عرض مساعد المديرة العامة لليونسكو للشؤون الثقافيّة، فرانشيسكو بندارين، تقرير {إعادة تشكيل السياسات الثقافيّة} على كل من رئيسة لجنة التعليم والثقافة، سيلفيا كوستا، وأعضاء البرلمان الأوروبي ومجموعة من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أمين اتفاقية 2005، دانييل كليشيه.التقرير العالمي، الذي أُعدّ بمساعدة مجموعة من الخبراء الدوليّين، يتناول الاتجاهات والتحديات الدوليّة في أربع مجالات رئيسة تعنى بها الاتفاقية: أنظمة الحوكمة المستدامة للثقافة، تجارة السلع والخدمات الثقافية بالإضافة إلى تدفقها خارج البلد ناهيك عن هجرة الفنانين والخبراء الثقافيّين، الثقافة في أطر التنمية المستدامة، حقوق الإنسان والحريات الأساسيّة.
كذلك يتطرق التقرير إلى التحديات المعاصرة التي تواجهها الحرية الفنيّة، ويدعو إلى استمراريّة دعم الفنانين في المناطق التي تفتقر إلى حرية التعبير، وتحسين أوضاع النساء في الصناعات الإبداعيّة.يعتبر التقرير وسائل الإعلام العامة والتكنولوجيات الرقميّة بمثابة محفزات مهمّة في تنوع أشكال التعبير الثقافي. رغم استراتيجيّة أوروبا لعام 2020، يعتبر الاتحاد الأوروبي أفضل جهة يمكن أن تساهم في تعزيز سوق رقمي وحيد من تعزيز الابتكار والنمو والتقدم الاقتصادي. ولمعالجة التغيرات الكبيرة في المشهد الثقافي العام، ستعرض اللجنة الدولية الحكوميّة لاتفاقيّة 2005 في جلستها المقبلة (12-15 ديسمبر 2016) مجموعة من التوجيهات التنفيذيّة الأوليّة في ما يتعلق ببعض القضايا الرقميّة. يبلغ عدد الدول الموقّعة على اتفاقيّة 2005 بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي 143 بلداً.
بروتوكولات ثقافية
يتضمن التقرير بحثاً جديداً يشير إلى أنه كان لاتفاقيّة 2005 تأثير على السياسة التجاريّة في الاتحاد الأوروبي، ما يساعد على زيادة توازن تدفق السلع والخدمات الثقافيّة حول العالم. وفي هذا السياق، وقّع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005 سبع اتفاقيّات تجاريّة مع كل من جورجيا ومولدافيا وأوكرانيا وكندا وكوريا ومجموعة دول الكاريبي وأميركا الوسطى في إشارة صريحة وواضحة إلى اتفاقيّة 2005. ولكن ورد في ثلاث من هذه الاتفاقيات (مع مجموعة دول المنتدى الكاريبي عام 2008 وكوريا عام 2010 ومجموعة من دول أمريكا الوسطى عام 2012) بروتوكولات بشأن التعاون الثقافي ما يساعد في تحديد ما يميّز المواد والخدمات الثقافيّة المختلفة عن بعضها البعض. وتنص هذه البروتوكولات أيضاً على المعاملة التفضيليّة للبلدان النامية.وجاء إطلاق تقرير بروكسل في أعقاب استراتيجيّة العلاقات الثقافية الدولية التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي، ما يؤكّد أهميّة اتفاقيّة 2005 في تحقيق التقدّم الاقتصادي والاجتماعي في دول العالم النامي. وورد في الاتفاقيّة {أنّ الاتحاد الأوروبي، بصفته أحد أطراف اتفاقيّة 2005، يلتزم بتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي كجزء من علاقاته الثقافيّة الدوليّة}.وفي هذا السياق، يقول فرانشيسكو بندارين، مساعد المديرة العامة للثقافة: {أتوجه بالشكر إلى الاتحاد الأوروبي للتمويل الذي يقدمه منذ سنوات ما مكننا من تقديم دعم لازم لمجموعة من الدول النامية في إطار جهودها لتبنّي سياسات جديدة في قطاعي الثقافة والإبداع. ويقع على عاتق أعضاء البرلمان مسؤولية تتمثّل بالالتزام بأهداف الاتفاقية وتحقيقها لتعزيز نظم الحوكمة الثقافيّة القائمة على أساس الحريات الأساسيّة. فبفضل دعمهم، بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع المجتمع المدني، بإمكاننا تعميق الحوار المعني بالسياسات بشأن الدور الذي تضطلع به الثقافة للسير قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030}.ويذكر أن الحكومة السويديّة ساهمت في تمويل هذا التقرير العالمي عبر الوكالة السويديّة للتعاون الدولي من أجل التنمية وذلك في إطار مشروع {تعزيز الحريات الأساسيّة عن طريق تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي}.