اعتبر السفير الروسي في دمشق ألكساندر كينشاك أن الجيش السوري خاض معارك دفاعية بحتة قرب حلب مدعوماً بالطيران الروسي لصدّ محاولة "جبهة النصرة" تطويقه وقطع خطوط إمداده، وبالتالي تغيير ميزان القوى في شمال البلاد لمصلحتها.

وقال كينشاك، لوكالة "إنترفاكس" الرسمية، "لست على يقين من شن هجوم على حلب في المستقبل المنظور، وبالنسبة للرقة أود أن أحجم أيضاً عن أي تكهنات بخصوص تحريرها، وبصراحة لست متأكداً على الإطلاق بأن هذا قد يحدث في القريب العاجل".

Ad

وأشار كينشاك إلى أن "هدف النصرة وحلفائها كان اختراق خط التماس وتطويق القوات الحكومية في المدينة، وقطع خطوط إمدادها، أي بمعنى قطع الممر الذي يربط هذه المناطق من حلب مع باقي المحافظات"، مضيفاً: "نحن ندعم السوريين في هذه الحالة. أي عند إجراء عمليات دفاعية، لأن الجبهة تحشد قواتها وتجلب المزيد من المسلحين والعتاد".

وأكد سفير موسكو أن القوات الجوية الروسية تعمل على تدمير هذه الأهداف لإضعاف هجمات الإرهابيين المحتملة، وبشكل عام، المعارك قرب حلب عنيفة بما فيه الكفاية، ولكن بالنسبة للسوريين، فهي ذات طبيعة دفاعية".

ووفقا لكينشاك، فقد اندلعت على مدى الأسابيع القليلة الماضية معارك عنيفة في هذه المناطق، لا سيما في المناطق المأهولة بالسكان مثل العيس وخان طومان وحندرات.

ومع استمرار الغارات الروسية، التي أدت إلى حرق مستودعات إغاثية تتبع لمنظمة القلب الكبير جنوب بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي كما أخرجت مركز الدفاع المدني في بلدة كفر حلب عن الخدمة، طالبت الهيئة العليا للمفاوضات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الشركات.

وقالت عضو الوفد المفاوض بسمة قضماني، لرويترز، "نحن نتطلع لعقوبات أكثر تحديداً ضد شركات ضالعة في شحنات أسلحة وشركات تشارك في بعض عمليات القصف بلا تمييز التي تحدث".

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شيرفان درويش أمس السيطرة على مبنى المرور جنوب غرب مدينة منبج، ودخول القوات حيي الكرامة والحزاونة وبدأت عملية تمشيط بهما.

وغداة سيطرتها على حي الحواتمة على طريق جرابلس ومنطقة الهرم، أفادت مصادر محلية بأن "قسد" أصبحت تسيطر على أكثر من 30 بالمئة من منبج.

وفي الرقة، حقق تنظيم "داعش" تقدماً في الريف الشمالي على حساب "قسد" وسيطر على قريتي المغارة وسويدان في المنطقة صباح أمس، بحسب حملة "الرقة تذبح بصمت".

«الفتح» يصل إلى اللاذقية

وفي اللاذقية، شن تحالف "جيش الفتح" بقيادة "النصرة" لأول مرة سلسلة هجمات واسعة ومتزامنة في ريف المحافظة، بهدف استعادة مناطق سيطرت عليها قوات الأسد والميليشيات الشيعية في جبلي التركمان والأكراد.

وفي إطار معركة أطلق عليها "رجال الساحل"، استقدم "جيش الفتح" تعزيزات عسكرية ضخمة من محافظة إدلب وتمكن من تحرير قرى الحاكورة وحشبا ومزغلي إلى جانب تلة القرميل في جبل الأكراد، إضافة إلى تحرير تلة أبوعلي ودشم جبل البيضا.

سرقة الأسلحة

وفي تطور لافت، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وقناة "الجزيرة" القطرية، أمس، أن مسؤولين في جهاز المخابرات الأردني سرقوا أسلحة قيمتها ملايين الدولارات قدمتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) والسعودية الى فصائل سورية يتم تدريبها في الأردن منذ 2013 ضمن عملية تحمل اسم "خشب الجميز".

ونقلت "نيويورك تايمز" و"الجزيرة" عن مسؤولين أميركيين وأردنيين، لم يكشف عن أسمائهم، أن هذه الأسلحة والمعدات، التي شحنت إلى الأردن ضمن خطة "سي أي إيه" لتجهيز المعارضة لمحاربة الأسد بشكل منفصل عن جهود تدريب وتسليح المقاتلين لمحاربة تنظيم "داعش"، تم بيعها في السوق السوداء واستخدم بعضها في عملية إطلاق نار بمنشأة تدريب للشرطة في عمان في نوفمبر الماضي وقتل فيها خمسة هم أميركيان وأردنيان وجنوب أفريقي.

الأسلحة ووجهتها

وأفادت المصادر بأن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يحقق في القضية منذ عدة أشهر. والمحققون ليسوا متأكدين من وجهة معظم الأسلحة، لكن من المرجح أن يكون انتهى بعضها بأيدي العشائر الاردنية ومجرمين أو تم شحنها إلى بلدان أخرى، موضحة أن الأسلحة المسروقة تتضمن بنادق كلاشينكوف وقذائف مورتر وأخرى صاروخية وقنابل يدوية.