على الرغم من أن المسلمين أقلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإنهم يمارسون حياتهم ويؤدون شعائرهم بحرية ودون تقييد أو تضييق سواء من الأغلبية غير المسلمة أو من جانب الحكومة، هذا ما أكده في حواره مع "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، رئيس الجمعية الإسلامية ومفتي جمهورية الكونغو الديمقراطية فضيلة الشيخ علي مويني، محذراً من الخلاف بين المسلمين وقال إن فرقتهم سبب ضعف مكانة الإسلام والمسلمين في العالم.. وفيما يلي نص الحوار:
• كيف انتشر الإسلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية؟عن طريق التجار العرب الذين كانوا يزورون أراضي الكونغو الديمقراطية بشكل متصل لأغراض تجارية في القرن الـ19 ومنهم من استقر في المنطقة وساهم تعاملهم السلس مع المواطنين الأفارقة وأخلاقهم السمحة النابعة من تعاليم الدين الإسلامي في نشر الإسلام واعتناق كثيرين له.• كم يقدر عدد المسلمين في بلادكم؟- حوالي خمسة عشر مليون مسلم من تعداد سكان الجمهورية الذي يصل إلى حوالي 68 مليون نسمة.• ماذا عن حال المسلمين هناك؟- حالهم طيب وجيد يؤدون صلواتهم ويصومون ويتصدقون ولديهم حرية في ممارسة شعائر دينهم، ولا يواجه المسلمون مشكلة في أداء الشعائر في الكونغو الديمقراطية.• ما شكل العلاقة بين المسلمين والأغلبية المسيحية هناك؟- نعيش في وئام ومودة مع الأغلبية المسيحية بشكل يمكننا من تشكيل مجلس لرؤساء الأديان المعترف بها في الكونغو الديمقراطية الذي من شأنه حل المشاكل مع الجميع بمحبة وإيجابية، مستغلين أن الدولة لا تفرق بين مواطنيها على أسس دينية وهناك تسامح تجاه المسلمين وتحرص الشخصيات الرسمية على المشاركة في أعيادنا.• هل يواجه المسلمون مشكلات من الأغلبية المسيحية أو الحكومة؟- إطلاقا فوضع المسلمين جيد بصفة عامة، وهم جزء من كل ونعيش في مجتمع واحد نحرص جميعا على التعايش السلمي مع الجميع يجمعنا السلام والتفاهم والاحترام لأن المسلم الملتزم دينيا والحريص على أداء صلواته الخمس تجده يعتاد على مساعدة المحتاج ومتمسكا بتعاليم دينه لأنه يدرك أنه نموذج للإسلام أمام الجميع.• ماذا عن المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي؟- هناك تعاون مع كثير من المؤسسات والمنظمات الإسلامية ونتمنى مضاعفة عدد المنح المقدمة من الدول الإسلامية لأبناء مسلمي الكونغو لنشر الثقافة الإسلامية الوسطية الصحيحة والمساهمة في الارتقاء بمسلمي الكونغو عبر عمل تنموي، ونحن نحتاج إلى الدعم المعنوي من المؤسسات الإسلامية التي تتبنى الفكر الديني الوسطي وتعد الأئمة والدعاة نظرا للحاجة الشديدة لمسلمي الكونغو الديمقراطية لمعرفة أحكام دينهم.• هناك من يقول إن الحضارة الإسلامية أصبحت على هامش التاريخ، فما رأيك؟- هذا كلام غير صحيح فالإسلام سوف يعلو وسوف ينتشر في جميع أنحاء العالم إن شاء الله.• كيف ترى أوضاع المسلمين في الغرب؟- هناك بعض المسلمين يمارسون شعائر الدين بحرية، لكن بعضهم مرهقون لأن صورة الإسلام في الغرب الآن أصبحت غير جيدة، كما تقوم وسائل الإعلام بمحاربة الإسلام يوميا ولا تكاد تمر 30 دقيقة في أي شاشة تلفزيونية إلا وتسمع عن الإسلام تهمة أو شبهة.• وما السبب برأيك؟- بعض الناس في الغرب يربطون بين الأعمال الإرهابية والإسلام، ويجعلون دين الإسلام ديناً للإرهاب والتشدد على حد فهمهم. الإسلام في الغرب ربما يكون جيدا لكن وسائل الإعلام هناك تحارب الإسلام بدلا من محاربة الإرهاب ومظاهره يحاربون الإسلام والمسلمين لعدم فهمهم الإسلام بحقيقة تعاليمه السمحة التي تنبذ العنف والتطرف.• ما رأيك في الجماعات الإرهابية والمتشددة مثل "داعش" و"بوكو حرام"؟- هم على خطأ بين، ويحتاجون إلى تصحيح أفكارهم وفهم الإسلام بشكل جيد، وينطبق عليهم قوله تعالى في سورة البقرة: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ". (البقرة: 12:8).• لماذا يلجأون إلى العنف؟- هم أعداء للإسلام وليسوا أتباعه أو مناصريه، فهم يقدمون صورة غير صحيحة عن الإسلام والمسلمين، ويفعلون ما يفعلونه لأنهم يحقدون ويحسدون المسلمين.• من وجهة نظرك كيف تكون مواجهة هذه المنظمات؟- بالرجوع إلى القرآن والسنة المطهرة، فإذا حدث ذلك سوف يتأكدون من خطأهم وأنهم كانوا على ضلال وسوف يحسنون إسلامهم.• أين دور العلماء من هذه القضية؟- نحتاج الى العلماء في هذا الوقت لأن قلة العلماء هو الذي يجعل الناس يفهمون الإسلام فهما غير صحيح، فاجتماع علماء المسلمين للتفكير في معالجة القضايا الإسلامية وتصويب الأفكار الخاطئة لدى البعض وتصحيح الصورة المعكوسة التي تصدر للداخل والخارج جيد ومطلوب.• ما وسائل تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام؟- علينا أن نوحد جهودنا للتصدي لكل ما يسيئ الى الإسلام وأن نظهر بمظهر يليق بديننا أمام العالم ولابد من توحيد الصف لمحاربة الإرهاب والفكر المتشدد من أجل تحقيق السلام بين الأمم ومواجهة أعداء الأمة ونبذ الطائفية والعمل على نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ولابد من إحياء أخلاق الإسلام في التعامل بين الناس وأن المسلمين دعاة إخاء وتعاون وحوار وأصحاب رسالة إنسانية حضارية تدعو إلى السلام واحترام الآخر.
توابل - دين ودنيا
مفتي الكونغو الديمقراطية الشيخ علي مويني لـ الجريدة.: الإسلام جاءنا عبر التعاملات السمحة للتجار العرب
19-06-2015