«التضامن» إلى متى... ومن يتحمل المسؤولية؟

نشر في 19-06-2015
آخر تحديث 19-06-2015 | 00:05
No Image Caption
لم تكن النتائج المتردية ومحاولات الانسحاب من المباريات في دوري فيفا للموسم الماضي هي أول المطاف، ولن يكون إعلان الانسحاب من المسابقة بشكل كامل للموسم المقبل هو آخره، فقد نجح "أبناء العمومة" في الإجهاز على نادي التضامن مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بعد أن انقسم مجلس الإدارة إلى جبهتين مختلفتين ومتصارعتين ومتنازعتين، أتتا على الأخضر واليابس، وجعلتا من الماضي الجميل للنادي واقعا مريرا ومستقبلا مظلما ومخيفا بعد ان فضل كل منهما تحقيق مصالحه الخاصة على حساب النادي، وتم نقل الصراع إلى ردهات المحاكم ووسائل الإعلام دون مراعاة لتاريخ النادي الذي يعد أحد أعرق الأندية الكويتية، ودون الحفاظ على اللعبات الرياضية المختلفة التي كان للتضامن فيها على مر الأجيال والعصور صولات وجولات.

ولم يتوقع أكثر المتشائمين أن تتردى الأوضاع داخل "التضامن" إلى هذا الحد، وان تصل فيه العلاقة بين مجلس الإدارة المنقسم على ذاته إلى طريق مسدود، لكن من يزرع الريح لا يجني سوى العاصفة، فما بني على باطل سينتهي دون شك إلى باطل، وها هو نادي التضامن يجني اليوم ثمار القبلية والمحاصصة والمصالح الشخصية التي ضربت أطنابها في كل ركن من أركانه فصار مرتعاً وأرضا خصبة للتلاعب فيه ممن يتعاملون معه على اساس الملكية العائلية إلى درجة جعلت الخلافات والاختلافات بين مجلس الإدارة تحوله منذ ما يزيد على عام إلى جبهتين متنازعتين، كل منهما يشكك بنوايا الآخر وكل منهما يدلل على عدم مصداقية الخصم، ورغم ذلك كله لا أحد يحرك ساكناً لانقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الصرح الذي -للأسف الشديد- تحولت مقرات أغلب اللعبات الرياضية داخله، والتي كانت حتى وقت قريب، رافدا مهما للمنتخبات الوطنية، إلى مواطن أشباح بعد ان تراجع المستوى الفني بشكل مخيف، نتيجة تأثر اللاعبين سلبا بالنزاع والصراع الذي دب في المجلس بلا مبرر.

الانسحاب ثم الاعتذار

ولكم أن تتصوروا أن "التضامن" الذي كان يعمل له الجميع ألف حساب في لعبة كرة القدم، والذي أخرج يوما ما أحد أهم أساطير الكرة الكويتية الا وهو الفارس الأسمر فتحي كميل، وصانع الألعاب الموهوب الأنيق عبدالله وبران والمدافع الصلد جمال مبارك، وغيرهم كثيرون، ولعل آخرهم  فهد الهاجري لاعب المنتخب الاول والمنتقل حديثا الى نادي الكويت، احتل في الموسم المنصرم المركز الأخير في الدوري، بعد ان تلقى هزائم لم يتعرض لها من قبل وتكفي خسارته اكثر من مرة بالثمانية والسبعة، ليصبح حصالة الدوري.

وتحول التهديد بالانسحاب في النسخة الماضية لدوري فيفا إلى حقيقة، بعد أن تقرر عدم المشاركة في الموسم المقبل، وهو ما يعني أن الصراع بين جبهتي مجلس الإدارة وصل الى القضاء على لعبة الساحرة المستديرة تماما.

وبقية اللعبات في نادي التضامن ليست احسن حالا من كرة القدم، فعدد كبير من اللاعبين فيها هجروا النادي وانتقلوا إلى أندية أخرى، ومنهم من قرر اعتزال لعبته المفضلة، بعد أن سئموا تدهور الأحوال وغياب المسؤولين، والأجهزة الفنية والإدارية.

مسؤولية مشتركة للجميع

من دون أدنى الشك يتحمل الجميع مسؤولية ما وصل إليه التضامن، بداية من مجلس الإدارة الذي أجهز على النادي، وصولا إلى الموقف المتخاذل لأغلب رجالات وحكماء النادي الذين يكتفون بمشاهدة مسلسل التدمير، وآثروا الصمت دون تدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وهو ما يجعل الجميع يضعون حوله العديد من علامات الاستفهام، ولا يدل إلا على شيء واحد هو أن المصالح العائلية والقبلية والشخصية هي الأولى عند كثير ممن يدعون حرصهم وحبهم للنادي.

وصولا إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تتعامل مع الأوضاع بأيد مرتعشة مثيرة للريبة، فحتى الحديث عن تعريض النشاط الرياضي للإيقاف الدولي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية أو غيرها، في حال اتخاذ قرار بحل مجلس إدارة النادي مردود عليه، لأن إيقاف النشاط الرياضي أرحم كثيراً من تدمير جيل كامل من اللاعبين الأشبال والناشئين والشباب، والقضاء على مستقبلهم الرياضي في عدد كبير من اللعبات، خصوصاً وان الدستور والقوانين تنص على ان الحفاظ عليهم ورعايتهم مسؤولية الدولة، وهي اليوم ممثلة في الهيئة العامة للشباب والرياضة، التي لا نظن أن مسؤوليها فقدوا القدرة أو ضلوا الطريق لإعادة الأمور إلى نصابها السليم.

الجريدة. تدق ناقوس الخطر

"الجريدة" تدق ناقوس الخطر للجميع، من أجل التدخل لإنقاذ النادي، فهي ليست مع أو ضد جبهة من الجبهتين المختلفتين، بل مع اللاعبين واللعبات المختلفة، ومع ماضي النادي وحاضره ومستقبله فقط، فهل يستجيب مجلس الإدارة كاملاً دون استثناء ويتقدم باستقالته ليثبت الجميع انهم يضعون مصلحة النادي قبل مصلحتهم؟ وهل تكون للحكماء والرجالات قرارات حاسمة في المرحلة المقبلة ام سيستمرون في موقف المتفرج وانتظار المصالحة بين أبناء العمومة؟ وهل تمارس الهيئة العامة للشباب والرياضة الدور المنوط بها برعاية النشء وحماية الأندية من بطش المصالح؟ أم سيتحمل الجميع المسؤولية كاملة في حال استمرار الأوضاع الحالية؟!

back to top