«بروموهات المسلسلات»... منافسة شرسة بين سطوة التقليدية والابتكار

نشر في 19-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-06-2015 | 00:01
مع انطلاق موسم رمضان المزدحم بعشرات الأعمال الفنية والمسلسلات والبرامج، يلجأ القيمون على تلك الأعمال إلى سلاح «البروموهات» التي تسبق العرض لاستقطاب أكبر نسبة من المشاهدين منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل.
يرى المخرج سعيد حامد أن البروموهات  تؤدي دوراً مهماً، ومن شأنها رفع أسهم العمل في حال نفذت بذكاء وحازت نسبة عالية من الترقّب.  وفي حال أسيء توظيف المعاني واللقطات فإن الأمر ينعكس سلباً على العمل الذي يفقد تشويقه بسبب تشويه الدعاية الاستباقية له، مطالباً صناع الأعمال بعدم الاكتفاء بتنفيذ برومو ناجح، إنما التأكد من الوسيط الذي  سيعرضه ويحسن بثه في أوقات معينة، وهي عوامل تحسم سباق البروموهات في المواسم المزدحمة .

يتابع: «بالنظر إلى مجمل البروموهات التي  عرضت قبل شهر رمضان، كوّن المشاهد انطباعاً إجمالياً عن القضايا التي ستناقشها  المسلسلات هذا العام، ليتجاوز البرومو الدور الترويجي إلى تمكين المشاهدين من قراءة القصص الرئيسية والمضامين المختلفة التي ستتمحور حولها الأعمال هذه السنة، وهو ما يمكن صناع العمل من تلقي  ردود الفعل وقياس مدى رضا الناس عن الأعمال أو الدفع بغيرها أو تغيير خريطة عرض القنوات وفقاً لرغبة المتابعين.

الفكرة الأساسية

يوضح الناقد الفني طارق الشناوي أن فكرة البرومو ساهمت في تطور الأعمال وعرضها على المستويين البصري والإخراجي البحت، فمنطق المنافسة يدفع دوماً إلى التحسين، وفي عصر ما قبل البرومو والمقتطفات التي تعرض عبر الوسائط الحديثة إلى جانب التلفزيون، امتازت الأعمال بشيء من التقليدية، وكان المشاهد ينتظر بداية العمل ليتعرف عليه وعلى فكرته والنجوم المشاركين فيه.

يبدي الشناوي استياءه من اعتماد البرومو، راهناً، على الإثارة، مع إبراز نقاط قوة العمل الفني، موضحاً: «باتت تلك المقاطع الترويجية للعمل، في غالبيتها، تجمع بين راقصة ومطرب شعبي ولقطات سريعة. بالالتفات إلى القيمة المطلوبة من البرومو بوصفه «عنواناً للعمل»، يتعين على المخرج أن يصنعه على مستوى عال من المهارة والدقة، خصوصاً لو كان ينافس ضمن حزمة متنوعة من الوجبات الفنية في موسم على غرار رمضان».

يتابع: «ثمة بروموهات مستواها متواضع لكنها تسوّق لنفسها جيداً بشكل متوازن وشامل، ويعكس إدراك القيمين على العمل كمادة أساسية ومهمة، أثبتت نجاحها وينتظرها الجمهور ليحكم على العمل، في المقابل ثمة أعمال جيدة للغاية لم تنل القدر الكافي من المتابعة والاهتمام، لضعف البروموهات التي يقدم من خلالها».

 

أحكام استباقية

رغم الدور المهم الذي  يؤديه البرومو إلا أنه يصبح «نقمة» أحياناً، برأي أشرف عبدالباقي، فبمجرد صدوره يفتح الباب إلى الأحكام الاستباقية والانطباعات التي قد لا تكون صحيحة، «وهو ما رأيناه في أكثر من عمل لسنوات متتالية»، مشيراً إلى أن القيمين على المسلسلات وغيرها قد يجيدون صناعة عمل متكامل بمكوناته كافة، ليأتي المخرج، على سبيل المثال، ويحاول تقديم رؤيته الخاصة ووجهة نظره الإبداعية في العمل عن طريق البرومو فيفسد كل شيء.

يضيف: «الدول المتقدمة في صناعة الأعمال الفنية قادرة على إنتاج بروموهات «مذهلة»، قد لا تكون معقدة بقدر ما تعرف جيداً ما يريد المشاهد من فكرة البرومو بوصفه كبسولة مكثفة وخاطفة، تعتمد على التشويق، قدر الإمكان، من دون الإخلال بالتعريف بالعمل، وعلينا فورا تأمل الطرق التي تظهر كل يوم في الخارج وتضمن أحسن الوسائل للترويج للعمل والتعبير الجيد عن محتواه».

يتابع: {شخصياً، أنا معجب بتجارب أسندت بروموهات أعمال مهمة إلى شخص واحد محترف للغاية في هذه الجزئية تحديداً، بينما الأمر لدينا يجب أن يخرج من يد المخرج والمؤلف والمنتج، ولا يخلو بالطبع من تدخلات النجوم لضمان أكبر مساحة داخل البرومو}.

 بدوره يشير المخرج خالد يوسف إلى أن ثمة تطوراً ملموساً لأسلوب الدعاية لمسلسلات رمضان، ويقول: {صحيح أن البروموهات حصدت  آلاف المتابعات والمشاهدات على مختلف وسائل العرض، إلا أن الكواليس تحمل سلبيات متعلقة بتنازع أبطال العمل الواحد على حصص الظهور المحسوبة في البرومو، انتقادات الخبراء لمشاهد لا يرضون عنها ما يسرّع الابتعاد عن العمل، وفي أحيان أخرى لا يخرج البرومو بشكل سليم، وقد يحرق الأحداث، وكثيراً ما نوهت إلى أن {الإسهاب} ليس من وظيفة البرومو}.  

يضيف: {العبارة القائلة إن البروموهات سلاح ذو حدين صادقة إلى حد بعيد، فبإمكان البرومو الدعائي أن يصيب الهدف أو يبعد المشاهد عن العمل}.

 

منافسة شرسة

تتلخص المنافسة هذا العام في مجموعة من بروموهات لمسلسلات أبرزها: «مريم» لهيفاء وهبي، «العهد» لغادة عادل وآسر ياسين، «بعد البداية» لطارق لطفي ودرة، «حالة عشق» لمي عزالدين، «الكبير أوي» الجزء الخامس لأحمد مكي، «الكابوس» لغادة عبدالرازق، «تحت السيطرة» لنيللي كريم، «أستاذ ورئيس قسم» لعادل إمام، «ذهاب وعودة» لأحمد السقا.

back to top