صاحب المفردة الكويتية الأصيلة... الشاعر بدر بورسلي: (3-5)

هربت من حرارة شهر أغسطس لأقدم سهرة «أبيض وأسود»

نشر في 30-06-2016
آخر تحديث 30-06-2016 | 00:03
يتمتع الشاعر القدير ومقدم البرامج بدر بورسلي برصيد وافر من الأعمال الغنائية الناجحة وصل فيها إلى مصاف أفضل شعراء الأغنية في الكويت والخليج العربي، نظراً لأسلوبه الفريد في الوصف، الذي قلما وجد لدى شاعر غنائي آخر، لذا لاقت أعماله الغنائية قبولاً ودخلت القلوب بفضل عذوبتها، وساهم في انتشار الأغنية الكويتية في أنحاء العالم العربي.
ولج بورسلي مجال تقديم البرامج التلفزيونية، من خلال «أبيض وأسود» تحت قيادة المخرج أمين الحاج ما تقي (والد الفنان خالد أمين)، الذي نجح واستمر فيه لعدة دورات لتلفزيون الكويت، ثم قدَّم «شي ما شفتوه»، وكان السبب في إطلاق هذا الاسم فوزي التميمي.
أما المخرج الإذاعي الكبير الراحل منصور المنصور، فقد استقطبه للتقديم الإذاعي، لأنه يمتلك صوتاً إذاعياً، وشارك معه في العديد من البرامج المنوعة. أما البرنامج الذي أطلق نجوميته عبر الأثير، فهو «كلمة راس»، وتناوب على إخراجه سامي محمد وبدر السبيعي.
وشارك بورسلي في الكتابة للمسرح عبر توظيف الأغنية في الدراما، من خلال «ضعنا بالطوشة» للمسرح الشعبي، ثم مع عبدالحسين عبدالرضا في «باي باي لندن». وإليكم تفاصيل الحوار:
● كيف تحولت إلى تقديم البرامج؟

- جاءت مرحلة تقديم البرامج عام 1975، حيث كنت مخرجاً، وبسبب كسلي، كلفني حافظ عبدالرزاق، الذي كان مسؤولاً عن المنوعات في التلفزيون، بسهرات منوعة لفترة الصيف، واخترت بعض الأماكن الخارجية التي يسودها الحر الشديد، مثل الخباز وغيره، وذلك في أغسطس، لكن وردتني فكرة شاهدتها أثناء دراستي في أميركا، وهي "الأبيض والأسود"، التي تعتمد على الأرشيف التلفزيوني، وهذا يعني أنني لن أخرج في الحر، وعرضت الفكرة عليه فقبلها، ثم عرضت على النجمة والإنسانة الطيبة وهي من أسباب نجاحي أمينة الشراح تقديمه، لكنها لم تستحسن الفكرة، فاضطررت لتقديمها وتعمدت عدم كتابة اسمي، خوفاً من الفشل، وقدمت سهرتين مدة الواحدة ساعة كاملة، وانتهت مهمتي، وعدت إلى إخراج "شبكة التلفزيون" لعبدالرحمن النجار.

طلبني وكيل التلفزيون، آنذاك، محمد السنعوسي، وإذا طلبك المسؤول يعني ذلك أن ثمة خطأ ارتكبته، ذهبت إليه فقال لي أريدك أن تقدم "أبيض وأسود"، وتخفيض مدته من ساعة إلى نصف ساعة، وكان مخرج البرنامج أمين الحاج، وبقدرة قادر نجح، واستمر أربع أو خمس دورات، أنا محظوظ في حالات كثيرة، ومنذ ذلك اليوم، استمررت في تقديمي للبرامج، وتوقفت عن الإخراج.

«شي ما شفتوه»

● وماذا عن برنامج "شي ما شفتوه"؟

- الفكرة ليست من ابتكاري، بل شاهدتها في الخارج، أخذت المشاهد من المخرجين الذين كانوا متعاونين معي، وقدموا لي الأخطاء الحقيقية، ولدى بحثي عن اسم للبرنامج قصدت فوزي التميمي، وكان وكيلاً للمالية بوزارة الإعلام، وشرحت له الفكرة، فقال لي "شي ما شفتوه".

● أين كان موقع تلفزيون الكويت القديم؟

- على البحر مقابل الأبراج حالياً، لم يكن المكان بضخامة المبنى الحالي، إنما كان عبارة عن "شبرات" للإدارة والسينما والاستديوهات، ثم أنشئت واحدة لإدارة البرامج، وفي الخلف للخدمات الإنتاجية، وكانت الإنتاجات العظيمة مثل "درب الزلق"، وغيرها تصور في استديو (2)، وخصص استوديو البث لنشرات الأخبار، ثم استُحدث استديو (3).

● صف لنا الأجواء قديماً؟

- زرع محمد السنعوسي ورضا الفيلي وجاسم شهاب وأمل جعفر وباسمة سليمان وأمينة الشراح ومجموعة ممن سبقونا في ذلك المكان، حباً وإخلاصاً وتفانياً وغيرة على العمل وقيمة للتعاون والتسابق على الإنتاج، ولم يبخل أحد بإسداء النصيحة.

العمل مع الإذاعة

● من استقطبك لتقديم البرامج الإذاعية؟

- استقطبني المخرج الكبير الراحل منصور المنصور، حيث قال لي مادحاً إن صوتي إذاعي، فقدمت معه العديد من البرامج، وكانت معي ألطاف السلطان في برنامج عن أيام رمضان بعنوان "أوراق شعبية".

كلمة راس

● ما البرنامج الذي أسهم بشهرتك؟

- البرنامج الذي قدمني للجمهور كان يبث في إذاعة البرنامج الثاني، ويحمل عنوان "كلمة راس"، ويذاع ظهر الخميس من كل أسبوع، وهو امتداد لبرنامج "رسالة" لمحمد السنعوسي، و"استراحة الخميس" لعبدالله المحيلان، واستمر لمدة طويلة، وشعرت حينها بأن الإذاعة أسهل من التلفزيون، ومساحة الحرية أكثر، إذ تضع الغترة على رأسك وتنسفها "جريمبه". أما في التلفزيون، فأنت تكون قلقاً حتى من وضع العقال، بحرص شديد، لكي لا يكون أعوج.

لقد شعرت بارتياح كبير في الإذاعة، إذ عملت مع المخرج سامي محمد، ثم بدر السبيعي في "كلمة راس"، وعملت أخيراً مع المخرج وليد سراب، ولا أنسى تجربتي معه في برنامج "خمس دقايق" عن اللهجة الكويتية عبر أثير "مارينا fm"، وقد نال نصيبه من النجاح.

ضعنا بالطوشة

● كيف تقيِّم تجربتك مع المسرح؟

- تجربة رائعة، عبر توظيف الأغنية في الدراما المسرحية، وخضت غمارها أولا من خلال مسرحية "ضعنا بالطوشة" لفرقة المسرح الشعبي عام 1974، وهي من تأليف صالح الموسى، وإخراج عبدالأمير مطر، ومن بطولة جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل وأحمد مساعد، إضافة إلى الفنانين الراحلين أحمد الصالح ومريم الغضبان وطيبة الفرج وعبدالعزيز النمش، كتبت كلمات اللوحات الغنائية، وهي من ألحان غنام الديكان وخالد الزايد.

ثم كتب أغنيات مسرحية "باي باي لندن"، من إنتاج مسرح الفنون عام 1981، تأليف نبيل بدران وإخراج المنصف السويسي، وبطولة عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح، رحمه الله، والراحلة مريم الغضبان وداود حسين وهيفاء عادل ومحمد جابر، والأغنيات من ألحان سعيد البنا.

وبعدها "ممثل الشعب"، وقام بتلحين الأغنيات والتأليف الموسيقي يوسف المهنا، والتوزيع الموسيقي لحسين أمين. المسرحية من إنتاج المسرح الكوميدي الكويتي، تأليف الراحل عبدالأمير التركي وسعد الفرج، ومن بطولة سعد الفرج ومريم الصالح والراحلين خالد النفيسي وغانم الصالح وعبدالعزيز النمش وخليل إسماعيل وكاظم القلاف.

رائد المقدمات الغنائية

● هل لك الريادة في كتابة مقدمات المسلسلات الكويتية؟

- نعم، كنت أول من كتب المقدمات الغنائية، من خلال مسلسل "الإبريق المكسور" عام 1978، تأليف فارس يواكيم وإعداد عبدالعزيز السريع، وإخراج عبدالرحمن الشايجي، وبطولة خالد العبيد ومحمد المنيع وعبدالرحمن العقل وعبدالله الحبيل ومحمد السريع ومنقذ السريع، وهي تجربة لطيفة من ألحان غنام الديكان، والتوزيع الموسيقي لحسين أمين، وكانت ردود الأفعال إيجابية للغاية، ولا أخفيك سرا تلك المقدمات سبقتنا فيها مصر.

مذكرات جحا

● هل كتبت غيرها؟

- نعم، مسلسل "مذكرات جحا"، من التراث الشعبي إنتاج عام 1979، تأليف حمدي عبدالمقصود، وإعداد غانم الصالح، وبطولة إبراهيم الصلال وعبدالله الحبيل وطيبة الفرج ومحمد السريع وخالد العبيد ومنقذ السريع وإخراج حمدي فريد، ثم سباعية "رقية وسبيكة" عام 1986، من إنتاج تلفزيون الكويت، تأليف مبارك الحشاش، وإخراج فيصل الضاحي، وبطولة الفنانين الكبار سعاد عبدالله وحياة الفهد وغانم الصالح والمرحوم علي المفيدي وأسمهان توفيق وعبدالإمام عبدالله.

● من أفضل كاتب للمقدمات؟

- من وجهة نظري أفضل من يكتب المقدمات الغنائية هو عبداللطيف البناي، وأنا أحب كتاباته.

● ما الأغنية التي تمنيت كتباتها؟

- هما أغنيتان، "أنا رديت لعيونج" من كلمات عبداللطيف البناي وألحان د. عبدالرب إدريس، وغناء عبدالكريم عبدالقادر، و"وين مرساك" للشاعر يوسف ناصر، من ألحان عبدالرحمن البعيجان، وغناء محمد عبده.

يوسف ناصر

● بماذا تصف يوسف ناصر؟

- على فكرة طرحنا باكورة أعمالنا في نفس اليوم بالإذاعة، فقد كتب يوسف ناصر "متى تعود يا حبيب الروح" لعبدالحميد السيد وأنا "يا رسول الزين" لسعود الراشد. يوسف ناصر أفضلنا في الكتابة، وعبداللطيف البناي مبدع في الأغنية، ومفردته حلوة وواضحة، كما أحب مبارك الحديبي في السامري، ربما لأنني مقل في هذا الفن.

التعامل مع الأغنية الوطنية الكويتية
عزا مقدم البرامج الشهير والشاعر الكبير بدر بورسلي تميزه في تقديم الأغنيات الوطنية إلى الإحساس الطبيعي، وقد أنعم الله عليه بحُسن الكتابة، لافتا إلى أن تعامله مع الأغنية الوطنية الكويتية ليس كواجب عليه فقط، بل نابع من حبه لهذه الأرض الطيبة والغالية على قلبه وأهلها، لذلك يطرب لها أكثر من الأغنية العاطفية.

وأوضح: أجد متعة لا يمكن وصفها عند كتابتي لها على غرار أوبريت «صباح الوطن» من ألحان مشعل العروج، وكذلك الأغنيات التي تضمنها، مثل أغنية «منهو مثل الكويت»، و»يا اللي تحب الكويت».

وأشاد بفكر الملحن العروج ومناقشته وقراءته الصحيحة للنص، بقوله: هو من الملحنين الذين «يدوخوني» لتغيير كلمة أو جملة، قدمت معه أوبريتات: «صباح الوطن»، «السلام أحلى الكلام»، «صباح الخير على الديرة»، و»حب الوطن».

وأكد بورسلي أنه رد جميل لهذا البلد الطيب، بالقول: مهما عملنا لن نوفيه حقه، لكنني أظهر إحساسي وشعوري وعاطفتي أكثر في الشكل الذي أكتب من خلاله الأغنية، لست أفضل من د. عبدالله العتيبي أو د. يعقوب الغنيم أو عبداللطيف البناي أو يوسف ناصر، كل ما في الأمر أنني أحاول أن أكون معهم في الصف نفسه.

وختم بورسلي: ثمة فكرة أغنية عن الكويت «لو يصير ما يصير وتنقلب الدنيا تبقى الكويت»، إنها رسالة أمل أريد إيصالها إلى الناس، لقد كتبت بكل صدق «ياللي تحب الكويت لا تقطع الآمال»، ففي كل لحظة يولد هذا البلد من جديد.

يوسف ناصر أفضلنا في الكتابة والبناي مبدع ومفرداته جميلة

لي الريادة في المقدمات الغنائية التلفزيونية من خلال «الإبريق المكسور»

شاركت في مسرحيات «باي باي لندن» و«ممثل الشعب» و«ضعنا بالطوشة»

تمنيت أن أكتب أغنيتي «أنا رديت لعيونج» و«وين مرساك»
back to top