حذر محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيلوري من أن المؤسسات المالية في لندن معرضة لخطر فقدان امتيازاتها في الدخول للاتحاد الأوروبي، إذا غادرت بريطانيا السوق الموحد.

وقال فيلروي إن البنوك في لندن ستفقد "جواز مرورها المالي"، الذي يسمح لها بحرية التجارة في الاتحاد الأوروبي.

Ad

وصرح يروين ديسلبليوم، وزير مالية هولندا ورئيس مجموعة وزراء مالية أوروبا، في وقت سابق، بأن البنوك قد تنقل أعمالها إلى خارج بريطانيا.

لكن الخبير الاقتصادي البريطاني جيرارد ليونز، يرى أنه سيكون من الصعب على البنوك هجرة لندن.

وتقدم العديد من البنوك، التي تتخذ من لندن مقرا لها، خدماتها للعملاء في أنحاء الاتحاد الأوروبي دون عوائق، وفقا لقواعد "جواز المرور".

لكن هذه القواعد ستكون مهددة حال اختيار بريطانيا مغادرة السوق الأوروبي الموحد كجزء من انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وقال نشطاء في حملة الخروج إن لندن ستظل مركزا ماليا في أوروبا، وستكون قاعدة "جواز المرور" جزءا من مفاوضات العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

تناقض

وأكد فيلروي، وهو أيضا عضو في الهيئة الإدارية للبنك المركزي الأوروبي، البدء سريعا في المحادثات، وقال: "هناك سابقة تتمثل في النموذج النرويجي من المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ويمكن السماح لبريطانيا بالاحتفاظ بحق الوصول إلى السوق الموحد، ولكن مع الالتزام بتطبيق كل قواعد الاتحاد الاوروبي".

وأضاف: "سيكون هناك تناقض بعض الشيء لترك الاتحاد وتطبيق جميع قواعده في نفس الوقت، لكنه الحل الوحيد إذا أرادت بريطانيا الحفاظ على الوصول إلى السوق الموحد".

من جانبه، ذكر بنك مورغان ستانلي الأميركي، الجمعة، أنه "سيتكيف مع خروج بريطانيا"، عقب صدور تقارير تشير إلى إمكانية نقل 2000 من موظفيه في لندن إلى دبلن أو فرانكفورت.

وقال وزير المالية الهولندي: "قبل بضع سنوات، نشرت بريطانيا إعلانا في الطبعة الآسيوية من صحيفة فايننشال تايمز يقول إنها المكان المناسب لتذهب إليه إذا أردت القيام بأعمال تجارية في الاتحاد الأوروبي".

لكن "الآن لا يمكن وضع هذا الإعلان، وسيذهب الآسيويون إلى أمستردام أو فرانكفورت".

ومع ذلك، قال ليونز، المستشار الاقتصادي لبوريس جونسون إن "المدن الأوروبية ستجد صعوبة في إزاحة لندن كمركز مالي".

وأضاف ليونز، المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي لـ"بي بي سي": "لدينا الكثير جدا من المهارات والمعارف والخبرات التي من الصعب تكرارها". وأوضح أن "جواز المرور" للمؤسسات "قضية قابلة للتفاوض"، خاصة أن الكثير من البنوك الأوروبية تستخدم هذه القواعد أيضا للوصول إلى السوق المالي البريطاني.

تحول

وقال آلان غرينسبان، الرئيس السابق لمجلس الفدرالي الأميركي (البنك المركزي)، في وقت سابق، إن التأثير الأكبر للتصويت بمغادرة بريطانيا سيقع على "القضايا المالية". وأضاف غرينسبان، في لقاء مع "بي بي سي"، "لندن تمثل مركزا ماليا أساسيا لا غنى عنه، ولا يوجد مكان يضاهيها حتى نيويورك. ما يهمني هو أن التركيز سيتحول إلى مناطق أخرى من الاتحاد الاقتصادي فرانكفورت، باريس أو ما هو متاح".

البنوك المركزية مستعدة للتعاون

قال بنك التسويات الدولية أمس الاول إن البنوك المركزية مستعدة للتعاون لدعم الاستقرار المالي في أعقاب تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبحث رؤساء البنوك المركزية خلال اجتماع عن الاقتصاد العالمي بمقر البنك في سويسرا تداعيات الاستفتاء.

وذكر أوجستين كارستينز رئيس الاجتماع أن "رؤساء البنوك المركزية أيدوا الإجراءات الطارئة التي اتخذها بنك انكلترا، وأكدوا استعداد البنوك المركزية لدعم الأداء الملائم للأسواق المالية".

وأضاف "ستتابع البنوك المركزية عن كثب أداء السوق واستقراره".

اليونان: التقشف وعجز القيادة سبب الخروج

قال رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس إنه لا يلوم الشعب البريطاني على تأييد الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنه يلوم قادة الاتحاد أنفسهم. وفي كلمة أمام اللجنة المركزية لحزبه سيريزا اليساري، امس الأول، ألقى تسيبراس باللوم في نتيجة استفتاء بريطانيا على "العجز المزمن" لقادة الاتحاد الأوروبي وإصرارهم على سياسات التقشف التي غذت المشاعر الشعبوية والنزعة القومية.

وقاد تسيبراس حزبه سيريزا للانتصار في انتخابين واستفتاء العام الماضي في مسعى لإنهاء أعوام من التقشف الذي فرض على اليونان عضو منطقة اليورو بسبب ديونها الكثيرة.

ولكن منطقة اليورو أجبرته على القبول بالمزيد من الشروط كمقايضة مقابل حزمة إنقاذ مالي أخرى واستمرار عضوية اليونان في منطقة اليورو.

وتحدث تسيبراس على الهاتف مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس الأول، واتفق الزعيمان على ضرورة التضامن داخل التكتل.