لما كانت الليلة الثانية والسبعون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد، أن الحكيم الفارسي لما خرج بابنة الملك من المقصورة قالت له: ما الذي جئت به معك حتى أركبه؟ فقال: يا سيدتي الفرس التي جئت عليها تركبينها، فقالت له: لا أقدر على ركوبها وحدي، فتبسَّم الحكيم عندما سمع منها ذلك، وعلم أنه قد ظفر بها فقال لها: أنا أركب معك. ثم ركب الفرس وأركبها خلفه بعد أن ضمها إليه وشد وثاقها، وهي لا تعلم ما يريد بها، ثم حرّك لولب الصعود فامتلأ جوف الفرس بالهواء وتحركت وماجت، ثم ارتفعت صاعدة إلى الجو.

ولم تزل الفرس، التي من عاج وأبنوس، سائرة بهما حتى غابت عن المدينة، فقالت له الصبية، يا هذا أين ما قلته عن ابن الملك، أما زعمتَ أنّه أرسلك إليّ؟ فقال لها الحكيم: قبح الله ابن الملك فإنه خبيث لئيم. فقالت له: ويلك كيف تخالف أمر مولاك؟ فقال لها: ليس مولاي ولا أرسلني إليك، ولكني قلت لك ما قلته لأنتقم منه ومن أبيه، لقد كنت متأسفاً على هذه الفرس لأنها صناعتي، وكان استولى عليها، والآن ظفرت بها وبك أيضاً، وقد أحرقت قلبه كما أحرق قلبي، ولن يتمكن منها بعد ذلك أبداً، فطيبي قلباً وقري عيناً فأنا لك أنفع منه. لما سمعت الجارية كلامه لطمت وجهها وصاحت: يا أسفاه، لا حصلت على حبيبي ولا بقيت عند أبي وأمي... وبكت بكاء شديداً على ما حل بها.

Ad

ولم يزل الحكيم سائراً بها إلى بلاد الروم، حتى نزل بها في مرج أخضر، ذي أنهار وأشجار، وكان بالقرب من مدينة فيها ملك عظيم الشأن، فاتفق أنه في ذلك اليوم خرج ذلك الملك إلى الصيد والنزهة، فلما مرَّ على ذلك المرج رأى الحكيم واقفاً وبجانبه الفتاة والفرس فأمر أعوانه بإحضارهم جميعاً إليه ففعلوا. ولما نظر الملك قبَّح منظر الحكيم وبشاعته، وحسَّن الفتاة وأدبها، ثم قال لها: ما صلة هذا الشيخ بك؟ فبادر الحكيم بالجواب وقال: هي زوجتي وابنة عمي. فكذبته الفتاة وقالت: أيها الملك والله ما أعرفه ولا هو زوجي، بل أخذني قهراً بالحيلة. لما سمع الملك مقالها أمر بضربه حتى كاد يموت، ثم أمر أن يحملوه إلى المدينة ويطرحوه في السجن، وأخذ الجارية والفرس، ولكنه لم يعلم بأمر الفرس ولا بكيفية سيرها.

أما ابن الملك فإنه لما تحقق من هرب الحكيم بالفتاة والفرس، عزم على السفر، وأخذ ما يحتاج إليه من المال، ثم سار مُسرعاً، وهو يتنقل من بلدٍ إلى بلد، ويسأل عن الفرس الأبنوس وراكبيها، وبقي على هذه الحال مدة من الزمان إلى أن وصل إلى مدينة والد الفتاة فوجده ما زال حزيناً على فقدها، ولا أثر لها هناك، فغادر تلك المدينة مواصلاً السفر والبحث في كل مكان وصل إليه.

لما كانت الليلة الثالثة والسبعون بعد المئتين، قالت شهرزاد :بلغني أيها الملك السعيد أن ابن الملك قصد بلاد الروم، ونزل في خان هناك، فرأى به جماعة من التجار جالسين يتحدثون، وسمع أحدهم يقول: يا أصحابي لقد رأيت عجباً في المدينة التي كنت بها، أن ملكهم خرج يوماً من الأيام إلى الصيد والقنص ومعه جماعة من أصحابه وأكابر دولته، فلما طلعوا إلى البرية مروا على مرج هناك، فوجدوا رجلاً قبيحَ المنظر والصورة، وبجانبه صبية ذات جمال وبهاء وكمال، وقدّ واعتدال، ومعهما فرس من الأبنوس، لم ير أحد أحسن ولا أجمل من صنعتها، وقد زعم ذلك الرجل أن الصبية زوجته وابنة عمه ولكنها كذبته، فأخذها الملك، وأمر بضربه وطرحه في السجن، أما الفرس الأبنوس فما لي بها علم.

لما سمع ابن الملك هذا الكلام من التاجر، توجه إليه، وسأله برفق ولطف عن اسم المدينة واسم ملكها، فلما عرفهما باتَ ليلته مسروراً، ولما أصبح واصل ابن الملك سفره إلى أن وصل إلى تلك المدينة، فلما أراد أن يدخلها، أخذه البوابون كي يعرضوه على الملك ليسأله عن حاله، وعن سبب مجيئه، وعما يُحسنه من الصنائع.

وكانت هذه عادة ذلك الملك مع الغرباء، وكان وصول ابن الملك إلى تلك المدينة في وقت المساء وهو وقت لا يمكن الدخول فيه على الملك، فأخذ البوابون الفتى إلى السجن ليضعوه فيه، وما نظر السجانون إلى حسنه وأدبه حتى أشفقوا عليه، وأجلسوه خارج السجن، ولما جاءهم الطعام دعوه إلى مشاركتهم فيه، فلما فرغوا من الأكل جعلوا يتحدثون، ثم أقبلوا على ابن الملك وقالوا له: من أي البلاد أنت، فقال: أنا من بلاد الفرس بلاد الأكاسرة. فلما سمعوا كلامه ضحكوا، وقال له أحدهم: عندنا هنا في السجن رجل من بلادك ولكنه قبيح المنظر، كما أنه كثير الكذب، وما سمعت أكذب منه، ولا رأيت أقبحَ من خلقته. فقال لهم: ما الذي بان لكم من كذبه؟ فقالوا: يزعم أنه حكيم، وكان الملك قد رآه ومعه امرأة بديعة الحسن والكمال، وفرس من الأبنوس الأسود، فأخذ الملك الجارية عنده لعلاجها من المرض الذي أصاب عقلها، ولو كان ذلك الرجل حكيماً كما يزعم لداواها، أما الفرس الأبنوس فإنها في خزانة الملك.

جنون فتاة صنعاء

لما كانت الليلة الرابعة والسبعون بعد المئتين، قالت شهر زاد: بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد، أن ابن الملك لما علم من السجانين بخبر الحكيم الفارسي، الذي عندهم في السجن، خطر بباله أن يدبر تدبيراً ليبلغ به غرضه، وصبر حتى نام السجانون، ثم سمع الحكيم يبكي ويندب حظه بالفارسية قائلاً: الويل لي بما جنيت على نفسي وعلى ابن الملك وصاحبته، وذلك كله من سوء تدبيري، فإني طلبت لنفسي ما لا أستحقه ومن طلب ما لا يصلح له وقع في مثل ما وقعت فيه. لما سمعه ابن الملك، كلمه بالفارسية وقال له: إلى متى هذا البكاء والعويل؟ هل أصابك ما لم يُصب غيرك؟ لما سمع الحكيم كلامه أنس إليه وشكا إليه حاله وما يجده من المشقة، فوعده بالنظر في أمره. وفي الصباح جاء البوابون، وأخذوا ابن الملك إلى ملكهم، وأعلموه بأنه وصل إلى المدينة في وقت لا يمكن الدخول فيه عليه، فسأله الملك: من أي البلاد أنتَ؟ وما اسمك؟ وما صناعتك؟ وما سبب مجيئك إلى هذه المدينة؟ فقال ابن الملك: أما اسمي فإنه بالفارسية خوجة، وأما بلادي فهي بلاد فارس، وأنا من أهل العلم والطب، أداوي المرضى والمجانين، ولهذا أطوف في الأقاليم والمدن لأستفيد علماً، وإذا رأيت مريضاً فإني أداويه.

لما سَمع الملك كلامه فرح به فرحاً شديداً وقال له: أيها الحكيم الفاضل، لقد وصلت إلينا في وقت الحاجة إليك. ثم أخبره بخبر الجارية التي عنده وقال له: إن أنت داويتها وأبرأتها من جنونها فلك عندي جميع ما تطلبه. فلما سمع كلام الملك قال له: أعز الله الملك؟ صف لي كل شيء رأيته من جنونها، وأخبرني منذ كم يوم عرض لها هذا الجنون. فأخبره الملك بقصتها من أولها إلى آخرها ثم قال له: إن الرجل الذي كانت معه، في السجن. فقال له: أيها الملك السعيد ماذا فعلت بالفرس التي كانت معهما؟ فقال الملك: هي عندي إلى الآن محفوظة في بعض المقاصير، فقال ابن الملك لنفسه: من الرأي أن أتفقد الفرس وأنظرها قبل كل شيء، فإن كانت سالمة فقد تم لي كل ما أريد. ثم التفت إلى الملك وقال له: أيها الملك ينبغي أن أنظر الفرس المذكورة لعلي أجد شيئا يعينني على شفاء الجارية. فقال الملك: "حباً وكرامة”.

ثم قام الملك وأخذه معه إلى المكان الذي به الفرس، فجعل ابن الملك يتفقدها إلى أن تحقق من أنها سالمة وفرح بذلك فرحاً شديداً وقال: أعز الله الملك، أريد الدخول إلى الجارية حتى أنظرها وأرجو الله أن يكون شفاؤها على يدي، بسبب هذه الفرس. فأخذه الملك إلى البيت الذي فيه الجارية، فلما دخل عليها وجدها تتخبّط وتنصرع على عادتها، ولم يكن بها جنون وإنما تفعل ذلك حتى لا يقربها أحد.

لما رآها ابن الملك على هذه الحالة قال لها: لا بأس عليك يا فتنة العالمين. ثم جعل يلاطفها إلى أن عرّفها بنفسه، فلما عرفته صاحت صيحة عظيمة حتى غشي عليها من شدة ما حصل لها من الفرح. فظن الملك أن هذه الصرعة من فزعها منه، ثم وضع ابن الملك فمه على أذنها وقال لها: اصبري وتجلدي فهذا وقت نحتاج فيه إلى الصبر واتقان التدبير، وإذا جاء الملك إليك فكلميه بكلام مليح حتى يرى أنك شفيت على يدي، فيتم لنا كل ما نريد، فقالت له: سمعاً وطاعة...

ثم خرج من عندها وتوجه إلى الملك فرحاً مسروراً وقال: أيها الملك السعيد، قد عرفتُ داءها وقد داويتُها، فقم الآن وادخل عليها وترفق بها، وعدها بما يسرّها فيتم لك كل ما تريد منها.

الساحر والجارية

لما كانت الليلة الخامسة والسبعون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك لما دخل على الصبيّة قامت إليه، وقبلت الأرض بين يديه، ورحبت به، ففرح بذلك فرحا شديداً، ثم أمر الجواري والخدم أن يقوموا بخدمتها ويدخلوها الحمام ويجهزوا لها الحلي والحلل الفاخرة، والجواهر النادرة، ففعلوا ذلك، ثم أدخلوها عليه، فقبلت الأرض بين يديه، وأخذت تشكره، فقال لابن الملك: كل ذلك ببركاتك، زادنا الله من نفحاتك. فقال له ابن الملك: إن من تمام بُرئها أن تخرج بها ومعك أعوانك وعسكرك إلى المحل الذي وجدتها فيه، وتكون الفرس الأبنوس حاضرة هناك. فقال له الملك: حبا وكرامة. ثم أخرج الفرس الأبنوس إلى المرج الذي وجدها فيه مع الفتاة والحكيم الفارسي، وركب مع جيشه والفتاة معه حتى وصلوا إلى ذلك المرج. وعندئذ قال ابن الملك: أريد أن أطلق البخور وأتلو عزيمة، حتى يتم شفاء الجارية،  وعلامة شفائها أن أركبها خلفي على تلك الفرس الأبنوس، ثم أتلو عزيمة فتتحرك الفرس وتمشي. لما سمع الملك كلامه فرح فرحاً شديداً، وقال له: افعل ما تريد.

ركب ابن الملك تلك الفرس، وأردف الصبية خلفه، بينما الملك ومن معه ينظرون إليه، ثم ضمها إليه وشد وثاقها، وبعد ذلك فرك لولب الصعود، فصَعَدَت بهما الفرس في الهواء، وظلت ترتفع حتى غابت عن أعينهم، ومكث الملك نصف يوم ينتظر عودة الجارية مع الحكيم والفرس، فلما يئس من ذلك ندم ندماً عظيماً وتأسَّف على فراق الجارية، ثم أخذ عسكره وعاد إلى مدينته حزيناً مهموماً. أما أبن الملك فإنه قصد إلى مدينة أبيه فرحاً مسروراً، ولم يزل سائراً إلى أن نزل فوق قصره، وأنزل الفتاة فيه، ثم توجَّه إلى أبيه وأمه، فسلم عليهما وأعلمهما بما جرى، ففرحا فرحاً شديداً.

وأما ما كان من أمر ملك الروم، فإنه احتجب في قصره حزيناً كئيباً، ثم قال له وزراؤه: إن الذي أخذ الجارية ساحر، والحمد لله الذي نجاك من سحره ومكره. وما زالوا به حتى تسلى عنها.

لما كانت الليلة السادسة والسبعون بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن ابن الملك عمل الولائم العظيمة لأهل المدينة، وأقاموا في الفرح شهراً كاملاً، ثم دخل على محبوبته بعد أن عقد قرانَه عليها، وقام والده الملك بحرق تلك الفرس الأبنوس. وبعد ذلك كتب ابنه إلى والد زوجته خطاباً بأنه تزوّج بها، وأنها عنده في أحسن حال، وأرسل إليه مع الرسول الذي حمل الخطاب هدايا وتحفاً نفيسة. فلما وصل الرسول إلى مدينة صنعاء، وسلم الكتابَ والهدايا إلى ملكها، فرح فرحاً شديداً، وأكرم الرسول، ثم جهز هدية سنية لصهره وأرسلها مع ذلك الرسول، وصار ابن الملك كل سنة يكاتب صهره ويهاديه، ولم يزالوا كذلك حتى تٌوفي والده الملك وتولى هو بعده أمور المملكة، فعدل في الرعية، وسار فيهم بسيرة مرضية، فدانت له البلاد... وأطاعته العباد، واستمروا على هذه الحالة في ألذ عيش وأهناه، إلى أن أتاهم هازم اللذات، ومفرق الجماعات، ومُخرب القصور، ومُعمر القبور، فسبحان الحي الذي لا يموت، وبيده الملك والملكوت.

لما سمع الملك شهريار من شهرزاد هذه الحكاية تعجَّب منها، فقالت له: ما هي بأعجب يا مولاي من حكاية أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمام، فقال لها: كيف كان ذلك؟

أنس الوجود ومحبوبته
قالت شهرزاد: يحكى أيضاً أنه كان في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان... ملك عظيم الشأن ذو عز وسلطان، وكان له وزير يسمى إبراهيم، له ابنة بديعة في الحسن والجمال، فائقة في البهجة والكمال، ذات عقل وافر، وأدب باهر، إلا أنها تهوى المنادمة والراح، والوجوه الملاح، ورقائق الأشعار، ونوادر الأخبار، وكان اسمها «الورد في الأكمام» وقد سميت بهذا الاسم لفرط رقتها، وكمال بهجتها، وقد أحبّها الملك لكل هذه الصفات.

وكان من عادة هذا الملك أنه في كل عام يجمع أعيانَ مملكته ويلعب بالكرة، فلما كان اليوم المحدد لذلك، جلست ابنة الوزير إلى الشباك لتتفرّج، فرأت بين العسكر شاباً لم تر أحسن منه منظراً ولا أبهى طلعة، نيّر الوجه، ضاحكَ السن، طويلَ الباع، واسع المنكب، فسألت لخادمتها: ما اسم هذا الشاب المليح الشمائل؟ فأجابتها: يا بنتي كلهم شبان ملاح، فأيهم تقصدين؟ فقالت لها: اصبري حتى أشير لك إليه، ثم أخذت تفاحة وألقتها عليه فرفع رأسه إلى الشباك، ورأها جالسة هناك، كأنها البدر في الأفلاك، فلم يرتد إليه طرفه إلا وقد عشقها، وشغل قلبه بها، فأنشد قول الشاعر:

أرماني القواس أم جفناك

فتكا بقلب الصبِّ حين رآك؟

وأتاني السهم المفوّق يا ترى

من جحفلٍ.. أم جاء من شُباك؟

لما انتهى اللعب، قالت لها خادمتها: إن هذا الشاب الذي أريته لي اسمه "أنس الوجود” فهزت رأسها وقدحت فكرها، ثم صعدت الزفرات وأنشدت:

ما خاب من سماك أنس الوجود

يا جامعاً ما بين أنسٍ وجود

يا طلعة البدر الذي وجهه

قد نوَّر الكون وعمّ الوجود

لما فرغت من شعرها، كتبته في قرطاس، ولفته في قطعة من حرير مطرزة بالذهب، ثم وضعته تحت المخدة وكانت واحدة من خادمتها تنظر إليها أثناء ذلك، فانتظرت حتى نامت، وسرقت الورقة من تحت المخدة وقرأتها فعرفت ما فيها ثم وضعتهاذ في مكانها، فلما استيقظت سيدتها من نومها، توجهت إليها وقالت لها: يا سيدتي إني لك من الناصحات، وعليك من الشفيقات، اعلمي أن الهوى شديد، وكتمانه يذيب الحديد، ويورث الأمراض، وما على من يبوح بالهوى ملام. فقالت لها الورد في الأكمام: وما دواء الغرام؟ قالت: دواؤه الوصال. سألت: وكيف السبيل إلى الوصال؟ فأجابت: سبيله بالمراسلة ولين الكلام، وإكثار التحية والسلام، فهذا يجمع بين الأحباب، وبه تسهل الأمور الصعاب، وإن كان لك أمرٌ يا مولاتي، فأنا أولى بكتمان سرّك وقضاء حاجتك وحمل رسالتك. فلما سمعت الورد في الأكمام ذلك، طار عقلها من الفرح، ولكنها أمسكت نفسها عن الكلام حتى تنظر عاقبة أمرها، فقالت لها الخادمة: إني رأيت في منامي كأن هاتفاً جاءني وقال لي إن سيدتك وأنس الوجود مُتحابان، فاحملي رسائلهما، واكتمي أمرهما، يحصل لك خير كثير، وها قد قصصت ما رأيت عليك، والأمر إليك.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.