القادة الأوروبيون يتشاورون للاعداد لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا

يعقدون اجتماعاً اليوم للمرة الأولى دون مشاركة لندن

نشر في 29-06-2016 | 12:09
آخر تحديث 29-06-2016 | 12:09
بريطانيون يتظاهرون في لندن ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي
بريطانيون يتظاهرون في لندن ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي
يعقد القادة الأوروبيون اجتماعاً صباح اليوم الأربعاء في بروكسل للمرة الأولى دون مشاركة لندن من أجل تحديد آفاق جديدة للمشروع الأوروبي الذي لا يزال يعاني من تبعات صدمة خروج بريطانيا.

ووافق قادة الدول الـ27 الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي على منح بريطانيا مهلة قبل إطلاق آلية الخروج رسمياً مع التشديد على أنهم لن يقبلوا الانتظار «طيلة أشهر».

وحذرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل البريطانيين بأنه لن يحق لهم «انتقاء ما يريدون» في علاقتهم المستقبلية مع الكتلة الأوروبية، وذلك حرصاً منها على عدم انتقال العدوى إلى دول أخرى.

ومع مغادرة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، توجهت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن إلى بروكسل لتقييم فرص انضمام اسكتلندا إلى الكتلة الأوروبية ككيان مستقل.

ويُفترض أن تلتقي ستورجن التي تترأس الحزب الانفصالي قبل ظهر الأربعاء رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز لكن أي لقاء ليس مقرراً في الوقت الحالي مع رئيسي المفوضية أو المجلس الأوروبي.

وكانت ستورجن قالت في نقاش حول خروج بريطانيا في البرلمان الاسكتلندي «إذا خرجنا من أوروبا فسيكون رغماً عنا»، مشددة على أن الاسكتلنديين «صوتوا بوضوح من أجل البقاء» وكانت نسب التأييد 62%.

وبعد خمسة أيام على الصدمة التي أحدثها قرار الخروج، أمهل القادة الأوروبيون بريطانيا بعض الوقت مساء الثلاثاء لبدء اجراءات الخروج.

عودة الهدوء

أعلن رئيس الملجس الأوروبي دونالد توسك أمام صحافيين إثر عشاء للدول الـ28 أن قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يقرون بضرورة «اعطاء الوقت لعودة الهدوء».

وشدد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على أن تبدأ لندن «بأسرع وقت ممكن» آلية خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ولم يتراجع كاميرون عن موقفه حول هذه النقطة وكرر أنه سيترك لخلفه مهمة تطبيق «بند الخروج» في إشارة إلى المادة 50 من معاهدة لشبونة.

وكرر كاميرون التأكيد على أن «قرار تطبيق المادة 50 يعود إلى الحكومة المقبلة بعد أن تحدد الهدف الذي تريد تحقيقه».

وفي مشاركته الأخيرة في قمة أوروبية، اضطر كاميرون إلى شرح هزيمته المؤلمة في الاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو وصوّت فيه 52% من البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ودافع كاميرون عن قراره اجراء الاستفتاء «أنا آسف للنتيجة بالطبع لكنني لست نادماً على تنظيم الاستفتاء لأنه كان الأمر الصواب».

وعلّق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قائلاً «كان متأثراً... كان يشعر أنه قرار تاريخي وبأنه مسؤول»، مضيفاً أن أحداً من المشاركين «لم يكن يرغب في اذلال كاميرون لأن ذلك كان سيعني اذلال الشعب البريطاني».

انتقادات

في المقابل كانت الانتقادات من نصيب معسكر مؤيدي الخروج، وتساءل يونكر «ما لا أفهمه هو عدم قدرة الراغبين في الخروج عن اطلاعنا على ما يريدونه فعلاً».

ومنذ الفوز المفاجئ لمعسكر الخروج، بدأ مسؤولون فيه بالتراجع عن بعض الوعود التي قاموا بها خلال حملة الاستفتاء.

ودعا كاميرون في بروكسل إلى إقامة «علاقة وثيقة إلى أقصى حد» بين لندن والاتحاد الأوروبي بعد الخروج، مشدداً على أن الدول الـ27 الأخرى ستبقى «جيراننا واصدقاءنا وحلفاءنا وشركاءنا».

وقالت ميركل أن «الاتحاد الأوروبي قوي بما يكفي لتجاوز انسحاب بريطانيا والاستمرار في المضي قدماً حتى بعضوية 27 دولة».

ودعت ألمانيا وفرنسا وايطاليا، الدول الثلاث التي تعتبر من دعائم الاتحاد ومؤسسيه والقوى الاقتصادية الثلاث الكبرى في منطقة اليورو، إلى اعطاء «دفع جديد» للمشروع الأوروبي الذي لا تزال ملامحه غامضة.

وحذّر يونكر بأن الدول المؤسسة للاتحاد «ليست الوحيدة التي تضع المشروع»، ملمحاً بذلك إلى وجوب عدم تجاهل دول أوروبا الشرقية التي تبدي استياء لعدم اشراكها بصورة كافية.

back to top