رمضان شهر الخير والبركات تكثر فيه الصدقات والطاعات، وقد كان رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم "أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان"، وللصدقة أثر عجيب في المتصدق، وقد بين ذلك الرسول الكريم، فقال: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".

وإليكم القصة التالية عن رجل غني، شاء الله تعالى أن يصاب بمرض في القلب، فسافر إلى أميركا للعلاج، بعدما أخذت حالته تسوء يوماً بعد آخر، وهناك في المستشفى المشهور بعلاج القلب نصحه الأطباء بإجراء عملية مستعجلة، وقالوا له إن نتيجتها غير مضمونة لخطورتها، لكن من الأفضل عملها. عندما سمع هذا الكلام طلب من الأطباء تأجيل العملية ليعود إلى بلده عدة أيام فيسلم على أهله ومعارفه لعله لا يلقاهم بعد ذلك، وحتى يؤدي ما عليه من حقوق للناس، فوافقوا، على أن يعود بأسرع وقت لأن أي تأخير فيه خطر على قلبه، عاد إلى بلاده وفعل ما أراد ثم استعد للسفر. وقبل سفره وهو يسير مع أحد أصدقائه قرب محل أحد الجزارين رأى امرأة عجوزاً تجمع فتات اللحم والعظام من الأرض، فرقّ لحالها وسألها عن سبب ذلك، فقالت له: إنه الفقر والحاجة، فلديّ ثلاث بنات ونحن نعيش حياة قاسية دون عائل، وأنا أجمع ما ترى لأسدّ به رمق بناتي وجوعهن، حيث إننا لم نذق طعم اللحم منذ مدة طويلة، فلما سمع كلامها أخذ بيدها إلى الجزار، وقال له: أعط هذه المرأة ما تحتاج إليه من لحم.

Ad

فقالت: كيلو يكفينا، قال: بل اثنان، وكل أسبوع، ودفع له مقدماً لسنة كاملة، فرفعت المسكينة يد الضراعة داعية له دعوة من القلب، وما إن أنزلت العجوز يدها حتى شعر الرجل بالنشاط والصحة، وأحس بحيوية لم يكن يحس بها من قبل، ثم عاد إلى بيته فاستقبلته إحدى بناته فقالت له: ما شاء الله عليك يا أبي أرى علامات الصحة والعافية على محياك، فأخبرها بالقصة، فسعدت كثيرا، ودعت لوالدها بأن يشفيه الله ويسعده كما أسعد هذه الأم المسكينة وبناتها.

غادر الرجل بلاده ودخل المستشفى وعندما فحصه الأطباء ذهلوا، وقالوا: مستحيل لقد زال المرض، فكل الفحوص السابقة كانت تشير إلى خلل كبير في القلب، من عالجك؟! من أعاد إليك صحتك؟! كيف شفيت بهذه السرعة؟! فرد عليهم وهو ينظر إلى السماء بعين دامعة شفاني أرحم الراحمين.