اوروبا تحث بريطانيا على تسريع خطوات الخروج ولندن تتريث

نشر في 26-06-2016 | 20:01
آخر تحديث 26-06-2016 | 20:01
No Image Caption
تدفع دول الاتحاد الاوروبي بريطانيا الى الاسراع في تنفيذ خطوات خروجها من الاتحاد، في حين لا تزال الحكومة البريطانية تتلقى تداعيات نتائج الاستفتاء مثل الاندفاعة الانفصالية في اسكتلندا، وتستعد لجلسة حساب الاسبوع المقبل خلال قمة للاتحاد الاوروبي.

وكتبت صحيفة صنداي تايمز "ماذا بعد؟" لتترجم اجواء الارتباك التي غرقت فيها بريطانيا بعد استفتاء اجج الانقسامات القومية والسياسية واعطى دفعا للطموحات الانفصالية للقوميين الاسكتلنديين.

وقالت رئيس حكومة استكتلندا نيكولا ستورجن في تصريح ل"بي بي سي" ان "المملكة المتحدة التي صوتت اسكتلندا للبقاء فيها عام 2014 لم تعد موجودة" وهي ترغب باستفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا بعد ذلك الذي اجري في الثامن عشر من سبتمبر 2014.

واضافت ستورجن انه بعد الاستفتاء "تغيرت تماما المعطيات والظروف" مع اشارتها الى ان الاسكتلنديين كانوا صوتوا بنسبة 62% لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي.

والذي زاد من وقع كلام رئيسة حكومة اسكتلندا نشر نتائج استطلاعين للراي الاحد اكدا ان غالبية الاسكتلنديين باتوا مستعدين للمغامرة بالخروج من المملكة المتحدة.

وكأن المخاطر الانفصالية لم تكن كافية، فاندلعت ايضا حروب داخلية تهز الحزبين الرئيسيين في بريطانيا.

فبعدما اتهم بانه لم يقم بكل ما بوسعه لانجاح حملة البقاء داخل الاتحاد الاوروبي، قام رئيس حزب العمال جيريمي كوربن باقالة هيلاري بن احد معارضيه داخل الحزب الذي غادر مع اخرين في حكومة الظل.

وقال هيلاري بن عن كوربن "انه رجل جيد وصادق الا انه ليس زعيما".

ولن يترك جيريمي كوربن مهامه بحسب ما اكد احد معاونيه جون ماكدونيل، الا ان اجتماعا صاخبا ينتظره الاثنين، وقد تقدم مذكرة لسحب الثقة منه داخل الحزب.

كما طاولت العاصفة الجمعة حزب المحافظين حيث اندلعت حرب خلافة ديفيد كاميرون بعد ان اعلن الاخير استقالته.

وكتبت جريدة اوبزرفر الاحد ان عمدة لندن السابق ورئيس جناح المؤيدين للخروج بوريس جونسون يستعد لشن هجوم على الحزب، الا ان انصار البقاء جاهزون لمواجهته.

وفي دليل على صعوبة هضم قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي، جمعت العريضة التي تطالب باجراء استفتاء ثان حول الموضوع نفسه 3،2 ملايين اسم حتى عصر الاحد مع ان 77 الف اسم لم تتاكد صحتها الغيت.

واضافة الى المشاكل الداخلية على السلطات البريطانية التعامل مع الضغوط التي يمارسها مسؤولون في الاتحاد الاوروبي على لندن لتسريع عملية الطلاق التي يريد كاميرون ان يقوم بها خليفته.

وحث رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الاحد كاميرون على البدء باجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي ابتداء من الثلاثاء في بروكسل حيث ستعقد في هذا اليوم قمة لرؤساء دول الاتحاد تستغرق يومين.

وقال شولتز لصحيفة بيلد الالمانية "ان هذا التصرف المتردد، لممارسة لعبة المحافظين البريطانيين تضر بنا جميعا".

واعد المسؤولون عن الكتل الاربع الاساسية في البرلمان الاوروبي مشروع قرار يدعو ديفيد كاميرون الى البدء بعملية الخروج الثلاثاء.

وكان وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الاوروبي حضوا لندن السبت على البدء بعملية الخروج "في اسرع وقت".

واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد ان على فرنسا والمانيا "اخذ المبادرة". وسيزور هولاند برلين الاثنين مع رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تعتمد لهجة معتدلة مع لندن.

وبناء على المادة 50 من معاهدة لشبونة لا بد لبريطانيا من ان تبلغ المجلس الاوروبي المؤلف من زعماء دول الاتحاد بعزمها على مغادرة الاتحاد الاوروبي.

وكان بوريس جونسون اعتبر الجمعة ان الخروج من الاتحاد الاوروبي يجب ان يتم "من دون استعجال" في حين اعلن كاميرون انه لا بد من انتظار تسمية خلف له لبدء عملية الخروج.

ووسط هذه الاجواء المعقدة يصل وزير الخارجية الاميركية جون كيري الاثنين الى لندن على ان ينتقل لاحقا الى بروكسل.

وفي الاطار نفسه دعا نحو ثلاثين شخصية من العاملين في الثقافة والمجتمع المدني والسياسة الى "اعادة ابتكار اوروبا" وذلك في مقال نشر في سبع صحف اوروبية.

وجاء في المقال ان على الاوروبيين "خوض التحديات الجماعية الكبيرة".

ومن بين موقعي المقال المفوض الاوروبي الاسبق والوزير الفرنسي الاسبق ميشال بارنييه ووزير الخارجية الالماني الاسبق يوشكا فيشر والكاتب الايطالي روبرتو سافيانو.

back to top