المزعل: «جوزة والشريرة زوزة» إضافة عملية لمسيرتي الفنية

«المسرحية التي لا توجد فيها فكرة أقرب إلى حفلات السمر»

نشر في 30-06-2016
آخر تحديث 30-06-2016 | 00:00
د. مبارك المزعل
د. مبارك المزعل
قال د. المزعل إن عمله كمخرج في المسرح التجاري للمرة الأولى، يعني بالنسبة له الخروج من النظري إلى العملي.
أكد المخرج المسرحي الأكاديمي د. مبارك المزعل، أن تجربته الأولى في العمل بالمسرح التجاري عبر مسرحية "جوزة والشريرة زوزة"، تمثل إضافة عملية له كأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية، وربما تكون نقطة بداية جديدة في مسيرته بهذا المجال.

وقال المزعل لـ"الجريدة" إن انضباط المسرح الأكاديمي الجاد لا يعني في المقابل أن المسرح التجاري يفتح الأبواب على مصاريعها أمام الإسفاف والابتذال والتهريج.

وأضاف: المسرح هو المسرح، له ضوابطه وقيمه، لأنه وُجد لكي يحل التناقض المتعسف بين الثقافة والجمهور، لكونه النافذة الأكثر التصاقا بالشارع، ومن أجل ذلك يجب أن نخاطب المتلقي بالأسلوب الذي يقبله، لتوصيل المفاهيم والفكرة.

وشدد على أن عمله كمخرج في المسرح التجاري يعني بالنسبة له الخروج من معامل الأبحاث وقاعات التنظير إلى التطبيق العملي لكل النظريات التي هي حبيسة الكتب.

وأوضح أن كل عمل مسرحي لا توجد فيه معرفة ومتعة يكون ناقصا، بل هو أقرب إلى حفلات السمر، وشباك التذاكر ليس مرتبطا فقط بالمسرح التجاري، لأن هناك العديد من المسرحيات الجادة تحقق أرباحا تفوق الوصف والعد.

وتابع: فكما تبحث مجموعة من الأفراد عن المسرح الجاد والمعرفي والجمالي توجد أيضا فئة أخرى تسعى إلى المسرح التجاري، من أجل الاستمتاع، وهذا حق طبيعي، وأنا مع التنوع في المسرح وأساليبه.

وأشار إلى أنه لم يسعَ إلى تجربة الإخراج في المسرح التجاري، بل هي التي سعت إليه، ومن أجل هذا ردَّ التحية بأفضل منها، وقبل هذا التعاون، الذي يعد بالنسبة له اختبار تحدٍ لقدراته في استعادة المسرح الجاد في العمل والكلمة واللحن والالتزام بالحوار والانضباط في الحركة، من خلال تقديم شيء يلائم ظروف المجتمع والمسرح المتطورة، لأن المسرح هو فن استباق الواقع.

وأوضح: الذي يقول إن المسرح الجاد يحجم طاقات الإبداع عند الممثل، من خلال وضعه في قوالب محددة سلفا، سواء في الكلمة أو الخطوة أو الوقفة، بمنزلة مَن يتفرج على البحر من الشاطئ، لأن المسرح المنضبط، هو الساحة التي يسمح فيها للممثل المبدع بأن يضيف، سواء للدور أو الحوار، لكن في إطار المتفق عليه خلال "البروفات".

وأضاف: "ليس كل الارتجال إبداعا، بل أحيانا يكون الخروج على النص نقطة ضعف تبعد المتلقي عن المضمون الذي من أجله كتب المؤلف فكرته، ووضع المخرج رؤيته".

وقال إنه يحرص على جمع كل ابتكارات وارتجالات الممثلين، من خلال البروفات، حتى يصل إلى استكمال بناء العرض المسرحي، وعند تقديمه يلتزم الجميع بتقييد صارم بما انتهى إليه، ولا يحق لأي أحد الخروج عما هو متفق عليه أثناء العروض بعد الوصول إلى الصيغة النهائية.

وذكر أن الارتجال ليس على صعيد الممثل فقط، بل يوجد إبداع وليد اللحظة في الأفكار والإخراج والحوار والمنولوجات والحركات والإيماءات والرقصات والأغاني.

وبيَّن أنه يهتم كثيرا بكل فريق العمل، لكنه يركز كثيرا على حرفية الممثل، ويطوع كل شيء، بما فيها التكنولوجيا الحديثة، لإبراز إبداعاته.

back to top