رداً على سؤال وجهته إليه المثقفة العربية منيرة مصباح عن دور شعراء الكويت في الوطن العربي، أجابها خالد سعود الزيد:

شعراء العالم العربي يمثلون دائرة، وشعراء الكويت في حلقتها، وكل شاعر جزء من هذه الدائرة، والشعر في الكويت ليس إلا ثمرة من عطاء الشجرة العربية، وشعراء الكويت لم يقصروا تجاه وطنهم وأمتهم، بل واكبوا قضايا الأمة منذ أن كانت الأخبار لا تصل إليهم إلا ببطءٍ، وحتى عصرنا هذا الذي أصبحت تُنقل فيه الأخبار بالأقمار الاصطناعية!

Ad

فقد أنشد عبداللطيف النصف قصيدة في عبدالكريم الخطابي الزعيم المغربي المشهور وقائد الثورة فيها، وكان ذلك في عام 1925 حيث قال:

طرقت فظنوا في ثيابك طارقا ... وذكرتهم أيام طارق فيهمُ

وآخر تلك القصائد المعبرة عن الحس القومي كانت تلك التي ألقاها شعراء الكويت في صنعاء من قِبل الدكتور عبدالله العتيبي، والدكتور خليفة الوقيان، والشاعرة جنة القريني.

وكانت من أفضل القصائد التي قيلت من وحي صنعاء، حيث جاء وقعها على مسامع الناس في اليمن كالماء الزلال، كما أنها لاقت استحساناً وصدى كبيراً.

ثم إن الشعر في الكويت ليس تابعاً، ولا يرضى أن يكون تابعاً لكل التطورات التي تظهر في الشعر العربي بين حين وآخر. بعض الشعراء ينسجون على منوال سليقتهم من وحي بيئتهم، ومن خصوصيات منطقتهم التي يعيشون فيها، وهؤلاء لا يكررون ولا يرضون أن يكونوا مقلدين.

• وعندما سألته عن شعراء الخليج عموماً، أجاب خالد سعود الزيد:

• حين أصف همومي في الكويت فإنني بذلك أصف هموم أي إنسان في أطراف العالم العربي... إن الإنسان العربي هو نفسه في كل مكان سواء في سورية، أو في لبنان، أو في مصر، أو غيرها من أنحاء الوطن العربي، همومه مشتركة لا تتجزأ، أما من ينظر إلى العطاء الأدبي بمنظار محدود، ومن منظار الصراعات التي كانت تخرج علينا من مقاهي بيروت، فهذا شيء آخر، وحبذا لو أن الذين ينتقدون شعراء الخليج، يعطوننا مثلاً عن أثر خليجي دخل في أسر المفاهيم الإقليمية وفي معناها الضيق، فالإقليمية دعوة لفصل هذا الجزء وبتره عن الجسم العربي... أنا لم أجد شاعراً خليجياً دعا إلى هذه الدعوة، مع أننا نجد هذه الدعوة واضحة وجلية عند شعراء وأدباء غير خليجيين، ومع ذلك يحتلون الصدارة في كتابات الذين ينتقدون ويتهمون الشعر الخليجي بهذه التهمة!

• أما عن التردي الثقافي العربي فيقول خالد سعود الزيد:

للأسف من يكتب من المثقفين في الصحافة العربية أنهم يملكون أرضية إعلامية خصبة للتوجيه، ومع ذلك فدورهم سلبي، يكاد يكون في الجانب الآخر!... إن المثقف العربي لم يؤد دوره كما يجب، بدليل هذا السقوط الذي تعيشه كل فئة من المثقفين العرب.