وسط دعوات ألمانية وفرنسية إلى تعزيز التكامل «السياسي» لاحتواء تداعيات صدمة تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، أعلنت حكومة ديفيد كاميرون أمس إنشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل على تنظيم عملية الخروج، مؤكدة أن تنظيم استفتاء حول الاستقلال «هو آخر شيء تحتاج إليه» اسكتلندا.

وحاول زعيم معسكر الخروج بوريس جونسون طمأنة الأسواق والبريطانيين المقيمين في الخارج ومواطني الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، مؤكداً أن عملية الطلاق من الاتحاد الأوروبي، يجب أن تتم دون تسرع.

Ad

وأكد وزير المالية جورج أوزبورن، قبل افتتاح البورصة، أن بلاده لن تبدأ إجراءات الخروج «إلا عندما تتوافر لدينا رؤية واضحة للترتيبات الجديدة مع جيراننا الأوروبيين»، معتبراً أن الاقتصاد البريطاني «مستعد لمواجهة ما يخبئه المستقبل».

وظل التوتر الشديد سائداً في بورصة لندن، مع مراهنة مستثمرين على أن الاقتراع لمصلحة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيدفع بنك انكلترا إلى خفض أسعار الفائدة.

وفي مواجهة الخسائر الحادة للأسهم وضبابية التوقعات الاقتصادية باع المستثمرون الجنيه الإسترليني واشتروا السندات الحكومية بحثاً عن ملاذ آمن، في وقت فقد الإسترليني 3.5 في المئة من قيمته أمام الدولار ونزل عن 1.32 دولار لأول مرة منذ 31 عاماً، كما نزل 2.5 في المئة مقابل اليورو.

وفي حين ندد كاميرون، الذي التزم الصمت بعد إعلان استقالته، بالحوادث المناهضة للأجانب منذ نتيجة استفتاء الخميس، نشر وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا فرانك فالتر شتاينماير وجان مارك آيرولت، وثيقة مشتركة جاء فيها: «سنحقق تقدماً جديداً باتجاه وحدة سياسية في أوروبا وندعو الدول الأخرى إلى الانضمام إلينا في هذه العملية».

وقبل لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، شدد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي على أن أوروبا لا يمكنها إضاعة الوقت وAعليها التحرك».

وفي ظل تزايد الانقسام الذي أحدثته نتيجة الاستفتاء بالإضافة إلى إمكان استقلال اسكتلندا، دعا وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الأوروبيين إلى الحفاظ على هدوئهم، مؤكداً أن بلاده لن تتخلى عنهم وستقف إلى جوارهم.