جنيف... هدنة تريدها إيران!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لم يكن هؤلاء وإيران من خلفهم يتوقعون أن تكون هناك "عاصفة الحزم" التي دمرت كل تطلعاتهم وأطماعهم، وأفشلت مخططاتهم، وكانوا يعتقدون أنهم سيواصلون ابتلاع الكعكة اليمنية قطعة بعد قطعة، وأنهم سيلغون شرعية الرئيس هادي ومَن معه، بحكم الأمر الواقع الذي بدأ يتجسد على الأرض، بدءاً بصعدة وانتهاءً بعدن وحضرموت وتعز والحديدة. والسؤال هنا هو: لماذا يا ترى ذهب هؤلاء، (الحوثيون وجماعة علي صالح)، إلى جنيف إذا كانوا فعلاً يحققون انتصارات مؤزرة كما يقولون ويدعون؟ وهذا بالطبع غير صحيح على الإطلاق! والجواب هو: لأن إيران هي صاحبة القرار، فهي التي أبلغتهم أن عليهم أن يذهبوا إلى جنيف وإلى غير جنيف، وأن يتلاعبوا بعامل الوقت بقدر الإمكان، مع الحرص على عدم إحراز أي تقدم فعلي، لإعطائها الفرصة، التي هي بحاجة إليها، لمعالجة الأوضاع التي غدت متردية على الجبهات الأخرى، وبخاصة الجبهة السورية، حيث بدأ انهيار نظام بشار الأسد أمام الإنجازات التي تواصل المعارضة تحقيقها في الشمال والجنوب وفي المناطق السورية كافة.ربما، بل أغلب الظن، أن الحوثيين وجماعة صالح سيوافقون في نهايات هذا اليوم على هدنة "رمضانية" تريدها إيران لمعالجة الأوضاع المتردية على الجبهة السورية، لكن لابد من الأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء - وفقاً للتوجيهات والتعليمات الإيرانية - سيبادرون حتماً إلى الارتداد على هذه الهدنة والتنصل منها بمجرد التقاط إيران أنفاسها... ولذلك فإن "عاصفة الحزم" يجب أن تبقى جاهزة ومستعدة لاستئناف عملياتها وبوتيرة أعلى كثيراً من الوتيرة السابقة.