نهلا داوود: سعدتُ بالوقوف أمام كاميرا المخرج وليد ناصيف

نشر في 29-06-2016
آخر تحديث 29-06-2016 | 00:00
No Image Caption
تطلّ الممثلة اللبنانية نهلا داود في عملين رمضانيين {يا ريت} (تأليف كلوديا مرشليان، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج Eagle Films ويعرض عبر MTV ) و{جريمة شغف} (تأليف نور شيشكلي، وإخراج وليد ناصيف، وإنتاج
7 Media Revolution ويُعرض عبر {الجديد} و{إي أر تي حكايات}) فضلا عن تصوير عملين جديدين {أمير الليل} (تأليف منى طايع، وإخراج فادي حداد، وإنتاج شركتي M&M وطايع انتربرايز) و{الشقيقتان} (تأليف كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج Eagle films).
حول أدوارها الرمضانية والمرتقبة تحدثت نهلا داود إلى {الجريدة}.
ما الذي دفعك إلى المشاركة في مسلسل {يا ريت}؟

شعرت بأن الكاتبة كلوديا مرشليان عالجت موضوعاً خطيراً ورائجاً في الوطن العربي من خلال شخصية تينا (باميلا الكيك) التي هي إبنتي في المسلسل، وتجسّد واقع المراهقين الذين يعانون حالات نفسية معيّنة فيرتكبون الأخطاء بسبب أهلهم من دون أن يدري هؤلاء بذلك. لذلك قررت المساهمة في هذا الدور الذي يحمل رسالة معيّنة كأم رضخت من أجل المحافظة على منزلها وزواجها وعائلتها.

ما سبب التناغم بينك وبين الممثل جوزف بو نصّار؟

الوقوف أمام ممثل مهني يحترم الآخرين، خصوصاً الزملاء، ينعكس إيجاباً على الأداء ما يبدو واضحاً لدى المخرج والمسؤولين عن تنفيذ المسلسل كما الجمهور، الذين يرون عبر الشاشة ممثلين صادقين ومتفانين من أجل نجاح العمل. سعدت بهذه الثنائية لأن الأجواء الإيجابية تطغى على الكواليس أيضاً، فنشكّل سنداً مشتركاً من أجل إنهاء العمل. من جهة أخرى يشكّل جوزف بو نصّار علامة فارقة في الوسط الفنّي، لذا يشرّفني الوقوف إلى جانبه.

منذ مسلسل «سمرا» نلاحظ تخلياً واضحاً عن ظهورك بشكل خارجي جميل.

أنا ممثلة أولا وأخيراً، لذا أختار ادواراً متنوعة لا أكرر نفسي فيها من دون أن أتخطى حدوداً معينة، فبعد دور «الشيخة ناهية» في مسلسل «وأشرقت الشمس» أحببت أداء دور امرأة بسيطة متواضعة فكانت «هيام» خالة «سمرا»، وصولا إلى دراما رمضان، إذ أؤدي دور زوجة وأم في «يا ريت» التي تقوم بالمستحيل للمحافظة على عائلتها في مقابل دوري كسجينة في «جريمة شغف» المختلف جداً وشكّل تحدياً شخصياً لي.

ما ميزة شخصيتك في مسلسل «جريمة شغف»؟

اختارني المنتج مفيد الرفاعي لأداء هذه الشخصية التي شكّلت بالنسبة إليّ مسرحاً متلفزاً. اعتبرتها فرضية فأديتها على هذا الأساس، وطرحت سؤالا «هل هي موجودة فعلا أم هي ضمير «جومانة» (نادين الراسي) السجينة أم جزءاً من المجتمع النسائي المنفي؟

كيف تصفين تجربة الوقوف أمام كاميرا المخرج وليد ناصيف في أولى تجاربه الدرامية؟

رائعة. كان فرحاً بالتعاون معنا، نادين وأنا وكان بمثابة مشاهد رائع، فشكّلت كاميرته عين المخرج المتفرّج على هذه القطعة المسرحية التلفزيونية. لقد اتكّل على أدائنا بطريقة متكاملة ومن دون توّقف يُذكر مصرّاً على عدم تحريك الكاميرا في السجن حيث يتوّقف الزمان.

تنوع الأدوار

تؤدين أحياناً أدوار البطولة وأحياناً أخرى أدواراً أقل مستوى، ما سبب هذا التفاوت؟

لم تعد معالجة الدراما تقتصر على بطولة منفردة بل بطولات مشتركة. صحيح أن ثمة أدواراً متفاوتة في الأعمال إنما القصص المتشعبة قائمة بحدّ ذاتها ومتساوية في الأهمية فيشكّل كل منها عملا درامياً متكاملا. إلى ذلك لا يمكن أن أكون رهينة لشركة إنتاج واحدة أو مكان واحد، بل على العكس التنويع في أماكن وجودي. فضلا عن اختيار أدوار تليق بي وبكاتب الشخصية، فأؤدي بطريقة صحيحة تليق بالأشخاص المحيطين بي. شخصيتي في «يا ريت» مهمة ستظهر تطوراتها لاحقاً، وطالما أن العمل يحوي قصصاً متشعبة ومتفاوتة في الأهمية، فإن ذلك يُغلّب قصة معيّنة على القصص الأخرى في مكان معيّن. إلى ذلك أعتبر بكل تواضع وفخر ومحبة أن مشاركتي في أي عمل هو إضافة للشركات والأشخاص، لأنني أحب التعاون والتعامل، ولو أردت التوّقف عند حدود تراتبية اسمي في الجنريك لكان توّقف الزمن عند هذا الحد ولم أعد أتقدّم مهنياً.

يعني أنك ممثلة لكل الأدوار؟

وصلني حقي كممثلة قادرة على تقديم كل هذه الأدوار المتنوعة. مع الإشارة إلى أنني أستغني عن دور غير مقتنعة به لأنني لا أستطيع تقديمه.

بعد دور «ناهية» لم تقدّمي أي دور استفزازي بنظر الجمهور لماذا؟

لأن صدى هذا الدور كبير لا تزال تردداته حتى الآن. أقدّم قريباً دوراً نقيضاً للشيخة ناهية في مسلسل «أمير الليل» للكاتبة نفسها منى طايع، إذ أجسد شخصية طيبّة تنبض بالحب والحنان والضيافة.

هل من وجه شبه بينكما؟

أي شخصية أقدّمها تشبهني في إحدى النواحي وتشبه المشاهد أيضاً. فدورنا كممثلين إبراز هذه الشخصيات وهذه الأقنعة عبر التلفزيون.

يغيب بعض الممثلين عن أعمال محلية من أجل الدراما العربية المشتركة، ما رأيك؟

لكل ممثل ظروفه التي يجب احترامها، فبعضهم يحب العمل مع شركة معيّنة، وبعض الشركات لا يعرف كل الممثلين. شخصياً أعمل في الاثنين معاً، فبعد المشاركة في أعمال عربية مشتركة، أصوّر راهناً وبكل فخر مسلسل لبناني صرف هو «الشقيقتان» الذي يُنفّذ بإنتاج ضخم، سيُعرض عرضاً أول فضائياً وفي الوقت نفسه أرضياً، كتابة كلوديا مرشليان، إخراج سمير حبشي، إنتاج جمال سنان ويضم مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم: رولا حمادة، باسم مغنية، نادين الراسي، زينة مكي، جوزف بو نصار، مازن معضّم وآخرون.

برأيك مشاركة ممثلين من الصف الأول منتشرين عربياً يمهّد أمام عرض المسلسل اللبناني فضائياً؟

يجب أن تتوافر مادة بين يدي المنتج ليستطيع تسويق المسلسل في الخارج والمراهنة على نجاحه. مع احترامي لنا كممثلين مشاركين في هذا المسلسل، ثمة ممثلون لبنانيون آخرون قادرون على تسويق أي عمل محلي يشاركون فيه عربياً.

ما تفاصيل دورك في «الشقيقتان»؟

لا يمكنني البوح بالتفاصيل، واكتفي بالقول إن دوري محوري وجميل، ويتضمن العمل كل العناصر الجميلة للنجاح، بدءاً من النص مروراً بالإخراج فالأدوار والكاست. لذا نأمل أن يحقق نجاحاً كبيراً.

تعاني محطات التلفزة أزمة إنتاجية ورغم ذلك تُقدم أعمالاً مقبولة نسبياً، ألا يعرقل ذلك مسيرتكم؟

لا شيء يعرقل مسيرتنا لأننا شعب لبناني قبل أن نكون ممثلين، ما يعني أننا على رغم ما مررنا به لم نتوقف، بل على العكس لم يثننا شيء عن التقدّم. نرفع القبعة لمن يعمل بالموجود، وأنا جزء من هؤلاء الذين يعتبرون أن الله يضع بركته في الدراما اللبنانية. رغم مشاركتنا في أعمال عربية ومحلية على حد سواء إلا أننا ننتمي الى الدراما اللبنانية التي يجب العمل فيها بأحوالها كافة، سواء نجحنا أم لم ننجح من أجل دعمها واستمرارها.

هل لفتك الحضور اللبناني الرمضاني؟

طبعاً، ألم يكن ملفتاً أيضاً العام الماضي في «أحمد وكريستينا» و{قلبي دق»؟ إنه أمر يؤسس لمستقبل أفضل، فمنتجو الدراما المحلية، برأيي، هم الأساس مع أننا بطبيعة الحال نطمح للانتشار العربي ما يمهّد امام انتشار العمل اللبناني أيضاً.

كيف تفسّرين الأرقام التي يحققها العمل اللبناني على صعيد الرايتينغ؟

الجمهور اللبناني ذكي، فهو يشاهد العمل المحلي وحين ينتقد يبرر الأخطاء ما يشكّل دافعاً وسنداً لنا، لنتقدّم أكثر فأكثر، وهذا ما نلحظه من خلال الاستقبال الكبير الذي نحظى به من أصحاب المنازل التي نصور بعض المشاهد فيها.

ما العنصر الأضعف في الدراما المحلية؟

الإنتاج المحتكر من قبل محطات أرضية ومحلية، فالإنتاج عملية تجارية، وإذا لم يسوّق المنتج العمل ويبيعه لا يمكنه تقديم عمل أضخم. مع ذلك المنتجون مشكورون على محاولاتهم الدائمة.

سيكولوجيا الشخصيات
توضح نهلة داود أنها، خلال دراستها الجامعية تعلّمت سيكولوجيا الشخصيات، وتقول: «ما من شخصية لا تستيقظ في داخلنا، مع التقاليد والأطباع والبيئة والمجتمع التي عمل الأهل على دفنها في داخلنا لتوعية أمور أخرى فينا، فالمجرم لا يعرف أن في داخله رحمة مثلا والعكس».

تضيف: «أنا ممثلة تؤدي دوراً كما نصّه الكاتب تماماً، لذلك أكون أمينة للكاتب ولمن لديه رؤية معيّنة أي المخرج وللرسالة التي يريدان إيصالها». تتابع: {إذا انسجمت هذه الثلاثية من جهة، وانسجمت مع المجموعة من جهة أخرى لا يمكن إلا أن أترجم الدور بطريقة صحيحة. أفتشّ دائماً عن توافر الطاقة الإيجابية بيني وبين المجموعة التي أتعاون معها، رغم التعب الذي يرافق تنفيذ كل عمل».

أختار أدواراً متنوعة لا أكرر نفسي فيها من دون تخطي حدود معينة

أصور حالياً مسلسلاً بعنوان «الشقيقتان»
back to top