في سيناريو مشابه للعام الماضي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، تخطت أعداد المتقدمين للالتحاق بمختلف الكليات والمعاهد للعام الدراسي 2016/2017 طاقتها الاستيعابية، مما ينذر بوقوع «الهيئة» في أزمة قبول مرتقبة عقب الانتهاء من استقبال الطلبة وتسجيلهم، لاسيما أنها حددت قبول عشرة آلاف طالب وطالبة في الفصل الدراسي المقبل، في وقت كانت أعداد خريجي العام الدراسي 2015-2016 سبعة آلاف، ما يطرح تساؤلاً عن كيفية تحديد «التطبيقي» طاقتها الاستيعابية.

ورغم عدم زيادة أعضاء هيئة التدريس أو القاعات فستقبل الهيئة أعداداً تتجاوز مقاعد الخريجين، ما يعني أنها ستضاعف أزمة العام الماضي، لاسيما أنها حاولت علاج أزمتها الدائمة عبر تكديس الطلبة في قاعات لا تتحمل أكثر من 60 طالباً، لتصل أعدادهم فيها إلى 100، وربما أكثر في بعض الشعب.

Ad

يأتي ذلك في ظل أزمة الميزانية المتكررة، فمن يتخذ قرار قبول كل من لا تقبلهم المؤسسات التعليمية الأخرى فإنه لا يضع في الحسبان ضرورة تعزيز الميزانية، ما يدفع «الهيئة» إلى حلول ترقيعية، كقبول منتدبين من مؤسسات غير أكاديمية لا تتوفر فيهم شروط القبول كأعضاء هيئة تدريس، وذلك لأن تكلفتهم على الميزانية أقل من تكلفة الساعات الزائدة لأعضاء هيئة التدريس أو الفصل الصيفي.

أزمة «التطبيقي» مستمرة، لأنها «المكب» الذي يستوعب كل من تلفظهم الجامعة والبعثات الداخلية والخارجية، فتقبلهم «الهيئة» بقرار سياسي لا علاقة له بطاقتها الاستيعابية أو قدراتها المالية والمادية، لذا فإن أزمة الشعب المغلقة قادمة لا محالة في الفصل الأول، ما لم يعِ مسؤولو الهيئة أن عليهم استخدام كلمات مثل «كفى» و«لا نستطيع» في ظل ظروفنا هذه.

خطة القبول

بداية، استغرب المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. احمد الاثري تخوف المتقدمين من تجاوز أعداد القبول 10 آلاف، وضياع فرصة قبولهم في كليات ومعاهد الهيئة، مؤكدا ان تجاوز أعداد المسجلين الطاقة الاستيعابية أمر طبيعي، والقبول سيشمل الجميع دون مشاكل، ولا أزمة خلال الفصل الدراسي المقبل.

وقال الأثري، لـ«الجريدة»، إن «التطبيقي» حددت 8000 طالب وطالبة في قطاع الكليات، و2000 في قطاع التدريب، مبينا ان مرحلة فرز ملفات المتقدمين بعد الانتهاء من استقبال طلبات الالتحاق للفصل الدراسي 2016-2017.

وأشار الى أن الكثير من المتقدمين مسجلون في أكثر من جهة تعليمية، سواء جامعة الكويت أو البعثات الخارجية والداخلية في نفس الوقت، وهذا امر مستحق للطلبة لاختيار ما يناسبهم بعد ظهور النتائج.

وتابع ان اللجنة العليا للقبول تجتمع خلال الفترة المقبلة لتنظيم عملية القبول والنظر في آلية الفرز، وموعد اعلان القبول، واعادة توزيع المقبولين، موضحا ان التسجيل لاستقبال الطلبات مستمر وفق القوانين واللوائح.

واستذكر ان اعداد المتقدمين في العام الماضي تجاوزت الطاقة الاستيعابية، وبعد فرز الملفات وتوزيع الطلبة اتضح ان اغلبها ليست مطابقة لشروط القبول واللوائح في الهيئة، وعليه تم قبول 9000 طالب في الفصل الاول، و5000 طالب في الفصل الثاني.

واشار الى ان القبول في الفصل الدراسي الاول يشمل الطلبة الكويتيين وابناء الكويتيات ومعاملة كويتي، معلنا في نفس الوقت توجه التطبيقي الى قبول جميع الكويتيين وفق الشروط واللوائح.

ضغط طلابي

بدورها، أكدت عميدة القبول والتسجيل في «التطبيقي» د. رباح النجادة أن أعداد المتقدمين للفصل الدراسي الأول حتى مساء أمس الأول تجاوزت ١٣٠٠٠ طالبا وطالبة، مشيرة الى ان الضغط الطلابي على النظام الالكتروني للقبول بدأ ينخفض، خاصة ان اغلب الطلبة سجلوا الكترونيا عبر الموقع الالكتروني أو الحضور الى صالة القبول لاكمال اجراءات التسجيل.

ونفت د. النجادة، في تصريح لـ«الجريدة»، وجود اي مشاكل تربك عملية التسجيل للالتحاق بكليات ومعاهد التطبيقي، موجهة حديثها للطلبة بأن قبولهم يكمن وفق اختيار التخصصات التي تطابق الشروط واللوائح.

وفيما يخص أعداد الخريجين، أعلنت النجادة تخرج 2466 طالبا وطالبة في الفصل الدراسي الاول من العام الدراسي الماضي، و2000 في الفصل الثاني الماضي، أما في «الصيفي» الحالي فيتوقع تخرج 2460 طالبا وطالبة.

واوضحت ان هناك تنسيقا بين الجهات التعليمية بأن التطبيقي هي آخر جهة تعلن اسماء الطلبة المقبولين، وهذا الامر يدل على قدرة الهيئة على إدارة آلية القبول، وامكانية احتواء الجموع الطلابية، وبعد فرز الملفات ستقل الاعداد، نظرا لقبولهم في جهات دراسية اخرى.

وفيما يخص اعداد الخريجين، اعلنت عن تخرج 2466 طالب وطالبة في الفصل الدراسي الاول الماضي، و2000 طالب وطالبة في الفصل الثاني الماضي، واما بـ»الصيفي» الحالي الى ما يقارب 2460 طالب وطالبة.

واضافت ان «التطبيقي» نظمت آلية القبول عن الاعوام الدراسية السابقة، تفاديا للوقوع في ازمة قبول، فقد رحلت قبول فئة غير الكويتيين الى الفصل الدراسي الثاني.

ونفت ايضا وجود ضغوط برلمانية على عمليات القبول، مبينة ان الآلية الإلكترونية لا تسمح بأي تدخلات على فرض مطالبهم، فالتخصص يفتح للطالب بناء على النسبة التي يحصل عليها بعد تخرجه.

من جانبه، ذكر عميد كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د. فهد الرويشد: «خلال الاجتماع مع لجنة القبول في الهيئة وضعنا معايير لقبول حد أقصى 2000 طالب وطالبة موزعين على الاقسام العلمية»، لافتا الى ان الكلية ستواجه ضغطا طلابيا بعد اغلاق باب التقديم على دورات الضباط.

وقال الرويشد، لـ«الجريدة»، ان الكلية وصلت الى الحد الاقصى من الطاقة الاستيعابية، لكن جهود أعضاء هيئة التدريس في إعطاء ساعات إضافية للطلبة والتفرغ التام للتدريس ساعد في تفادي العديد من المشكلات الدراسية، وعلى رأسها الشعب المغلقة.

وأوضح ان الكلية تعاني نقصا في اعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات، مشيرا الى «اننا نعوض ذلك النقص بالاستعانة بالمنتدبين من جامعة الكويت، بحيث نضع إعلان رغبة في الانتداب في الكلية لسد النقص الذي يواجهنا في كل عام».

وتابع ان الكلية وضعت سياسة للابتعاث، أهمها ان يكون حاصلا على شهادة ماجستير، وينوي استكمال الدكتوراه، وهناك لجنتان تشرف على هذه الابتعاثات، وتم رصد اسمائهم، وسيتم تقديمها إلى لجان الهيئة لاقرار الموافقة عليها.

توفير مدربين

من جهته، أفاد عميد كلية الدراسات التكنولوجية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. عبدالله المزروعي بأن الكلية تعدت الطاقة الاستيعابية منذ فترة، «ومع ذلك وضعنا اعدادا لقبولهم في الكلية للعام الدراسي 2016-2017».

وأضاف المزروعي، في تصريح لـ«الجريدة»، أن «من الاساسيات التي اتبعناها لاستيعاب اكبر قدر ممكن من الطلبة توفير مدربين يقومون بسد الفراغ الاكاديمي، لتجنب الضغط الدراسي على باقي اعضاء هيئة التدريس في الكلية».

وأشار الى ان الاشكال الذي يحصل في الهيئة انها تستقبل جميع الطلبة، مشددا على ضرورة مراعاة خطة القبول في مختلف الكليات التي تتطلب توفير طاقم اكاديمي متكامل وتوفير شعب دراسية كافية.

وبين أن التعيينات مازالت مستمرة في الكلية، وتشمل حملة الماجستير، والدكتوراه، لافتا الى ان الكلية تبتعث خارجيا من لديه درجة الماجستير ويكمل الدكتوراه، وتوفر العديد من الاساتذة لكل التخصصات.

تصور كامل

إلى ذلك، طالب رئيس الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أحمد الهطلاني إدارة الهيئة بوضع تصور كامل للقبول بعد تخطي أعداد المتقدمين الطاقة الاستيعابية التي حددتها الهيئة التي تصل الى 10 آلاف طالب وطالبة في قطاعي الكليات والمعاهد.

وأعرب الهطلاني لـ«الجريدة» عن تخوفه من ضياع الفرص الدراسية لمختلف الطلبة أو قبولهم في تخصصات لا يرغبون في الدراسة بها، مما يعرضهم لظاهرة التسرب الطلابي التي بدأت تتفشى خلال الفترة الاخيرة.

وأضاف: «مرور أكثر من أسبوع على بدء عمليات التسجيل وتزايد أعداد المتقدمين يوما بعد يوم ينذر بتفاقم أزمة قبول مفتعلة بعد الانتهاء من عمليات استقبال المتقدمين»، مؤكدا ضرورة وضع المسؤولين حجم المعاناة التي يعيشها المتقدمون بعين الاعتبار، ومقر الاتحاد بمنطقة الفيحاء يستقبل المئات من الطلبة لارشادهم على طريقة التسجيل الإلكتروني.