هل كل رمضان ونحن بخير؟!
شهر رمضان مناسبة لتهذيب النفس وتكثيف العبادة ورقة القلب والتواصل الاجتماعي، وطي صفحة الخلافات والمشاحنات السابقة، ولذا عرف بشهر الرحمة والخير، ولكن هذا الخير بمعانيه الإيجابية الجميلة لا نجده بين المسلمين، وتبدل إلى ألوان من الشر والدمار في السنوات الأخيرة.
يحل على الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بكل معانيه المقدسة مادياً ومعنوياً، ويتبادل الناس في هذه المناسبة التهنئة والتبريكات ودعوات الخير والأماني السعيدة باعتبارها مناسبة خير وتفاؤل في رحاب الله عز وجل، وشهر رمضان الفضيل يمثل للمسلمين إحدى مصداقيات التقرب إلى الله والانصياع لأوامره في الامتناع عن الأكل والشرب وكبح جماح النفس عما هو مباح في بقية الأيام.شهر رمضان أيضاً مناسبة لتهذيب النفس وتكثيف العبادة ورقة القلب والتواصل الاجتماعي، وطي صفحة الخلافات والمشاحنات السابقة، ولذا عرف بشهر الرحمة والخير، ولكن هذا الخير بمعانيه الإيجابية الجميلة لا نجده بين المسلمين، وتبدل إلى ألوان من الشر والدمار في السنوات الأخيرة، والغريب أن المسلمين في مآسيهم المعاصرة ليس لهم أعداء وخصوم خارج إطار أمتهم الإسلامية، وبات العدو يدعي الإسلام ويزعم أن جرائمه ووحشيته ودناءة أفعاله من تعاليم هذا الدين. مع تجدد حلول شهر رمضان هذا العام أضيفت مآس أخرى وجرائم إضافية، والمزيد من إراقة دماء المسلمين على امتداد الدول المسلمة والشعوب التي يفترض أن يوحدها دين واحد، وتعبد ربا واحدا، وتتقاسم التعاليم والالتزامات نفسها، فهل نحن فعلاً بخير والأرض السورية تخضبت بدماء مئات الآلاف من الأبرياء؟ وهل نحن بخير والحرب مشتعلة على الحدود اللبنانية؟ وهل نحن بخير ومسلمو ليبيا ينحر بعضهم بعضا؟ وهل نحن بخير والنساء في العراق تذبح وتسبى وتباع كجوارٍ؟ وهل نحن بخير والمسلمون في السعودية تفجر أجسادهم وهم راكعون لله في المساجد؟ وهل نحن بخير والتلميذات في نيجيريا ومالي والصومال وإثيوبيا يخطفن من المدارس ويمارس بحقهن أبشع الجرائم الأخلاقية؟ وهل نحن بخير والناس تقتل في أسواق أفغانستان والباكستان وفي باصات النقل الجماعي؟وهل نحن بخير والمفخخات تحصد المارة في سيناء والقاهرة؟ وهل نحن بخير والإقليم الإسلامي بكامله قد تحول إلى أكثر مناطق العالم التي تفتقر للأمن والأمان والاستقرار، وأصبح كتلة من الدمار، والمسلمون تحولوا إلى سبة في جبين الإنسانية وممارسات الإرهابيين الذين ولدوا ونشؤوا في البيئات الإسلامية لم تترك أي لون من البشاعة والجريمة والحقد والكراهية؟هل نحن فعلاً بخير وقد تبجح أدعياء ديننا بأن الطريق إلى الجنة يمر عبر بوابة القتل والتنكيل وحرق الآدمي حياً، وتدمير المساجد وحز رؤوس الأطفال والنساء بدلاً من الصلاة والصيام والرحمة والسلام؟ هل نحن فعلاً بخير والكثير من علماء الدين والقيادات السياسية التي تتربع على منابر الدين وعلى عروش السلطة في الدول الإسلامية إما يباركون أو يدعمون مثل هذه الجرائم، أو أنهم أجبن من أن يتصدوا لها وهم يرددون على مسامعنا كل رمضان وأنتم بخير؟!