• بعد ثورة «30 يونيو» دخلت السجن، فهل تعرضت لمضايقات داخله؟
- المضايقات كانت عامة، مثل سحب الثلاجة والراديو ومنع الزيارات لمدد طويلة، وهي تسري على كل الناس، وقابلت أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان، وقلت لعضو المجلس حافظ أبوسعدة: هل أنا متهم بالتحريض على القتل؟ فقال لي: «أصل أنت كنت قربت أوي من الإخوان في الآخر»، فقلت له: «ما علاقة هذا بالتهمة إذا افترضت أن كلامك صحيح؟»، وقابلت أيضا كمال عباس وجورج إسحاق، وقلت للأخير: «لو أنا مكانك كنت قلبت عشانك الدنيا في قضية ملفقة»، فقال لي: «بنحاول».• ما طبيعة أحاديثك مع الإخوان في فترة السجن؟
- كانوا يعبرون عن استغرابهم لوجودي معهم، وكنت غير مسامح د. بديع لرفضه مقابلتي قبل الانتخابات الرئاسية 2012، لكن رأيته في السجن وتعاطفت معه إنسانيا، وتغاضيت عن هذه الواقعة، وهم يقولون: نحن نفهم لماذا جئنا إلى هنا، باعتبارنا كنا في السلطة وكان هناك صراع عليها، بغض النظر عن خطئهم، في النهاية هم كانوا في السلطة وجاء من أطاح بهم، وكانت هناك حالة تحفظ في الكلام معي عموما، لم يكن بسهولة أن يتكلموا معي، وأنا عارف طريقة الإخوان في أنهم كثيرو الشك، لدرجة أنه إذا ما جاء ضابط وتحدث معي لبعض الوقت على باب الزنزانة، كنت أقول لهم عن تفاصيل الحوار.• هل لديهم حالة ندم أو ذهول أو مراجعات فكرية بعد ما جرى من أحداث؟
- لا، لكن لا أستطيع أن أتحدث عنهم بشكل جماعي، فحديثي هنا عمن رأيته من المجموعة التي كانت معي، وكنت أقول للضباط الذين في السجن: «اسجنوني في سجن تاني مش معاهم»، وكان الرد أن القرار ليس في أيديهم، وكنت أقول للضباط أيضا: «انتوا ماشيين مع الإخوان في سكة خطأ، لأنكم إذا اختبرتموهم في السلطة فسيفشلون، أما في السجون فسينجحون، لأنهم يبنون الفرد على البلاء والمحنة والمظلومية، وكلما ازداد الضغط عليه يظن أنه في الطريق الصح».• وما هي الطريقة التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير الإخوان؟
- رأيي، العدل والحرية، أوجد عدالة تطبق، فأداء الإخوان في السلطة جعل شعبيتهم تتناقص بشكل خطير، وهم كانوا يعلمون هذا، وبالتالي لن يحكموا بعد أول أو تاني انتخابات، وبالتالي التكلفة كانت ستكون أقل بكثير.• الصراع السياسي الذي انتهى بالإطاحة بـ»الإخوان» بدأ منذ صدور الإعلان الدستوري ثم أزمة الاتحادية في ديسمبر 2012... كيف جاء تدخلك في هذه الفترة؟
- كلمني مدير مكتب الرئيس وقال لي إن محمد مرسي طلب أن أدير الحوار، وهذا بالاتفاق مع د. محمود مكي، نائب الرئيس، وانتهينا إلى تشكيل لجنة مصغرة انتهت إلى إلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، وخرجنا في مؤتمر صحافي، وحاولنا أن نتفادى الأزمات التالية، وذهبت مع نائب رئيس حزبنا د. محمد محسوب الذي كان وزيرا في ذلك الوقت إلى الدكتور محمد مرسي، وقلنا له: الأزمة المقبلة لن نستطيع مواجهتها، إذا لم نستعد من الآن، وهو أن نشرك كل الناس «تجيب حد من المعارضة، واحد من جبهة الإنقاذ يمسك رئاسة الوزراء»، لكنه لم يقبل اقتراحنا.بعد استقالة المستشار مكي من منصبه، اقترحنا أن يتولى الأخير رئاسة الوزراء، وكنا قبلها اقترحنا اسمين فقط وتم رفضهما أولهما عمرو موسى، والثاني محمد البرادعي، وكان هذا في يناير 2013، وهي الوزارة التي خرج منها محسوب، وكنا اقترحنا اسم د. مكي باعتباره مقبولا، وأخبرت د. سليم العوا بهذا الاقتراح، لأن الرئيس مرسي رافض عمرو موسى والبرادعي، ووافقني العوا وطلب مني أن أحدد ميعادا مع الرئيس وقال لي: «أنا كفيل أن أقنع مكي بالقبول فور موافقة الرئيس».وأثناء الجلسة عرفنا أن الرئيس جدد تشكيل الحكومة برئاسة هشام قنديل، فكتب د. محسوب استقالته بخط اليد، وقلت للرئاسة لم يعد هناك مبرر للقاء الرئيس، قضي الأمر! واستمرت نصائحنا بعد ذلك، لكن ظهرت حركة تمرد وزاد الاحتقان.•ما رأيك فيمن يردد أنه كانت هناك محاولة لإفشال مرسي؟
- المشاكل لا تصنع بـ «إن فيه ناس بتوقعك في الغلط وتصنع كل فخ»، لكن تصنع بأخطاء ترتكبها، والسببان كانا موجودين، كان فيه تربص، والإصرار على صنع مشاكل وخلقها وتضخيمها وإفشال مجموعة السلطة، وأنت أيضا تصنع أزمات لنفسك.• هل كنت تتوقع أن تكون هذه هي نهاية حكم الإخوان؟
لا.• ألا ترى تناقضا في ترشيحكم لعمرو موسى رئاسة الحكومة وعدائكم للفريق أحمد شفيق؟
- الناس كلها ليست مثل بعضها، أشهد أنني بعد كتابة الدستور في التأسيسية، اكتشفت أن عمرو موسى، أذكى مما كنت أتوقع، وعنده قدرة على التكيف مع الأوضاع والمشاركة فيها، وكان من أسرع مرشحي الرئاسة الذين لم يوفقوا، في العودة إلى الحياة العامة مرة أخرى، وعنده فن كسب الناس.بينما الفريق شفيق كان أكثر ارتباطا بحسني مبارك، وتولى رئاسة الحكومة في الفترة الأخيرة لمبارك، ثم جاء حواره الشهير مع علاء الأسواني، فضلا عن تعبيراته التصادمية، لكن ليس لي خصومة شخصية مع أحد، ولم أدخل معه في تحد، وبعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في 2012، ذهب الفريق شفيق مباشرة إلى الإمارات، ولم يكن موجودا في الأحداث. أما عمرو موسى فشارك ودخل الجمعية التأسيسية، وكان له دور حقيقي في التوافق وهو رجل ذكي وواع، ولديه قبول غربي وعربي وخليجي تحديدا، بالمناسبة عمرو موسى كان من القلة الذين باركوا لي بعد الخروج من السجن، وهذا يدل على أن تقديري كان في محله، بينما أنا رأيي سلبي دائما في الدكتور محمد البرادعي ولم يتغير.•هل كنت موافقا على قرار إقالة مرسي لوزير الدفاع الأسبق حسين طنطاوي ورئيس الأركان الأسبق سامي عنان؟
- وجهة نظري في إدارة العمل السياسي هي التوافق، القرار يمكن أن يكون صحيحا لكن طريقة اتخاذه تخلق أزمة.