«الإسلام المعاصر» ما يواجهه الدين من أزمات
صدر حديثا في القاهرة كتاب جديد بعنوان "الإسلام المعاصر ومحنة النهوض الحضاري"، لمؤلفه عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، الدكتور محمد الشحات الجندي، ويقدم الكتاب إطلالة على مسار الإسلام المعاصر ومدى ما يواجهه من أزمات يساهم فيها بعض أبنائه ممن حادوا به عن تعاليمه الحقة ورؤيته الإنسانية وآفاقه العالمية، حتى تعرض لمحنة حقيقية أرادها له أعداؤه والمتربصون به من الداخل والخارج، فنالوا من عطائه الحضاري وإسهامه العالمي، حتى أصبحت الاتهامات بالعنف والتطرف والإرهاب هي البضاعة الجاهزة التي يقدمها هؤلاء المتطرفون باسم الإسلام في العالم المعاصر.ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول، يناقش الفصل الأول مفاهيم تأسيسية غائبة، والفصل الثاني يتناول إشكاليات وأزمات المجتمعات الإسلامية، أما الفصل الثالث فيتناول تحديات الإحياء والنهوض، في حين يتناول الفصل الرابع مفاسد الجماعات والحركات المتأسلمة، وأخيرا يأتي الفصل الخامس بعنوان "على طريق التصحيح وإعادة البناء".
وطالب المؤلف بتنقيح وتنقية كتب التراث، مؤكدا أنه لا يصح نسفها كما يردد البعض، وإنما نأخذ منها ما يتماشى مع واقعنا، ولا يجوز الطعن في الأئمة والفقهاء العظماء، فهم اجتهدوا وتعاملوا مع متغيرات عصرهم، ولنا الحق في أخذ ما يتوافق مع المستجدات التي طرأت علينا، والاجتهاد في القضايا العصرية، وعلينا أخذ مصلحة الأمة في الاعتبار.وأكد أنه توجد كتب كثيرة يمكن الرجوع إليها كمراجع في مسألة التجديد، مثل كتب المقاصد الشرعية، ومنها كتاب "الموافقات" للشاطبي، وكتاب "تحرير الأحكام في مصالح الأنام" للعز بن عبدالسلام، وكتب القواعد الفقهية، مثل "الأشباه والنظائر" لابن نديم الحنفي، وكتاب "الأشباه والنظائر" للسيوطي الشافعي، وكتاب "مقالات الإسلاميين" للإمام أبي الحسن الأشعري، وأيضا نحن في حاجة إلى آراء المعتزلة، مشيرا إلى أنه يمكننا الاستعانة بكتيبات ابن رشد، فهو فيلسوف وفقيه ويعلي من قيمة العقل وله كتابات، مثل: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد"، و"فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال".وطالب الجندي بالقضاء على المذهبية والطائفية في الخطاب، قائلا إنها "أمر خطير يضرب الأمة الإسلامية، والرسول لحق بالرفيق الأعلى والأمة على قلب رجل واحد، على الرغم من تباين وجهات النظر، ومسألة الإقصاء والتعصب من الأمور المحرمة قطعيا في تجديد الخطاب الديني.