فرنسا تقضي على الحلم الأيرلندي

صعد منتخب فرنسا إلى الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2016 لكرة القدم، بعدما تغلب على نظيره الأيرلندي 2-1، أمس الأول، على "استاد دو ليون" في الدور الثاني.

نشر في 28-06-2016
آخر تحديث 28-06-2016 | 00:02
غريزمان يحتفل بهدفه في مرمى ايرلندا
غريزمان يحتفل بهدفه في مرمى ايرلندا
قضى أنطوان غريزمان على حلم جمهورية أيرلندا وحمل فرنسا المضيفة إلى الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2016 لكرة القدم، بعدما حول تخلفها إلى فوز 2-1 أمس الأول على "استاد دو ليون" في الدور الثاني.

وعانت فرنسا الأمرين لتحقيق فوزها الأول في الأدوار الإقصائية منذ تتويجها بلقبها القاري الثاني عام 2000 على حساب إيطاليا (2-1 بالهدف الذهبي)، إذ وجدت نفسها متخلفة منذ الدقيقة 2 بأسرع هدف من ركلة جزاء في تاريخ البطولة القارية.

لكن غريزمان قال كلمته في الشوط الثاني وسجل ثنائية في غضون 3 دقائق فقط، ليحمل بلاده إلى ربع النهائي، حيث ستواجه إنكلترا أو آيسلندا اللتين تلتقيان الاثنين في نيس، واضعاً بذلك حداً لمغامرة الأيرلنديين، الذين تجاوزوا دور المجموعات للمرة الأولى في 3 مشاركات، وكانوا يمنون النفس بمواصلة الحلم "المستحيل" وتحقيق فوز ثأري على "الديوك"، لكنهم تأثروا بالنقص العددي بسبب طرد شاين دافي مباشرة بعد تقدم أصحاب الضيافة.

وأعادت هذه المواجهة إلى الذاكرة ما حصل في الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010 وتحديداً في 18 نوفمبر 2009 عندما سيطر تييري هنري على الكرة بيده ومررها إلى وليام غالاس، الذي سجل هدف التعادل 1-1 في الوقت الإضافي، وقاد بلاده إلى النهائيات على حساب أيرلندا (انتهى لقاء الذهاب 1-صفر لفرنسا).

سجل المثالي

لكن الأيرلنديين عجزوا عن تحقيق ثأرهم من منتخب فرنسا لم يذق طعم الهزيمة على أرضه في بطولة كبرى للمباراة السادسة عشرة على التوالي (كأس أوروبا 1984، حين توجت باللقب وكأس العالم 1998، حين توجت أيضاً وكأس أوروبا 2016).

وحافظت فرنسا على سجلها المميز أمام أيرلندا، التي يعود انتصارها الأخير على "الديوك" إلى أكتوبر 1981 (3-2) في تصفيات مونديال 1982 (3 انتصارات وتعادلان منذ حينها)، كما حقق أصحاب الضيافة فوزهم الثامن على منافسيهم مقابل 4 هزائم و5 تعادلات.

كما حافظ المنتخب الفرنسي على سجله المميز في ليون، حيث لم يخسر منذ مباراته الأولى هناك، وكانت ودية ضد إسبانيا (1-3) في 17 أكتوبر 1968 (6 انتصارات وتعادلان منذ حينها).

وبدأ المدرب الفرنسي ديدييه ديشان بتشكيلته الأساسية، التي بدأ فيها البطولة ضد رومانيا، فعاد بلايز ماتويدي بعدما جلس على مقاعد الاحتياط ضد سويسرا (صفر-صفر) في الجولة الأخيرة من الدور الأول، كما حال نغولو كانتي، الذي كان مهدداً بالإيقاف في حال حصوله على إنذار ثان.

كما اعتمد ديشان في خط المقدمة على الثلاثي أنطوان غريزمان وأوليفييه جيرو وديميتري باييت، ومن خلفهما بول بوغبا، فيما أبقى على خط الدفاع ذاته مع باكاري سانيا وعادل رامي ولوران كوسييلني وباتريس إيفرا، ومن خلفهما الحارس هوغو لوريس، الذي انفرد بالرقم القياسي من حيث عدد المباريات، التي ارتدى فيها شارة قائد "الديوك" (55)، متفوقاً على مدربه الحالي ديشان.

أما من ناحية الأيرلنديين، الذين يتخطون دور المجموعات للمرة الأولى من أصل ثلاث مشاركات، فخاض الأيرلندي الشمالي مارتن أونيل اللقاء بنفس التشكيلة، التي حققت الإنجاز في الجولة الأخيرة بفوزها على إيطاليا الوصيفة (1-صفر) بفضل هدف روبي برادي، فيما بدأ المخضرم روبي كين اللقاء كالعادة على مقاعد الاحتياط.

أسرع ركلة جزاء

وجاءت البداية نارية، إذ حصلت أيرلندا على ركلة جزاء بعد دقيقة و4 ثوان فقط، إثر خطأ من بول بوغبا على شاين لونغ إثر معمعة دفاعية في المنطقة الفرنسية، فنفذها روبي برادي بنجاح بعدما ارتدت الكرة من القائم الأيسر والى الشباك (2)، ليصبح ثاني لاعب فقط في تاريخ بلاده يسجل هدفين في بطولة كبرى بعد روبي كين (كأس العالم 2002).

وهذه أسرع ركلة جزاء في تاريخ النهائيات القارية (1.58 دقيقة)، علماً أن أسرع هدف في النهائيات مسجل باسم الروسي دميتري كيريشنكو وجاء بعد 68 ثانية على بداية مباراة بلاده مع اليونان (2-1) في الجولة الأخيرة من الدور الأول لنسخة 2004.

وضغطت فرنسا بحثاً عن التعادل، فحاصرت الأيرلنديين في منطقتهم، لكنها لم تهدد مرمى دارين راندولف بشكل فعلي، بل كاد أن يأتي الهدف من الجهة المقابلة لولا تألق لوريس في وجه تسديدة محكمة من داريل مورفي (21).

ورد الفرنسيون، الذين عانوا "هشاشة" دفاعهم في مواجهة كل انطلاقة أيرلندية، بأخطر فرصة لهم منذ انطلاق المباراة، وجاءت من ركلة حرة نفذها بوغبا من حوالي 25 م لكن راندولف تألق وأنقذ فريقه (23).

وحصل أصحاب الضيافة على فرصة مزدوجة في الوقت بدل الضائع عبر باييت ثم غريزمان بعد معمعة في المنطقة الأيرلندية، لكن الدفاع استبسل ومنع الكرة من الوصول إلى حارسه.

غريزمان يقول كلمته

وفي الشوط الثاني، حاول ديشان تدارك الموقف فزج بكينغزلي كومان بدلاً من كانتي، على أمل الوصول إلى الشباك الأيرلندية، وكاد يتحقق ذلك إثر ركلة حرة نفذها باييت وحولها برأسه بوغبا إلى كوسييلني، لكن رأسية مدافع أرسنال الإنكليزي مرت قريبة جداً من القائم الأيسر (48).

ورد الأيرلنديون بفرصة أخطر عبر شاين لونغ، الذي انقض على الكرة داخل المنطقة إثر عرضية من جيمس ماكلين، لكن لوريس تعملق وأنقذ بلاده من هدف ثانٍ (52)، ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة بتسديدة أطلقها ماتويدي من حدود المنطقة، لكن راندولف تدخل ببراعة وأنقذ الموقف (56).

وجاء الفرج للفرنسيين بعد دقيقة فقط عبر غريزمان، الذي ارتقى عالياً إثر عرضية متقنة من بكاري سانيا، وحولها برأسه من نقطة الجزاء إلى الزاوية اليمنى لمرمى راندولف (57).

ولم يكد المنتخب الأيرلندي يستفيق من صدمة الهدف، حتى اهتزت شباكه مجدداً بهدف آخر من غريزمان، الذي وصلته الكرة بتمريرة رأسية من جيرو إثر كرة طويلة من عادل رامي، فتقدم بها قبل أن يطلقها بيسراه أرضية على يسار راندولف (61)، مسجلاً هدفه الثالث في النهائيات الحالية.

وتعقدت مهمة الأيرلنديين بعدما اضطروا لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين إثر طرد شاين دافي بعد اسقاطه غريزمان حين كان هداف أتلتيكو مدريد في طريقه للانفراد بالمرمى (66).

وكادت فرنسا تستغل النقص العددي لإضافة هدف ثالث عبر البديل آندريه-بيار جينياك، الذي دخل بدلاً من جيرو، لكنه اصطدم أولاً بتألق راندولف (76) ثم عانده الحظ بعدما ارتدت تسديدته الصاروخية من العارضة (77).

وحصل بعدها الفرنسيون على عدة فرص أبرزها لغريزمان، الذي كان أمام فرصة مثالية لتسجيل ثلاثية بعد تمريرة من باييت، لكنه عجز هذه المرة عن وضع الكرة بعيداً عن متناول راندولف (3+90).

ولم تكن الفرحة الفرنسية كاملة إذ اضطر ديشان لإخراج البديل كومان في الثواني الأخيرة واستبداله بموسى سيسوكو بسبب إصابة لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني.

منتخب فرنسا لم يذق طعم الهزيمة على أرضه في بطولة كبرى للمباراة السادسة عشرة على التوالي
back to top