إنها لقاء الخميسي التي لم تشعر لحظة واحدة أن اسم جدها الكاتب والفنان الكبير عبد الرحمن الخميسي، من الممكن أن يصنع لها عقدة قد تطاردها في لحظة ما، لكنها تعترف أن اسمه كان حماية لها ولموهبتها، وأحد الأدلة على مجيئها من مناخ فني وثقافي يسهّل لها عملية النجاح.

Ad

وإذا سألت لقاء ممَّ تخاف، تجيبك على الفور أنها تخاف بشدة من البحر، رغم أنها تجيد السباحة ومن مواليد برج الحوت، فالبحر بالنسبة إليها مجهول مخيف لا تعلم عنه شيئاً.

وتخاف العجز والتقدم في السن والمرض، وتحاول الهرب، طوال الوقت، من فكرة أنها ستكون عجوزاً في الستين أو السبعين من عمرها.

العصبية تحتل المرتبة الأولى في قائمة سمات شخصية لقاء، وقد  نجحت في ترويضها بعد زواجها من الكابتن محمد عبد المنصف، وتأسيس حياة زوجية ناجحة رغم اختلافهما الشديد في أمور كثيرة، فهو هادئ، وهي سريعة الإيقاع، هو لا يجيد التعبير عن مشاعره، بينما هي تملك مشاعر فياضة، هو جاد طوال الوقت،  في حين هي مهرجة وضاحكة معظم الوقت، قد تغير من المعجبات به، بينما هو لا يغير عليها أبداً وهذا ما (يفرسها) منه.

باختصار هما مختلفان في الطباع، ولكن متفقان في الحياة.

لحظات حلوة ومرة

قلت لها: مين بيجيب أجوان عاطفية أكثر من التاني؟

أجابت: أنا طبعاً، لأني أعرف كلمة السر في انتعاش الحياة الزوجية، وهي التغيير، في حين أن الكلمة التي تقتل الزواج اسمها الملل والتكرار.

متى أخرج لك عبد المنصف الكارت الأصفر أو الأحمر؟

ضحكت وردت: ولا مرة الحمد لله.

أما اللحظة التي فقدت فيها لقاء توازنها، فكانت يوم وفاة والدها، الذي تقول عنه: {هو من صنع شخصيتي، ورسم طريقي، وجعلني واثقة من نفسي، ومن أحلامي، وأذكر أنه تُوفي قبل عرض فيلمي {عسكر في المعسكر} بأربعة أيام، وكانت صدمة كبيرة لي}.

للقاء طقوس خاصة تمارسها أثناء اليوم، تبدأ صباحها بفنجان نسكافيه، وتختم يومها بسماع أغنية لأم كلثوم.

أمور كثيرة تغضبها، أبرزها الكذب والخيانة، وتعترف أنها تعرضت لخيانة أقرب الأصدقاء إليها، لكنها تماسكت وتمالكت مشاعرها، وقررت ألا تنهار.

ولم تفكر أبداً في الذهاب إلى طبيب نفسي، لكنها لجأت في إحدى فترات حياتها إلى معالجة نفسية كانت تزورها في البيت، من حين إلى آخر كي تسمعها، والمشكلة التي  اعترفت بها لقاء أنها لا تتوقف عن التفكير طوال الوقت، ما يجهد جهازها العصبي.

أما اللحظة التي تصعب فيها على نفسها، فلدى شعورها بأنها مظلومة، وتؤكد أن الظلم كان له نصيب كبير في حياتها، هنا تتولى دموعها مهمة المتحدث الرسمي عن أوجاعها.

وإذا فاض بها الكيل ممكن أن تهرب إلى البحر لتصرخ هناك بأعلى صوتها من دون أن يراها أحد أو يسمعها.

واللازمة التي تقولها طوال الوقت في أثناء الحوار معها هي Sure.

إنها الكلمة التي تقولها بمعدل عشر مرات في الدقيقة من دون أن تنتبه.

على غرار نساء كثيرات  لقاء مهووسة بـ {الشوبنغ}، وقد تشتري أشياء لا تستخدمها أو تشتري أشياء بأثمان مرتفعة رغم أنها رخيصة، ما يزعج زوجها عبد المنصف.

وتسعى لقاء إلى أن تكون متوازنة مع نفسها، فهي لا تفعل شيئاً ضد إرادتها، وصريحة لدرجة الصدمة في كل آرائها، ولديها إحساس دائم بعدم الرضا عما فعلته، لأنها تنشد الكمال، لذلك تفعل كل شيء بنفسها، والنتيجة أنها تنهار من كثرة الأعباء التي تتحملها، وبمجرد أن ترتاح تعود إلى ما فعلته مرة أخرى لتنهار من جديد.

كتاب مفتوح

ومن الأمور التي تحيرها أنها تبدو غير مفهومة بوضوح للآخرين، أحياناً، رغم أن من السهل قراءتها منذ طلتها الأولى، كما أنها تصدق أي كلمة تسمعها، لأن إحساسها ومشاعرها يتصدران طول الوقت ومع أي شخص.

ولقاء من النساء اللواتي يجدن فكرة تصدير الاستفزاز لمن  يستفزهن مهما كان، أما الأمر الذي تعاني منه فهو عدم التقدير.

وتملك لقاء وصفة سحرية تداوي بها أي جروح نفسية قد تعاني منها، وتعطي دائما مبررات للآخرين.

وهي جريئة في خياراتها، خصوصاً ما يتعلق بملابسها، لأنها من عشاق الموضة، ومتابعة جيدة لأحدث صيحاتها وأبرز تقاليعها وأشهر مصمميها.

أجمل ساعة في اليوم عندها ما بعد منتصف الليل، حيث الهدوء والوحدة والصمت والقدرة على التأمل، على حد قولها، وأجمل إطراء تسمعه أن فيها من روح سعاد حسني، وأجمل لحظة تعيشها اسمها النجاح، وأجمل حلم تتمنى أن يتحقق أن يعود بها الزمن إلى الوراء ويتوقف عند مرحلة الطفولة.

تعترف لقاء بأن قلبها ليس دليلها وأحياناً كثيرة يغشها، خصوصاً في العلاقات الإنسانية والعمل، مؤكدة أنها تحسبها (غلط).

وتعترف أنها صدمت في قصة حب واحدة فقط.

وتعترف أنها لا تمانع من إبداء أسفها، إذا أخطأت في حق الآخرين.

وتعترف أن ابنها أدهم هو نقطة ضعفها، وأن نقطة قوتها هي علاقتها بربنا.

سألتها: لو فيه مباراة بين قلبك وعقلك.. من سيفوز فيها؟

ردت: قلبي مع الأسف.