في أقل من 24 ساعة تصدت بلدة القاع اللبنانية الواقعة شمالاً على الحدود مع سورية، لهجوم إرهابي على مرحلتين، تخللته 8 عمليات انتحارية لم تحصد سوى 5 قتلى، إذ تمكن سكان البلدة من كشف تلك العمليات وإحباطها. ووسط تحذيرات من انزلاق البلاد إلى مواجهة كبيرة مرتبطة بالتطورات الإقليمية، خصوصاً ما يجري من ضغط عسكري على «داعش» في سورية والعراق، وعطفاً على ما جرى على الحدود الأردنية الأسبوع الماضي، ارتفع منسوب الاستنفار العام والعسكري بلبنان في محاولة لمواجهة أسوأ السيناريوهات.
في غضون ذلك، أثار انتشار مسلح غير مسبوق لأهالي القاع، شارك فيه النائب القيادي في «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا إلى جانب عدد من جهاز أمن حزب «القوات»، سجالات بشأن الأمن الذاتي.وقال زهرا أمس إنه تواجد «مع الشباب الذين حملوا السلاح تحت إمرة الجيش اللبناني في القاع، ولا أحد يريد أخذ دور الدولة»، لافتاً إلى أن «حمل أهالي القاع السلاح منَع مجازر أراد الإرهابيون ارتكابها، حين أطلق رجال البلدة النار على الانتحاريين، وأجبروهم على تفجير أنفسهم بعيداً من الناس».وفي حين وصل قائد فوج المغاوير السابق شامل روكز إلى القاع للمشاركة في الدفاع عنها، دعا رئيس الحكومة تمام سلام، الذي وصف حكومته، بـ»الفاشلة»، إلى «الابتعاد عن مظاهر الأمن الذاتي»، معتبراً أن «العملية ليست مفاجئة».
إلى ذلك، قرر «حزب الله» إلغاء الإحياء المركزي لليلة القدر أمس في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية لبيروت، وفي مساجد بعلبك كافة، نظراً إلى الأوضاع الأمنية.