وأين مصر؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ثم إن إردوغان بعد تجربة نحو تسعة أشهر مكلفة بات على قناعة راسخة بأنّ بوابة إرهاب حزب العمال الكردستاني-التركي الـ"P.K.K" التي انفتحت على تركيا على مصراعيها لا يمكن إغلاقها بعدما تحولت إلى حرب استنزافية فعلية، إلاّ بالتنازل عن شيء من كبريائه والاستجابة لما كان طلبه الرئيس بوتين، وهو تقديم اعتذار صريح وواضح ولا لبس فيه وإعلان مسؤولية تركيا، الدولة التركية، عن إسقاط طائرة الـ"سوخوي" الروسية... وهذا هو ما حصل وأكثر منه خلال تطورات الأيام الأخيرة.هذا بالنسبة لروسيا، أما بالنسبة لإسرائيل فإن إردوغان، الذي يعرف أن جزءاً كبيراً من الطاقة المستقبلية يكمن في البحر الأبيض المتوسط في المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، وجد أن فتح صفحة جديدة لعلاقات غير العلاقات القائمة الآن الشديدة التوتر مع بعض الدول الإقليمية الفاعلة يجب أن يشمل إسرائيل، وبخاصة أن "حماس" التي أصبحت تعيش مأزقاً حقيقياً بعد أن انْهار "هيكل" الإخوان المسلمين لم تعد تعترض على إقامة مثل هذه العلاقات مع "الكيان الصهيوني"!وهكذا فإنه إذا أراد إردوغان، الذي ثبت أنه "مناورٌ" من الطراز الرفيع، أن يكمل هذه الدائرة، وأن يُثبِّتَ أقدامه في فضاء تركيا الإقليمي فإن عليه ألاّ تأخذه العزة بالإثم، وأن يتجه إلى مصر كما اتجه إلى موسكو وتل أبيب، وبخاصة أن المفترض أنه يعرف أن أرض الكنانة، في هذا العهد وفي كل العهود، لها مكانتها الفاعلة، ولها دور رئيسي لا غنى عنه في هذه المنطقة، كما أنه يعرف أيضاً أن الشواطئ المصرية المتوغلة بعيداً في عمق البحر الأبيض المتوسط تتفوق على الشواطئ الإسرائيلية في مجال مخزون الغاز، وفي مجال الطاقة المستقبلية التي تريدها تركيا.