أفضل المصورين ... فريد وفهمي {قديماً} وسعيد الشيمي في الصدارة {حديثاً}
على مدار أكثر من 110 أعوام هي عمر السينما المصرية، شاهدنا آلاف الأفلام التي شارك مئات النجوم في صناعتها، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، جميعهم اجتهدوا لتقديم أفضل ما لديهم من خلال تجارب فنية تعيش في ذاكرتنا ووجداننا.
«الجريدة» استطلعت آراء أبرز النقاد السينمائيين للوقوف على الأفضل في تاريخ السينما المصرية، وهل شهدت تغيراً في الخيارات عبر تخصصات عدة، في سلسلة حلقاتها التي تنشرها خلال شهر رمضان.
«الجريدة» استطلعت آراء أبرز النقاد السينمائيين للوقوف على الأفضل في تاريخ السينما المصرية، وهل شهدت تغيراً في الخيارات عبر تخصصات عدة، في سلسلة حلقاتها التي تنشرها خلال شهر رمضان.
أدى التصوير السينمائي دوراً في تطور السينما المصرية، لكن المؤكد أن تقنيات التصوير تسارعت بشكل ملحوظ واختلفت من عقد إلى آخر، حسب سرعة التطور التي جاءت في تكنولوجيا الكاميرات المستخدمة، ما انعكس إيجاباً على مستوى التصوير في الأعمال السينمائية المقدمة، علماً بأن التصوير السينمائي مع بداية السينما المصرية جاء عن طريق الأجانب الذين درس المصورون المصريون لغتهم السينمائية واستفادوا منها، فاعتمد الجيل الأول من المصورين على الأجانب، إلى أن جاء الجيل الثاني في أواخر الثلاثينيات الذي ضم المصورين: حسن مراد ومحمد عبد العظيم، قبل أن يجد جيل جديد في بداية الأربعينيات لنفسه مكانة في التصوير السينمائي الذي ضم عبد الحليم نصر، مصطفى حسن، أحمد خورشيد وغيرهم.
جيل البورتريه
تأثر المصوّرون في الحقبات الماضية في أعمالهم السينمائية بالصور الفوتوغرافية، لذا أطلق عليهم لقب جيل البورتريه، إذ عاصروا بداية النهضة السينمائية الحقيقية والاهتمام بصناعة السينما، ليظهر بعدهم الجيل الذي قاد السينما عقوداً وضم عبد العزيز فهمي، ديد سري، وحيد فريد وغيرهم... هؤلاء ثاروا على الأجانب في نقابة السينمائيين وطالبوا بخروجهم منها باعتبار المصريين أحق بأن يعملوا في التصوير والإخراج.
ماجدة موريس
ترى الناقدة ماجدة موريس أن السينما المصرية محظوظة بوجود مصورين كبار وضعوا بصمتهم الخاصة في الأعمال التي يشاركون فيها ولم يتعاملوا مع التصوير السينمائي باعتباره وظيفة، بل فن أجادوا في تقديمه كل واحد بحسب التوقيت والتكنولوجيا التي توافرت في عصره، لافتة إلى أن المصور عبد العزيز فهمي يعتبر من أفضل المصورين السينمائيين على الإطلاق في النصف الأول من تاريخ السينما المصرية، لقدرته على المزواجة بين الأبيض والأسود بصورة متميزة، بالإضافة إلى لمسات فنية وضعها في أعماله وأعطتها ثقلاً ورؤية مختلفة. تعتبر وحيد فريد، الذي لقب بشيخ المصورين، أشهر مصور لكلاسيكيات السينما المصرية، صور غالبية أعمال فاتن حمامة والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، وفي كل مرة كان يقدم صورة بصرية مختلفة، ويركز على الجوانب التي يريد إبرازها في الفنان، وهو ما ظهر في تجارب سينمائية مهمة أبرزها {دعاء الكروان} الذي لولا لمساته البصرية لما دخل ضمن كلاسيكيات السينما المصرية. تضيف أن المصور سعيد الشيمي امتلك موهبة وعمل على تطويرها باستمرار، فكان أول من أدخل التصوير تحت الماء إلى السينما المصرية في وقت مبكر، وساعد في تقديم نوعية مختلفة من الأفلام التي اعتمدت هذه التقنية الجديدة، لافتة إلى أن ثمة تجارب جيدة لمصورين كثر تستحق الإشادة على غرار سامح سليم، كمال عبد العزيز، وطارق التلمساني.نادر عدلي
يتفق الناقد نادر عدلي مع موريس حول أهمية المصور عبد العزيز فهمي واهتمامه بالتصوير وتحويله إلى إحدى أيقونات نجاح الأفلام في وقت مبكر في صناعة السينما المصرية، لافتا إلى أن أعماله أصبحت مدرسة فنية يستفيد منها المصورون لغاية الآن. يلفت عدلي إلى أن المصور سعيد الشيمي وظف الإضاءة بشكل متميز وجعلها تعبر عن طبيعة الشخصيات ويؤكد فيها قيمة الصورة السينمائية في تجاربه المختلفة، من أبرزها {كتيبة الإعدام} و{ضربة شمس}. يضيف أن ثمة أعمالا قدمها اتسمت بالاختلاف وشكلت نقلة فنية في التصوير السينمائي.أندرو محسن
يوضح الناقد أندرو محسن أن السينما المصرية تعاقب عليها مصورون متميزون من بينهم: محسن نصر، محسن أحمد ورمسيس مرزوق، لكنه يفضل اختيار مرزوق لتميزه في أعماله السينمائية وعمله مع كبار المخرجين في السينما المصرية التي أبرزت قدراته كمدير تصوير. يضيف أن تجربة مرزوق في فيلم {المهاجر} مع يوسف شاهين، على سبيل المثال، من أهم تجاربه السينمائية على الإطلاق، لقدرته على توظيف الكاميرا بصورة جعلت الجمهور لا يشعر بالإضاءة المصطنعة التي تستخدم في التصوير فضلاً عن الواقعية التي نقل بها أحداث الفيلم.ماجدة خير الله
تشير الناقدة ماجدة خير الله إلى أن المصور عبد العزيز فهمي رسم ظلالاً وكادرات تصوير في أفلام الأبيض والأسود كأنها ألوان حقيقية، فكانت الصورة التي يقدمها بمثابة تركيبة غير طبيعية سبقت عصره بمراحل، وهو ما يظهر في {زوجتي والكلب} وأفلام أخرى. تضيف أن فهمي، رغم الإمكانات البدائية التي عمل فيها مقارنة بالتطور الهائل في التصوير، لاحقاً، من ناحية المعدات التي ساهمت في تحسين الصورة، إلا أن طريقته في التصوير تجعل المشاهد يشعر، عندما يتابع أعماله، بأن تقنيات التصوير جيدة للغاية مقارنة بالفترة التي تدور فيها الأحداث، وهي التقنية التي جعلته سابقاً لأبناء جيله بسنوات.خيرية البشلاوي
تعتبر الناقدة خيرية البشلاوي أن المصور عبد العزيز فهمي قدّم صورة مختلفة عن السائد في السينما المصرية، ولفت الانتباه إلى أهمية التركيز على كادرات مختلفة ليجذب عين المشاهد ويشعر بالارتياح، خلال مشاهدة الفيلم، لافتة إلى أن تجربته في {المؤمياء}، تجعل المشاهد يكتشف مزيداً من اللوحات البصرية التي رسمها بحرفية عالية، في كل مرة يشاهد الفيلم، رغم مرور عقود على تصويره.تضيف أن تجربة سعيد الشيمي في إدخال تقنية التصوير تحت الماء والتعامل معها ببراعة وحبه واطلاعه لمهنته... كلها عناصر جعلته أحد أهم المصورين لعقود، لافتة إلى أن تجربته في فيلم {بورسعيد}، على سبيل المثال، عكست صورة مختلفة للمقاومة ومواجهة الاحتلال، كذلك أدت التقنية التي استخدمها في التصوير دوراً في نجاح فيلم {ضربة شمس} مع نور الشريف.
الناقدة ماجدة موريس ترى أن السينما المصرية محظوظة بوجود مصورين كبار وضعوا بصمتهم الخاصة في الأعمال التي يشاركون فيها
الناقدة ماجدة خير الله تشير إلى أن المصور عبد العزيز فهمي رسم ظلالاً وكادرات تصوير في أفلام الأبيض والأسود كأنها ألوان حقيقية
الناقدة ماجدة خير الله تشير إلى أن المصور عبد العزيز فهمي رسم ظلالاً وكادرات تصوير في أفلام الأبيض والأسود كأنها ألوان حقيقية