ستكون انكلترا مرشحة قوية من حيث المنطق والامكانات الفنية لانهاء مغامرة ايسلندا عندما تلتقيان في نيس الليلة في ثمن نهائي كأس اوروبا لكرة القدم التي تستضيفها فرنسا حتى العاشر من الشهر المقبل.

المباراة تحسم على ارض الملعب بطبيعة الحال، وما قدمته ايسلندا المبتدئة في البطولة يرفع من شأنها لامكان احداث صدمة قوية في البطولة، لكن شتان ما بين امكانات كرة القدم في انكلترا وما هي عليه في ايسلندا.

Ad

كانت عروض منتخب انكلترا في المباريات الثلاث الاولى في الدور الاول جيدة الى حد ما بغض النظر عن النتائج وترجمة الكم الهائل من الفرص الى اهداف، فكانت الافضل امام روسيا في المباراة الاولى قبل ان تتلقى شباكها هدفا في الثواني القاتلة 1-1، ثم حسمت المعركة البريطانية الصرفة مع ويلز بهدف مماثل في لحظات حرجة ايضا 2-1، قبل ان تتعادل سلبا مع سلوفاكيا.

وتجنب الانكليز مواجهة اصعب في ثمن النهائي كما حصل مع آخرين، فاصطدمت اسبانيا بإيطاليا على سبيل المثال، لكن ذلك لم يجنبهم القلق من احتمال تحطم آمالهم امام الايسلنديين.

وقال المدير الفني لمنتخب الأسود الثلاثة روي هودجسون: "بقدر ما انا قلق، سأعد الفريق لمباراة ايسلندا وسنقوم بأفضل ما يمكننا للفوز فيها". وتابع: "ثم بعد المباراة، سنواجه اما انتقادات شديدة في حال عدم الفوز او في حال لم نكن محظوظين، او ان الناس ربما ستقول إننا قمنا بعمل جيد في حال فزنا".

مستقبل هودجسون

ويواجه هودجسون ضغطا من نوع آخر ايضا، اذ كان رئيس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم غريغ دايك اكد قبل ايام ان مستقبل المدرب رهن بما يقدمه المنتخب في البطولة.

وأوضح دايك ان عقد هودجسون، الذي تولى المهمة في مايو 2012 خلف الايطالي فابيو كابيلو، ينتهي بعد كأس اوروبا 2016، وسيتم تمديده "اذا حصل المنتخب على نتائج جيدة أو قدم اداء جيدا".

وأضاف: "إذا بلغنا نصف النهائي فهذا يعد بحد ذاته نجاحا، وإذا لعبنا جيدا وللاسف خسرنا ضد منتخب جيد او بركلات الترجيح (في ربع النهائي)، فسنواصل المفاوضات".

وتعرض هودجسون للانتقادات بعد أن أجرى ستة تغييرات في تشكيلته امام سلوفاكيا فأراح قائد الفريق واين روني ودفع بجاك ويلشير بدلا منه، كما اشرك المهاجمين جيمي فاردي ودانييل ستاريدج اساسيين مكان هاري كاين ورحيم سترلينغ اللذين خيبا الامال في المباراتين الاوليين.

ويدافع هودجسون عن نفسه، معتبرا ان ما حققه في الاعوام الاربعة الماضية يتحدث عن ذاته، في وقت أوضح أنه على استعداد للمواصلة اذا كان الاتحاد الانكليزي يريد منه ذلك.

وختم: "اذا اراد الاتحاد الانكليزي بقائي مع المنتخب، فسأكون سعيدا بذلك".

نتائج مفاجئة

حقق منتخب ايسلندا نتائج مفاجئة في الدور الاول، فانتزع التعادل من برتغال كريستيانو رونالدو 1-1، ثم كرر الأمر ذاته امام المجر 1-1، قبل أن يصدم النمسا التي حققت نتائج مذهلة في التصفيات بتسجيل فوز تاريخي عليها 2-1.

وتأتي هذه النتائج امتدادا لما كان منتخب ايسلندا حققه في التصفيات، حيث تغلب على احد اعرق المنتخبات الاوروبية وهو المنتخب الهولندي، 2- صفر في ريكيافيك و1-صفر في امستردام، وتسبب بغيابه عن النهائيات.

وقال المدافع كاري ارناسون بعد التأهل التاريخي: "من المستحيل وصف كل هذا، تحقيق شيء مثل هذا القبيل، انه شيء رائع"، مضيفا: "نحن مجموعة متحدة جدا، وما نحققه أمر رائع"، موجها الشكر الى الجماهير التي جاءت لمساندة المنتخب في البطولة.

وعن مواجهة انكلترا، قال ارناسون: "شجعت دائما انكلترا في البطولات الكبيرة التي لم نخض غمارها. مواجهة الانكليز حلم تحول الى حقيقة، ولكننا سنخوضها بروح الفريق ونثق في حظوظنا بالتأهل".

هودجسون: لن أتوسل من أجل تمديد عقدي
قال روي هودجسون مدرب المنتخب الإنكليزي إنه مستعد للاستمرار في منصبه بعد بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم المقامة حاليا في فرنسا، ولكنه لن "يتوسل" من أجل تمديد عقده الذي ينتهي بعد البطولة.

وكان رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غريغ دايك قد أشار الأسبوع الماضي إلى أنه ربما يكون على هودجسون قيادة الفريق إلى الدور قبل النهائي بالبطولة لضمان الاستمرار في منصبه.

وعشية مواجهة آيسلندا في دور 16 من بطولة أوروبا نقلت وسائل إعلام بريطانية عن هودجسون قوله: "لن أتوسل من أجل الاستمرار في الوظيفة... أنا مستعد للاستمرار فقط إذا كانت هذه رغبة الاتحاد".

وقال "إذا لم يكن الوضع كذلك حينها، فسينتهي عقدي ومن ثم ينتهي الأمر". وتابع "أثق بالفريق الذي أعمل معه، وأعتقد أن الفريق لديه فرص كبيرة في القيام بأمور جيدة، وإذا أراد الاتحاد الإنكليزي أن أستمر في قيادته فسأكون سعيدا". وبلغت إنكلترا دور الـ16 بعد أن أنهت الدور الأول في المركز الثاني بالمجموعة الثانية خلف ويلز التي بلغت دور الثمانية.

وسجل المنتخب الإنكليزي ثلاثة أهداف في البطولة حتى الآن. وأثار قرار هودجسون بإجراء ستة تغييرات على التشكيلة الأساسية في التعادل سلبا مع سلوفاكيا بعض الانتقادات، ولكن الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم مارتن غلين نفى وجود أي مشكلات مع قرارات المدرب. وقال غلين "يحظى بدعمنا الكامل. إنه مدرب رائع وأعتقد أننا سنقوم بأمور رائعة في هذه البطولة".

هاوكسون: «غسل المخ» الخططي يمكن أن يقودنا إلى النهائي
قال هاوكور هيدر هاوكسون، مدافع آيسلندا، وهي أصغر دولة تتأهل إلى نهائيات بطولة كبرى لكرة القدم، إن فريقه لا يهاب مواجهة المزيد من المنافسين الكبار في بطولة "أوروبا 2016"، بفضل "غسل المخ الخططي" الذي يقوم به المدرب لارس لاغرباك.

وتواجه آيسلندا، بقيادة السويدي لاغرباك، المنتخب الإنجليزي في دور الـ 16 بالبطولة اليوم.

ووجَّه لاغرباك، الذي يعرف عنه تعامله الدقيق مع المباريات، الكثير من التعليمات للفريق، لكنه لم يسهب في الحديث عن النجوم الذين يواجهونهم في فرنسا، مثل كريستيانو رونالدو مهاجم البرتغال.

وقال هاوكسون ضاحكا: "قبل أيام من المباراة يكون الحديث فقط عن الجوانب الخططية. الأمر أشبه بغسل المخ بخططه".

وأضاف: "أعتقد أننا قمنا بعمل جيد حقا في تلك المباريات (بدور المجموعات). هذه على الأرجح الأمور الأساسية التي أخبرنا بها". وقال هاوكسون لوكالة رويترز عبر الهاتف من معسكر الفريق بجنوب فرنسا: "الفريق يعمل بجد، استعدادا لمواجهة إنكلترا، بما في ذلك البدلاء". وتابع: "لا أعتقد أن هذا سيكون مشكلة، مثلما حدث عندما واجهنا رونالدو. لا أعتقد أنه كان هناك أحد يفكر في أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم". وأضاف: "عندما ننزل إلى أرض الملعب يكون 11 لاعبا في مواجهة 11 لاعبا. لدينا فريق جيد، وإذا لعبنا بصورة جيدة، فلدينا فرصة أمام أي منافس".