تسلية الكسالى
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
هناك مجموعة من الأسماء التي تعيش على تاريخها الفني الطويل لم تقدم جديداً في أعمالها هذا العام، وربما تحاشى المتابعون انتقادها احتراما لهذا التاريخ الطويل. جاء عمل عادل إمام مثلاً خالياً من أية روح بعيداً عن الإمتاع، كما بدا هو شخصياً في حال يرثى لها، وعليه أن يتوقف احتراماً لتاريخه ومشاهديه. ينطبق ذلك أيضاً على مجموعة أخرى من الأسماء العربية التي كنا نتوقع منها تقديم أعمال أكثر جدية والتصاقاً بحياة المواطن العربي في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها.تعكس الأعمال الدرامية حالة الوعي الثقافي في الوطن العربي، وهي حالة يرثى لها إذا كانت هذه هي مخرجاتها. نحن في أمس الحاجة اليوم لأعمال تصور حقيقة ما تمر به أوطاننا العربية من تردي ونزاعات عرقية وطائفية، وحروب هوية، وصراعات وتسلط طواغيت، وتهجير ومشاكل لا حصر لها. ولجوء العمل التلفزيوني إلى الابتعاد عن الجرأة في طرح مثل هذه الأعمال محاولة إلهاء وعبثية تأخذ المشاهد بعيداً عن واقعه الذي تطرحه القنوات الإخبارية. لا تعكس الأعمال السورية على سبيل المثال قراءة حقيقية للواقع الذي يعيشه مواطن هذه البلاد، ولا تتناول تجربته المرّة منذ سنوات، وهو يعيش حالة حرب وتهجير لا يبدو أن العمل التلفزيوني معني بها. هذا البعد عن معاناة الإنسان العربي سواء في سورية أو العراق أو غيرهما من بلادنا يجعلنا لا نثق دائما بما تقدمه دراما الإلهاء. ليس الهدف هنا هو العمل السياسي بالضرورة إنما العمل الإنساني بعيدا عن متاهات السياسية ودهاليزها.الفراغ الطويل أيام رمضان يمنحك الفرصة لترتيب برنامج قرائي مكثف لمجموعة من الكتب عوضاً عن هذا الغثاء واللجوء للرواية التي نجحت في تجسيد الحالة العربية بشكل أكثر صدقاً من مسلسلات الكسالى.