أثار عرض فني «تمثيلي»، قدمه تلاميذ مدرسة السيد ياسين للتعليم الأساسي في كفر حافظ بمحافظة الشرقية - شمال القاهرة، عن جرائم تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ«داعش»، جدلا في الأوساط التربوية المصرية.فبينما نال العرض استحسان المحافظ، الذي قرر صرف مكافأة مالية للتلاميذ قدرها خمسة آلاف جنيه (500 دولار)، مطالباً بالتكاتف والتوحد، من أجل التصدي لجميع الأعمال الإرهابية، عبَّر خبراء في التربية عن الاستياء من نشر ما سموه «ثقافة داعش» على الأطفال في سن مبكرة.
من جانبه، قال الخبير التربوي خيري فؤاد لـ«الجريدة» إن هذا العرض التمثيلي يمثل رسالة من أولادنا، مفادها أن هذا التنظيم يعد العدو الأول للإسلام، ولا يمت إلى صحيح الدين بصلة.واعتبر فؤاد أن ذلك ليس له أي تأثير سلبي على الأطفال، لأنهم أصبحوا يدركون كل شيء في عصر التقدم التكنولوجي والسماوات المفتوحة الذي نعيشه الآن، وطالب وسائل الإعلام بضرورة التركيز على الإرهاب الذي يمارسه هذا التنظيم المتطرف، والذي يهدف إلى تشويه صورة الإسلام أمام العالم.أستاذة الطب النفسي في جامعة عين شمس هبة العيسوي، قالت إنه «على الرغم من أن الهدف من العرض التمثيلي هو نبذ الفكر المتطرف والأعمال الوحشية التي يمارسها تنظيم داعش، فإن آثاره السلبية تفوق كثيراً إيجابياته»، مشيرة إلى أن «الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتأثرون بمشاهد العنف التي يشاهدونها، كما أنهم يميلون إلى التقليد».وأكدت العيسوي لـ«الجريدة»: «كان من الأجدى القيام بعرض مسرحي يجسد إحدى القيم الأخلاقية التي نسعى إلى غرسها في وجدان هؤلاء الأطفال».في حين حذر الجهادي السابق نبيل نعيم من خطورة عرض هذه المشاهد التمثيلية للأطفال في هذه المرحلة السنية الصغيرة، وقال في تصريحات لـ«الجريدة» إن «العرض يمكن أن يروِّج لأفكار داعش الإرهابي، حيث يترك تأثيرا سلبيا في الأطفال».
دوليات
خلاف تربوي بعد عرض «جرائم داعش» مدرسياً
28-06-2016