التشكيل يخطف الأضواء في ليالي رمضان بالقاهرة 150 فناناً يشاركون في صالون الشباب وحجب الجائزة الكبرى
شهدت ليالي رمضان في القاهرة، فعاليات تشكيلية، من بينها: معرض الفنان مصطفى عيسى «وطن لا يصدأ» في قاعة الباب - دار الأوبرا المصرية، ختام سمبوزيوم النحت في مركز مختار الثقافي، توزيع جوائز صالون الشباب بقصر الفنون، احتفالية لتكريم شيخ النقاد التشكيليين كمال الجويلي في متحف الفن الحديث، في حضور فنانين ونقاد ومحبي الفنون الجميلة.
افتتح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري، معرض «وطن لا يصدأ» للفنان مصطفى عيسى، في قاعة الباب بدار الأوبرا المصرية، وتفردت اللوحات بفضاء تجريدي زاخر بالدلالات، وتفاعل وجداني شديد الخصوصية مع ماهية الوطن، بحضور حاشد لفنانين ونقاد وشخصيات عامة. أوضح الفنان مصطفى عيسى أن اللوحات في «وطن لا يصدأ» تختصر الأزمنة، وتتقارب المسافة بين اللون والإحساس، وحوارات تنبت لها الأجنحة، ويطرح سؤال الهوية والانتماء، ليصبح وطناً لا يصدأ، ويتمدد في فضاء مسكون بالعشق، وصيرورة التجدد في ارتحالات التعب، التوق الإنساني للفرح والصمود في مواجهة أصعب التحديات. في كلمته حول المعرض قال د. خالد سرور، إن الفنان يطرح فكرة الوطن بأسلوب يميل إلى التجريدية التعبيرية، ما ساعده على التحرر من حدود النص التشكيلي التقليدي، والتحليق في فضاءات الرمز، ثراء التجربة الوجدانية والتفاعل مع المتلقي، عبر حوار متتابع مع لوحات موحية بمقاصده الجمالية والفكرية.
كذلك ألمحت د. أمل نصر إلى هدوء السطح في أعمال عيسى، وانطوائها على تفاصيل كثيرة، وإتاحة فرصة للرائي كي يتأمل المعاني الكامنة، والتفاصيل الواقعية المختبئة في عباءة التجريد، والحفر داخل الذاكرة حتى لا تسقط الأشياء الثمينة في تيار تفاهات الحياة اليومية.
سيمبوزيوم النحت
اختتمت الدورة الثانية لسيمبوزيوم نحت الحديد الخردة، في الحديقة الثقافية في مركز مختار الثقافي بالقاهرة، بحضور الفنان عمر طوسون القوميسير العام، والفنان حكيم صالح القوميسير التنفيذي، والفنان د. طارق الكومي مدير متحف محمود مختار، وفنانين ونقاد. انطلقت دورة سيمبوزيوم نحت الحديد الخردة التأسيسية في 2013، وتعد دورة العام الجاري إضافة نوعية لهذا الحدث الفني، وعرضت في ختامها أعمال عشرة فنانين، من بينهم: عامر عبدالحكيم، أيمن سعداوي، سعيد بدر، سعيد كامل، شريف عبدالبديع، نجيب معين، أحمد مجدي، مصطفى خضر وجمال السيد (مصر)، ومن رومانيا الفنان بوجدان أدريان. كذلك شهد ختام السيمبوزيوم، تكريم الفنانين القديرين النحات د. جابر حجازي، النحات د. محفوظ صليب، ورافق الفعاليات عرض نتاج ورشة العمل التي شارك فيها الفنانون الشباب: محمد طارق، آلاء يحيى، جورج سمير، شيماء درويش ومروة مطاوع، وأشاد الحضور بأعمالهم النحتية الواعدة.ليلة حب
اقيم احتفال تكريمي في قاعة محسن شعلان بمتحف الفن الحديث في عنوان «ليلة في حب الراحل كمال الجويلي»، وعرضت خلاله مجموعة منتخبة من أعماله في مجال البورتريه والرسم الصحافي، واسكتشات تعرض للمرة الأولى، وأعقب المعرض ندوة في عنوان «الجويلي فناناً وناقداً» تحدث خلالها الناقدان د. عبدالمنعم معوض ومحمد كمال، وأدارتها الفنانة شادية القشيري، بحضور تشكيليين ونقاد وحشد من المهتمين.يذكر أن كمال الجويلي (1921 - 2016) من جيل الرواد في النقد التشكيلي والرسم الصحافي، ترأس الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي منذ إنشائها عام 1989، وعمل رساماً وناقداً في صحف عربية ومرمماً بقصري الجوهرة والمانسترلي، شارك في معارض محلية ودولية، وأعماله اقتناها متحف الفن المصري.إبداع وجوائز
في أمسية فنية رمضانية بقصر الفنون في القاهرة، سلّم د. خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري، جوائز الدورة 26 لـ «صالون الشباب»، بحضور الفنان خالد زكي القوميسير العام، وأعضاء لجنة التحكيم برئاسة د. أحمد رجب صقر، ومجموعة من الفنانين المشاركين ومحبي الفنون الجميلة.عرض في هذه الدورة نحو 170 عملاً في مجالات الفن التشكيلي، قدمها 150 فناناً شاباً، وحجبت لجنة التحكيم الجائزة الكبرى، بينما فاز بجائزة الصالون: أحمد القط (تصوير)، مصطفى محمد (نحت)، سلمى أبوزيد (رسم)، هدى أحمد (خزف)، روضة نورالدين (غرافيك)، وفاء سمير (تصوير ضوئي). رصدت دورة هذا العام، جائزتين تشجيعيتين لكل من دعاء عبدالواحد وسمر حسين، ونالت سمر سيد جائزة زياد بكير وأحمد خالد جائزة أحمد بسيوني، ونال الفنانان محمد زيادة وهبة صالح منحة أسبوع بالأكاديمية المصرية للفنون بروما، ونال الفنانون: محمد رشدي، منال الجمال، بدوي مبروك ونورهان رفعت جوائز إحدى الشركات الراعية. كذلك منحت جائزة العرض لعشرة من أصحاب التجارب الإبداعية المتميزة والواعدة، وهم: أميرة ماهر، كريم مجدي، سهى الموصلي، محمد صبري، محمود أشرف، هاجر رجب، جيلان حسين، أماني علي، إسلام الريحاني، وهادية محمود.أما جائزة عايدة عبدالكريم التي أعلنها القوميسير العام تكريماً للفنانة الراحلة وعطائها الفني، فمُنحت إلى كل من شيرين البارودي، تامر سيد، عمرو عزالدين، والفنانتين مي إبراهيم وسارة محمد (عمل مشترك).
«وطن لا يصدأ» لوحات تجريدية توثق تاريخاً نابضاً بالانتماء