مع إعلان الإدارة الأميركية أملها في إنهاء الحملة العسكرية على "داعش" قبل نهاية صيف 2017، بدأ "جيش سورية الجديد" المدعوم أميركياً وبريطانياً، هجوماً كبيراً على خطوط إمداد التنظيم المتطرف بين العراق وسورية، وأحرز تقدماً مهماً باتجاه مدينة البوكمال في محافظة دير الزور.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، فإن "الجيش الجديد"، الذي تأسس في نوفمبر 2015 ويضم مئات المقاتلين من دير الزور وحمص تلقوا جميعهم تدريبات في معسكر تابع للتحالف الدولي في الأردن، حقق تقدماً خلال الليل وتمكن من السيطرة على مطار الحمدان (5 كلم شمال غرب البوكمال)، بهدف الوصول إلى القوات العراقية في الجانب الآخر من الحدود.

Ad

وأعلن المتحدث باسم "الجيش الجديد" مزاحم السلوم، أن الهدف هو "قطع خطوط داعش العسكرية بين سورية والعراق بشكل رئيسي، وفي مرحلة ثانية السيطرة على البوكمال"، المقابلة لمدينة القائم في الجانب العراقي، التي يسيطر التنظيم عليها منذ يونيو 2014.

ولاحقاً، أعلن السلوم انتهاء المرحلة الأولى من هجوم البوكمال، مؤكداً انسحاب قوات «جيش الجديد» إلى البادية، بعد أن أجبرت على التقهقر أمام هجوم مضاد شنه تنظيم «داعش».

غارات وقطع رؤوس

وترافق وصول "الجيش" إلى بعد 5 كيلومترات من البوكمال من جهة البادية، مع استهداف طيران التحالف لعدة مواقع بالعديد من الغارات على أطراف المدينة ومنطقة الصناعة ومستشفى عائشة.

وبحسب المرصد، فإن "داعش"، الذي خسر في مارس معبر تنف السوري مع العراق لصالح فصائل المعارضة، أقدم على قطع رؤوس 5 شبان من البوكمال بتهمة التعاون مع "جيش سورية الجديد والقوات الصليبية"، مشيراً إلى أنه حصل على نسخة من شريط مصور يظهر العملية.

جبل الأكراد

وفي اللاذقية، بدأ "جيش الفتح" المرحلة الثانية من معركة "اليرموك" بسيطرته على أربعة مواقع لقوات النظام وميليشياته في جبل الأكراد وهي تل أبوعلي وأرض الوطى وتلة الحدادة وقرة عين القنطرة، لتصبح بذلك على مشارف بلدة كنسبا.

وفي حين اعتبر مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت مكغورك، أن العملية العسكرية في منبج ستوفر الظروف الملائمة للزحف إلى الرقة، قتل 5 على الأقل وأصيب 15 جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض، التي انتزعتها قوات سورية الديمقراطية (قسد) الشهر الجاري من "داعش".

وأفاد مصدر في "قسد"، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها، بأن "السيارة المفخخة استهدفت مقر دار الشعب التابع للإدارة الذاتية الكائن في الشارع الرئيسي بتل أبيض في ريف الرقة الشمالي".

مفاوضات جنيف

ووسط أنباء عن انتهاء "لجنة العقد الاجتماعي" للأحزاب الكردية من صياغة بنود مسودة القانون الفدرالي تمهيداً لتقديمه للمجلس التأسيسي للتصديق عليه وتطبيقه كنظام داخلي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، هددت 24 منظمة غير حكومية بالانسحاب من مفاوضات "جنيف"، التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا إلى استئنافها الشهر المقبل.

وفي رسالة موجهة إلى الأمين العام للامم المتحدة، كتبت هذه المنظمات، وبينها الدفاع المدني السوري والشبكة السورية لحقوق الإنسان واتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية، أن حصيلة الضحايا المتزايدة تجعل مشاركتها في المفاوضات "لا معنى لها وحتى دون فائدة".

وجاء في الرسالة: "إذا لم يتم التوصل إلى آلية جدية لحماية المدنيين وفرض احترام وقف الأعمال القتالية، فإننا نرى أن من المستحيل أن نواصل مشاركتنا في محادثات جنيف"، مضيفة: "بعد خمس سنوات من النزاع، منظماتنا تريد سلاماً عادلاً وليس فقط عملية سلام".

ومع توسيع العمليات العسكرية، أبلغ بريت ماكغورك الموفد الخاص للرئيس باراك أوباما لدى التحالف الدولي، لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، بأن "إنجاز الحملة على داعش بشكل أسرع بكثير مما هي عليه اليوم، على أمل أن تنتهي قبل نهاية صيف 2017"، موضحاً أن أراضي التنظيم الدولة تتقلص حيث خسر في 18 شهراً "50 في المئة منها في العراق و20 في المئة بسورية، لافتاً إلى أن التحالف يقتل قادة جهاديين بوتيرة "واحد كل ثلاثة أيام".

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)