في سبتمبر 1989، نشرت مجلة «تايم» الأميركية خبراً مفاده: «المخابرات الأميركية والإسرائيلية، كل منهما يتعامل بشكل سري مع مهربي المخدرات، لتنفيذ أغراض سياسية في المنطقة». هكذا وبكل وضوح تتحدث وسائل الإعلام الغربية عن مخططات الغرب ضد بلاد العرب، عبر سلاح المخدرات الذي تحول إلى قفاز في يد المخابرات الإسرائيلية والأميركية تخترق به المجتمعات العربية. فسلاح المخدرات تم تجريبه سابقاً في مجتمعات أميركا اللاتينية، وأثبت نجاحه في تدميرها لصالح الولايات المتحدة الأميركية، التي كانت تعتبر أميركا اللاتينية باحتها الخلفية، فأيدت انقلابات عسكرية ودعمت جنرالات في الوصول إلى الحكم، ورعت تجارة المخدرات عبر حضورها العسكري لتدمير شباب هذه الدول، وهو الدرس الذي تعلمته إسرائيل جيداً، بل بدأت تمدّ أذرعها في أميركا الجنوبية وتتعلم أساليب الدس وتجارة المخدرات عبر أعمال استخباراتية.

الحضور الأميركي- الإسرائيلي في أميركا اللاتينية وتدريب عصابات المخدرات في كولومبيا، وحماية «مانويل نورييغا» رئيس بنما، الذي اعتقلته أميركا بتهمة تهريب المخدرات، حقائق كشفتها مجلة «تايم» في تقرير لها، ونقلتها لنا جريدة «الأهرام» في عددها الصادر في الأول من سبتمبر 1989. من كولومبيا نطالع تقريراً سرياً أذاعته المخابرات الكولومبية للعالم كله، وفيه قطعت بأن تحت يدها الآن 18 اسماً لضباط المخابرات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، ممن يدرّبون رجال العصابات في كولومبيا، على أعمال التهريب والتخريب والقتل والإرهاب، لحماية أباطرة المخدرات هناك، ذلك داخل معسكرات سرية تم تزويدها بأحدث الأسلحة، ووسائل الاتصال والمراقبة الليلية، وهي العصابات نفسها التي تستخدم في مواجهة الجماعات اليسارية هناك.

Ad

ويومها، أيضاً، كشف المتحدث الرسمي باسم جهاز المخابرات في كولومبيا، ديفا روجاز، أن من بين الضباط الإسرائيليين المتورطين مع مافيا المخدرات في كولومبيا، فريقاً يتستر خلف العمل في «هود هاهانيت»، أي «رأس الحربة» بالعربية، وهي شركة إسرائيلية كانت تعمل بتصريح من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، وتقول إنها تعمل في مجال الاستشارات والتدريبات الأمنية والعسكرية وتجارة السلاح، ويرأسها رجل المخابرات الإسرائيلي السابق الكولونيل يائير كلاين، ويعاونه ضابط الكوماندوز الإسرائيلي إبراهام شاركا، وجنرال السلاح الجوي الإسرائيلي يعقوب برايم، كذلك الكولونيل موشي إسبيكتور، قائد أحد الألوية التي شاركت في غزو لبنان.

تزامن ذلك كله، مع نشر صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، في أول أكتوبر 1989، وثيقة إسرائيلية «رسمية» قالت إنها تكشف «تورط» إسحاق رابين نفسه في عمليات تدريب تجار المخدرات في كولومبيا من خلال «موافقته» الكتابية التي نشرتها المجلة وقتها، ووصفتها بأنها وثيقة «رسمية» تؤكد علم وموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية على ما كان يفعله يائير كلاين، ومن معه من ضباط إسرائيليين في كولومبيا. هكذا ثبت تورط الصهاينة في تجارة المخدرات وحمايتها على مستوى العالم.

تجاهل مصري

المحزن وسط فضح الصحف الغربية لتورط إسرائيل في تجارة المخدرات في كل مكان في العالم، أن تكتفي صحف القاهرة بالتركيز على التورط الإسرائيلي في تجارة المخدرات الكولومبية، فخرجت صباح 25 سبتمبر 1989 وهي تفضح في عناوينها الرئيسة ما وصفته يومها صراحة بـ «تواطؤ سفارة إسرائيل في كولومبيا مع ضباط تدريب مافيا المخدرات»، التي تبعد عنا وعن إسرائيل نفسها آلاف الأميال، وفي الوقت نفسه تتجاهل صحف القاهرة الدور الذي تؤديه إسرائيل في تهريب المخدرات إلى مصر، بل وتترك مهمة فضح هذا الدور المنحط لمحطة التلفزيون الأميركي «إن. بي. سي» التي ربطت صراحة بين تعاون الإسرائيليين مع مهربي المخدرات في مصر ولبنان وتركيا وأفغانستان والهند وسريلانكا وباكستان.

تركت الصحف القاهرية لمجلة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية مهمة فضح هذا الدور القذر الذي فاخرت فيه الصحيفة «الإسرائيلية» صراحة، وتقول بأن مصدراً إسرائيلياً رفيع المستوى، اعترف لها بأن حجم المخدرات التي يتم تهريبها من إسرائيل إلى مصر، يزيد على 700 طن سنوياً، بينما اكتفت صحيفة «الأخبار» القاهرية، في عددها الصادر بتاريخ 25 سبتمبر 1989، بالتدليل على تورط السفارة الإسرائيلية في كولومبيا (لا في مصر) مع مافيا المخدرات هناك، من خلال الحديث عن أن الكولونيل الإسرائيلي يائير كلاين المتهم بالتورط في تدريب فرق الموت، التابعة لعصابات المخدرات في كولومبيا، أكد بأن السفارة الإسرائيلية كانت على علم تام بنشاطه ونشاط زملائه، وأنهم كانوا يقدمون تقارير دورية للسفارة الإسرائيلية في كولومبيا.

أضاف يائير كلاين أن «يوشي بيران» ضابط أمن السفارة الإسرائيلية في بوغوتا، عاصمة كولومبيا، عرض عليه مساعدته للهروب إلى إسرائيل بعد إعلان حكومة كولومبيا تورط ضباط إسرائيليين مع مافيا المخدرات، ولتقليل حجم الفضيحة أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 24 سبتمبر 1989 أن الحكومة الإسرائيلية «قررت إجراء تحقيق رسمي في فضيحة تورط بعض الضباط الإسرائيليين مع مافيا المخدرات في كولومبيا».

اعتراف إسرائيلي

أشارت صحيفة «الأخبار» القاهرية إلى أن «ضابطاً إسرائيلياً كبيراً اعترف، أيضاً، بأن ضباط احتياط اسرائيليين، يعملون، بعد انتهاء فترة خدمتهم في الجيش، في مهن مشابهة لتلك التي يسمونها تورطاً مع مافيا المخدرات، في بلاد مجاورة لإسرائيل وبعيدة عنها. وأكد الخبر أيضاً أن الضابط الكبير نفسه، قال إن «الإسرائيليين أكبر رجال العصابات في أميركا، وأفضل القتلة في العالم، ويمكن لأي إنسان استئجارهم مقابل مئة دولار».

وفي رسالة بعثتها أميرة حسن، مراسلة جريدة «الأهرام» في القدس المحتلة، نشرتها «الأهرام» بتاريخ 31 أغسطس 1989، قالت فيها: «في إسرائيل حتى الآن 800 شركة وشخص، ممن اكتسبوا خبرتهم العسكرية من عملهم في الجيش أو الموساد، يحملون تصريحاً رسمياً من وزارة الدفاع الإسرائيلية بالعمل في بيع السلاح أو في الاستشارات الأمنية، قد ثبت تورطهم مع مافيا المخدرات، وفي حماية القتلة، وفي بناء وتدريب وحدات خاصة لحراسة حكام يتسلطون على شعوبهم بالقهر، وقوة السلاح».

وبينما أكدت صحيفة «الأخبار» في 3 نوفمبر 1989 أن «لإسرائيل شركات تابعة للموساد تتولى القيام بالمهام، والحروب القذرة في أنحاء العالم»، نشرت صحيفة «لابرنسادي بوغوتا» الكولومبية، رسالة لإحدى العصابات المسلحة التابعة لمافيا المخدرات هناك، وجهتها إلى العالم كله، تؤكد فيها تدريب الضباط الإسرائيليين عناصرها على أحدث الأسلحة والنظم الأمنية، بعلم الحكومتين الكولومبية والإسرائيلية.

تورّط أميركي

غير بعيد عن نشاط المخابرات الإسرائيلية في كولومبيا، ثبت تورطها في دولة بنما، في قلب أميركا الوسطى. وبينما كان الرئيس مانويل أنطونيو نورييغا الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري بدعم أميركي (عرف بعدها بجنرال أميركا المدلل)، سطت الولايات المتحدة الأميريكة في عام 1999 على بنما واعتقلته بتهمة الاتجار في المخدرات، في مفاجأة من العيار الثقيل، من هذا التحول الجذري في علاقة واشنطن بأحد صنائعها.

يكشف كتاب «صعود وسقوط أوليفر نورث»، لمؤلفه الأميركي المعروف بن برادلي، حقيقة ما جرى في بنما؟ في أحد الفصول المعنون «لتنزل البنادق ولتصعد المخدرات»، يكشف التجارة السرية للمخدرات التي تورط فيها الجيش الأميركي، ويبرز الفصل المدعوم بالوثائق، أن طيارين وملاحين جويين وشرطة عسكرية، من أفراد القوات المسلحة الأميركية، ينقلون المخدرات من القاعدة الأميركية في بنما إلى بعض القواعد العسكرية في أميركا بالطائرات الحربية، ثم يستخدمون السيارات في توصيلها إلى كبار موزعي المخدرات في مدن أميركية، وبذلك تنجو المخدرات، حيث لا شرطة ولا جمارك في القواعد العسكرية.

في هذا الفصل بالذات يقول الكتاب إن مكتب التحقيقات الفيدرالي في أميركا، أثبت أن الطائرات التي تحمل بنادق ومعدات عسكرية، لقوات الثورة المضادة المسماة «بالكونترا» في السلفادور، وعلى حدود «نيكاراغوا» كثيرا ما تعود إلى أميركا وهي محملة بالمخدرات، مؤكداً أن وزارة الخارجية الأميركية، ومكتب المدعي العام، والبنتاغون، وإدارة مكافحة المخدرات الفيدرالية كلها على علم تام بكل شيء.

وفي أبريل 1988، كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون المخابرات والبحوث، فرانسيس ماكنيل، بعض الحقائق قائلا أمام إحدى لجان الكونغرس: «كانت الحكومة الأميركية على علم تام منذ 15 عاماً بخدمات الجنرال نورييغا لأميركا، وبنشاطه الكامل في تهريب المخدرات، لكنها اختارت أن تصمت وتضع ذلك كله وغيره على الرف، إلى أن تحسم الأمور في نيكاراغوا». هل تعرف لماذا هذا التحول المفاجئ في موقف أميركا من طفلها «المدلل»، وعميلها الشهير مانويل نورييغا حاكم بنما، لأنه تجرأ ورفض أن يجدد للأميركيين عقد استئجارهم لقناة بنما لمدة 99 عاماً أخرى، فغزوا بلاده في العشرين من ديسمبر 1989، وقبض عليه بوش الأب بتهمة الاتجار في المخدرات مطلع 1990.

مصالح متبادلة

ليس هذا فحسب، يكشف كبير فريق هيئة الدفاع عن الرئيس نورييغا، ريمون تاكيف، سبباً آخر في دفاعه، ويقول علناً للصحافيين: «الكل يعرف أيضاً أن موكلي رجل أميركا المخلص في أميركا اللاتينية كلها، لكنه عندما تمرّد عليها ورفض أن يرسل قوات من بنما إلى هندوراس كي تقاتل من هناك ضد نيكاراغوا، لوحوا في وجهه بورقة المخدرات، ولو قدمت أميركا موكلي نورييغا للمحاكمة، فسيدافع عن نفسه من منطلقين: الأول أنه كان فعلاً يعمل في الاتجار بالمخدرات، وتهريبها إلى بعض البلدان، ولكن بالتنسيق الكامل مع وكالة المخابرات الأميركية، والثاني: أن المخابرات الأميركية، قدمت له حماية كاملة خلال قيامه بهذه الأعمال كافة، وبذلك تتحوّل محاكمة موكلي نورييغا، إلى محاكمة لوكالة المخابرات الأميركية ولمسؤولين كبار، يعلمون جيداً أن أرباح عمليات تهريب المخدرات، كانت تستخدم للإنفاق على عمليات سرية قذرة لهذه الوكالة، في الهند الصينية، وفي تدريب قوات الكونترا، وفي تسليح المجاهدين الأفغان».

وتابع المحامي تاكيف دفاعه عن الرئيس البنمي، قائلاً: «حتى لا يظنّ البعض بأن موكلي هو وحده الذي يتاجر في المخدرات، هذه قائمة تتضمن 25 من أعضاء الكونغرس، كانت السفارة الأميركية في كولومبيا، قد أعلنت سابقاً أنهم متورطون في تجارة المخدرات. أما ما لا يعرفه الأصدقاء في أميركا، أن موكلي ليس مغفلاً كما يتصورون، لأنه يحتفظ في أماكن آمنة ومتفرقة، بما يزيد على حمولة سيارة نقل لوري من الوثائق السرية التي تفضح العمليات القذرة للمخابرات الأميركية، ولأنه أيضاً يحتفظ في خزانته السرية بتسجيلات بالصوت والصورة تبرهن تورط وكالة المخابرات الأميركية نفسها، في عمليات تهريب المخدرات، ومقايضتها بالأسلحة والمعلومات، بل بعض هذه التسجيلات التقط على شرائط فيديو لمسؤولين في وكالة المخابرات الأميركية، ولبعض أعضاء الكونغرس الأميركي، وهم في أوضاع مخلة بالآداب، خلال الحفلات التي كان يقيمها، موكلي الجنرال نورييغا، لضيوفه الأميركيين، ويدعو إليها العشرات من نساء بنما الفاتنات».

(يتبع)

الاستخبارات الأميركية
توالت فصول القضية تباعاً. في 8 يناير 1990، كشفت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن الرئيس البنمي نورييغا كان فعلاً عميلاً للمخابرات الأميركية، وكان يتقاضى منها منذ عام 1976 راتباً شهرياً قدره مئة وعشرة آلاف دولار أميركي، وإن الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الأب، كان على علم بالأمر عندما كان رئيساً لجهاز المخابرات الأميركية بل هو من نصح بالاستمرار في دفع هذا الراتب الشهري للجنرال المخلوع، رغم معرفته الأكيدة بتورط نورييغا مع بارونات المخدرات. وبرر بوش نصيحته هذه بأنها ضرورية، لضمان استمرار ارتباط الرئيس البنمي بالمخابرات الأميركية، بوصفه أنشط عملائها في أميركا اللاتينية.

ونقلا عن «واشنطن بوست» الأميركية، نشرت صحيفة «الأهرام» القاهرية، (الأربعاء 10 يناير 1990)، تقريراً أكدت فيه أن «التحقيقات السرية التي تجريها المخابرات الأميركية، كشفت أن الجنرال نورييغا، كان أيضاً عميلاً لجهاز المخابرات الإسرائيلية، وأنه أمدها من خلال مستشاره الإسرائيلي، مايك هراري، بمعلومات خطيرة وسرية، ساعدتها في القيام بعمليات قتل قيادات أمنية مهمة في منظمة التحرير الفلسطينية».

وقطعت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية (الخميس 11 يناير 1990) أن مصادر المخابرات الأميركية أكدت أن طائرة إسرائيلية تحمل وثائق إثبات العلاقة السرية القوية بين الرئيس نورييغا والمخابرات الإسرائيلية، غادرت بنما سيتي قبل ساعات من الاجتياح الأميركي، وهي تقريباً الخدمات السرية نفسها، التي كشفها فجأة سيناريو السقوط المروع لشاوشيسكو رئيس رومانيا، والمصدر هو صحيفة «بوربا» اليوغسلافية، التي قالت (الأحد 31 ديسمبر 1989)، إن «الرئيس الروماني المخلوع شاوشيسكو، كان يحصل لنفسه على مبالغ محددة ومنتظمة من إسرائيل نظير خدماته السرية لها»، وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية إن هذه المبالغ» وصلت جملتها إلى ستين مليون دولار أميركي، على سبيل الرشوة».

وفي أول يناير1990، أكدت صحيفة «الأخبار» المصرية أن القوات الموالية للرئيس شاوشيسكو استخدمت أسلحة وذخيرة إسرائيلية للحيلولة دون سقوطه بلا جدوى، وكانت الصحيفة ذاتها قالت إن مراسل صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية في رومانيا أكّد لصحيفته أن الجماهير الرومانية الثائرة هاجمت الدبلوماسيين الإسرائيليين في العاصمة بوخارست، وأوسعتهم ضرباً. حتى أن كلاً من شموئيل كاتس، وإيلي إسحاق، وهما من طاقم السفارة الإسرائيلية في رومانيا، كادا أن يفقدا حياتهما لولا تدخل ضابط «يهودي» روماني، وهو نفس ما فعله ضابط «يهودي» أميركي، في سيناريو إسقاط «نورييغا» رئيس بنما.

بعدما اتمت القوات الأميركية عملية الغزو، ألقت القبض على ضابط المخابرات الإسرائيلي مايك هراري، بوصفه مستشاراً للرئيس نورييغا، وشريكه في تجارة المخدرات، وحلقة اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية، ثم خلصه أحد كبار الضباط اليهود الأميركيين في القوات التي اجتاحت بنما، وتركه يهرب عمداً إلى تل أبيب، بحجة منع وقوع مواجهة محرجة بين أميركا وإسرائيل، وإن كان تلفزيون إسرائيل نفسها، قد ذكر في 30 ديسمبر 1989 على لسان أحد المسؤولين بالسفارة الأميركية في بنما: «إما أن القوات الأميركية، تركت ضابط المخابرات الإسرائيلي «مايك هراري» يذهب في حال سبيله، وإما أنه نجح في خداعها وإقناعها، بأنه شخص آخر».