بدأت في مصر أمس أولى جلسات الطعن الذي تقدمت به الحكومة ضد حكم قضائي ابطل اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ونص على تبعية جزيرتي تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة للسيادة المصرية وسط أجواء مشحونة وتوتر.

وشهدت الجلسة الأولى تأخر القاضي عن الموعد المقرر لبدء الجلسة، في وقت أرغم الحضور الكثيف لنشطاء ومحامين هيئة المحكمة على نقل وقائع الجلسة التي نقلتها قناة "cbc" على الهواء، إلى قاعة أكبر.

Ad

ورفعت جلسة نظر طعن الحكومة على حكم القضاء الإداري الأسبوع الماضى بشأن جزيرتي تيران وصنافير للمداولة بعد طلب أحد المحامين رد هيئة المحكمة، بينما تعالت أصوات الحضور في الجلسة "مصرية... مصرية"، في إشارة إلى الجزيرتين.

ويتوقع أن يثير قرار "الإدارية العليا" النهائي موجة من ردود الفعل المتباينة، خاصة أن قرار القاهرة التنازل عن الجزيرتين في أبريل الماضي فجّر أكبر موجة تظاهرات في وجه نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم في يونيو 2014.

وكانت دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا، حددت، في جلستها الخميس الماضي، جلسة أمس، لنظر الطعن المقدم من هيئة قضايا الدولة، على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري الثلاثاء الماضي، ببطلان توقيع ممثل الحكومة المصرية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الموقعة في شهر أبريل الماضي، والمتضمنة نقل تبعية تيران وصنافير إلى السعودية.

هدية حربية

إلى ذلك، علمت "الجريدة" أمس، أن روسيا زوّدت القوات المسلحة المصرية بعدد من زوارق "مولنيا" الصاروخية والتي تأتي كهدية من موسكو للقاهرة.

وزوارق "مولنيا" تحمل صواريخ "موسكيت" البحرية السوفياتية والتي تم تصميمها في عام 1973 لمواجهة ألمانيا والدانمارك وتركيا، ويبلغ طول الصاروخ 9.7 أمتار، ووزنه 4150 كغم.

وقال مصدر مصري مسؤول إن هذا النوع من الزوارق مخصص لمكافحة النشاط الإرهابي بحراً وبراً، وأنه مزود بصواريخ "موسكيت" المجنحة القادرة على اختراق سائر أنواع الدفاعات المضادة للصواريخ، بفضل تحليقها المنخفض وسرعتها وقدرتها على المناورة.

وتعني "مولنيا" بالروسية "البرق"، وهو مزود بالعديد من المنظومات الصاروخية، وبينها صواريخ "بحر ـ بحر" تعد الأسرع من نوعها في العالم ومدفعيات متعددة الأعيرة بالإضافة إلى أنظمة إنذار متطورة، وسيزيد "البرق" من قدرات الجيش المصري في تأمين الحدود البحرية، خاصة مع دخول الميسترال "جمال عبدالناصر" الخدمة الأسبوع الماضي بعد تسلمها من فرنسا.

وتشهد العلاقات العسكرية بين مصر وروسيا طفرة، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما تكلل بعقد سلسلة من الصفقات التي أعلن عنها تباعاً، كان أبرزها إبرام صفقة لشراء 14 مقاتلة من الجيل الرابع من المقاتلة سوخوي طراز "سو 30 كا"، مارس 2015، كما تم الاتفاق على الحصول على 46 من طائرات "ميج 29"، وهي مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع صُممت للسيطرة الجوية.

في السياق، ناقش الرئيس السيسي ووفد من الكونغرس الأميركي، برئاسة رئيس اللجنة الفرعية لشؤون أوروبا وأوراسيا، دانا روراباكر مجمل العلاقات بين البلدين، لا سيما علاقات الشراكة الاقتصادية وما يتعلق بالجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب.

زيارة حفتر

وفي سياق تأمين الحدود الغربية لمصر، علمت "الجريدة" أن الفريق أول خليفة حفتر، الذي يقود قوات موالية لحكومة طبرق الليبية، بدأ زيارة سريعة على رأس وفد عسكري إلى القاهرة مساء السبت الماضي، يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين لبحث التطورات الميدانية في ليبيا، وشرح حفتر أمام الجانب المصري طبيعة الأوضاع الأمنية في ليبيا التي تعاني من تشرذم سياسي بعد انهيار السلطة المركزية عقب مقتل معمر القذافي نهاية 2011، وصعود ميليشيات مسلحة تسيطر على معظم أرجاء البلاد.

وكشف حفتر عن الجهود المبذولة للقضاء على البؤر الإرهابية لتنظيم "داعش" و"القاعدة"، وصولاً إلى عودة الاستقرار في جميع ربوع الأراضي الليبية، في وقت تسعى القاهرة إلى تأمين الحدود المشتركة مع ليبيا، بما يضمن عدم تسلل العناصر الإرهابية من ليبيا إلى مصر عبر الحدود الغربية، وتعمل مصر على تدريب عناصر من القوات الليبية كقوات حرس حدود.

وعلى الحدود الشرقية، وبعد ساعات من استهداف مُدرعة تابعة لقوات الجيش قرب قرية الجورة، أمس، ما أسفر عن مقتل مُجندَين وإصابة 3 آخرين، إثر انفجار ناسفة خلال مرور مدرعة الجيش في منطقة جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء، أطلقت قوات أمن شمال سيناء، عملية أمنية مُكبرة، مُعززة بالدبابات والمدرعات بحثاً عن المتورطين في الحادث، وتعتبر عمليات زرع الناسفات من أكبر التحديات التي تواجه قوات الجيش والشرطة خلال الفترة الماضية.