High Light: جامعة الشدادية الحلم المسروق
فكرة جامعة الشدادية وتصميمها وتنفيذها استغرقت أكثر من 30 سنة والعداد لا يزال يحسب، وبمقارنة بسيطة بتجارب الدول الأخرى القريبة منا نرى أن المملكة العربية السعودية احتاجت ثلاث عشرة سنة لبناء 21 جامعة حكومية، لهذا فشبهة الفساد واضحة وضوح الشمس في هذا المشروع؛ والأدهى أن هناك جواً خاصاً ساعد في هذا وأعطى حججاً لتعطيل المشروع. من هذه الحجج "قانون منع الاختلاط"، والكل يعلم أن المتنفذين وأصحاب القرار سواء في مجلس الوزراء أو وزارة التربية أو جامعة الكويت جلهم ضد هذا القانون، والدليل تصريحاتهم التي كشفت بكل صراحة أنه زاد تكلفة المشروع بنسبة 40%؛ علماً أن وزارة التخطيط أعلنت في 29 مايو أن تكلفة مشروع جامعة الشدادية نصف مليار دينار حتى تاريخه.نتحدث عن مليار و700 مليون دولار تقريبا، وهذا المبلغ يكفي لبناء أكثر من جامعة بأعلى المستويات! وغير خفي على أحد أن التسريع في إنجاز هذا المشروع الوطني يعرض الجامعات الخاصة وأصحابها للإفلاس؛ وحسبنا أن نراجع أعداد طلبة الابتعاث الداخلي وأسماء أصحاب الجامعات الخاصة، التي لا يوجد لكثير منها اعتراف دولي.وفي السياق نفسه، وبمناورة مدروسة؛ جامعة الكويت تتخلى عن جامعة الشدادية لوزارة الأشغال- بعد خراب مالطة- بحجة أنها لا تملك الكوادر الفنية المتفرغة لهذا المشروع، وبهذا ضيعت على نفسها سنوات من عمل ترميمات وإصلاحات كانت تحل أزمات عديدة بحجة قرب الانتقال لجامعة الشدادية؛ وهذا يعتبر دماراً لجامعة الكويت قبل أن يكون دماراً للمشروع، لأن جامعة الكويت ستجد نفسها قريباً غير قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة من طلبة الثانوية، وهذا ما قصده بالفعل د. خالد الفاضل مساعد نائب مدير الجامعة للتقويم والقياس.
وبهذه الخطوة تحاول جامعة الكويت التخلص من المشروع عسى أن يلتقطه القطاع الخاص "بليلة ظلمة"، مع المحافظة على الكيان المخملي والبرج العاجي الذي تعيش فيه جامعة الكويت صاحبة العادات والتقاليد العريقة، التي ستضطر، فيما لو احتفظت تحت الضغط بالشدادية، إلى تعيين الكويتيين أصحاب شهادات الدكتوراه... وهذا ضد توجهات وعادات وتقاليد الجامعة كما تعلمون!ومن ضمن معوقات المشروع الأخرى ما أصبح متعارفاً عليه بالمشاريع الضخمة وهي الأوامر التغييرية؛ ويكفي أن أذكر، إن لم تخني الذاكرة، أن مناقصة "استاد جابر" كانت 70 مليون دينار، وأوامره التغييرية جاءت 50 مليوناً؛ وهذا يندرج تحت بند الإشارات والإيماءات التي تحدث تحت الطاولة بين المقاول "المعلم" والقائمين على المشروع.ختاماً: أشير لكم إلى خبر مهم، وهو أن مقاول استاد جابر هو مقاول جامعة الشدادية، وهو ذاته مقاول المطار... ومنا إلى الإدارة العامة للإطفاء.