قال رئيس بلدية لندن السابق المؤيد للبقاء بوريس جونسون إن النتائج "ستكون متقاربة جدا".

وبحسب محللين فان نسبة المشاركة ستكون العامل الحاسم. وكلما زادت نسبة المشاركة كلما تحسنت حظوظ معسكر البقاء في الفوز.

ويتعين على المستفتين ان يجيبوا على سؤال "هل يجب ان تبقى المملكة المتحدة عضوا في الاتحاد الاوروبي او ان تغادر الاتحاد الاوروبي؟".

وفي لندن والجنوب الشرقي، توقفت وسائل النقل عن العمل بسبب سوء الاحوال الجوية، كما مراكز اقتراع عدة إلى اغلاق أبوابها مؤقتا خلال النهار بعدما غمرتها المياه.

وتقطعت السبل بالعديد من الأشخاص داخل المحطات والقطارات، وأبدى بعضهم خشيته من عدم إمكانية العودة في الوقت المناسب للتصويت.

شددت الصحف البريطانية على الطابع التاريخي للاستفتاء الخميس. وعنونت "ذي صن" الشعبية المؤيدة للخروج "يوم الاستقلال"، بينما كان عنوان صحيفة "ذي تايمز" المؤيدة للبقاء "يوم الحساب".

كما تدخل جميع القادة الاوروبيين لدعوة البريطانيين الى البقاء لان خروج بلادهم يمكن ان يؤدي الى تفكك الاتحاد الاوروبي.

وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن رغبته "بان ياتي الخبر غدا (الجمعة) بانهم بقوا في الاتحاد الاوروبي، لانه مكانهم"، الامر الذي كانت شاطرته المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في اليوم السابق.

بالاضافة الى ذلك حذرت كل المؤسسات الدولية، من صندوق النقد الدولي الى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، من ان خروج بريطانيا سيؤدي الى عواقب سلبية على الامد البعيد ناهيك عن التبعات الاقتصادية الفورية.

كما انه قد يثير اضطرابات سياسية مع احتمال رحيل محتمل لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يجازف بمكانته في التاريخ عبر هذا الاستفتاء، ويناشد تكرارا للبقاء في الاتحاد الاوروبي.

في المعسكر المنافس، يقود رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون المحافظين المشككين باوروبا،

كما ركز حزب يوكيب برئاسة فاراج حملته على الحد من الهجرة، الا انه اثار الصدمة حتى بين صفوف مؤيديه عندما نشر ملصقا عليه صورة طابور من اللاجئين الى جانبه "نقطة التحول: الاتحاد الاوروبي خذلنا جميعا".

وفي محاولة لوضع حد للانقسامات داخل حزبه المحافظ، اعلن كاميرون منذ كانون الثاني/يناير 2013 انه سيجري الاستفتاء.

وسط هذه الاجواء المشحونة، اثار مقتل النائبة جو كوكس قبل اسبوع على موعد الاستفتاء بيد رجل يطالب ب"الحرية لبريطانيا"، صدمة عارمة في البلاد التي لا تزال تبحث عن اجوبة حول دوافع الماساة.

back to top