شيّعت بلدة القاع في البقاع الشمالي اللبناني، أمس، ضحايا التفجيرات الإرهابية، التي طاولت البلدة فجر يوم الاثنين الماضي، وأدت إلى مقتل 5 مواطنين هم بولس الأحمر، جوزيف ليوس، فيصل عاد، جورج فارس وماجد وهبة.

وأتى التشييع، أمس، بعد أن قرر الجيش اللبناني تأجيله نظرا للوضع الأمني، وحتى استكمال عملية تنظيف البلدة ومحيطها من الإرهابيين.

Ad

وقالت مصادر أمنية، إن "الأجهزة الأمنية باتت تمتلك صورة وافية عن جنسيات المجموعة الإرهابية، التي استهدفت بلدة القاع البقاعية بسلسلة تفجيرات إنتحارية".

وأضافت أن "7 انتحاريين من الذين فجّروا أنفسهم هم من الجنسية السورية، وقد دخلوا إلى لبنان قادمين من داخل الأراضي السورية وليس من أي مخيم خاص بالنازحين، وهم استخدموا معبراً غير شرعي قريباً من القاع لكي يصلوا إلى البلدة، لكن الشكوك تدور حول الانتحاري الثامن وهو الرأس المدبّر لمجموعة الـ8، وهو ليس من الجنسية السورية أو اللبنانية أو الفلسطينية، ويُعمل على تحديد هويته الكاملة".

إلا أن مصادر أخرى تحدثت عن أن الانتحاريين أتوا من أحد تجمعات اللاجئين السوريين داخل الأراضي اللبنانية.

في السياق، وجه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة أمس إلى أهالي القاع، وذلك بعد ظهور القيادي في "القوات" النائب أنطوان زهرا حاملاً السلاح إلى جانب شباب القاع بوجود عناصر معروفة من جهاز أمن "القوات" بينهم مرافقون للنائبة ستريدا جعجع، الأمر الذي أثار سجالات بشأن الأمن الذاتي. وقال جعجع في كلمة متلفزة: "أهلنا في القاع، عندما دعا داعٍ أو داعش كنتم فعلاً للمقاومة جاهزين ولم تموتوا إلا واقفين، وها هي ساحات معارك الخير بمواجهة الشر، التي اعتدتم خوضها منذ البدء تشهد على بطولاتكم وصمودكم وتضحياتكم، كل يوم أكثر من ذي قبل. هذه المحطة ما هي سوى حلقة من سلسلة بطولات سابقة وربما لاحقة، تظهرون وستظهرون فيها من جديد كم ان إيمانكم ساطع، لا يتعب ولا يتكسر، وكم ان هذا الإيمان الممزوج بفرح عظيم وأمل كبير، سيزهر من خلف كل الدخان والعواصف براعم تبشر بربيعنا الآتي عما قريب".

وأضاف: "تذكروا أن وجودنا هنا ليس صدفة، بل هو مفارقة تاريخية مفصلية متجذرة بقوة الحق والروح، فما من قوة شر تستطيع اقتلاعنا من أرض آبائنا وأجدادنا حتى ولو جندت معها كل أصناف الانتحاريين، وألبت علينا كل أنواع التكفيريين الكافرين". وختم: "إرفعوا جباهكم عالياً يا أهلنا في القاع، فقد حميتم لبنان كله، حميتم الدار".

ونقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون بعد لقائهما أمس، قوله إن "لا قدرة لهؤلاء الإرهابيين على خرق الحصار والطوق الأمني الاستباقي الذي يضربه الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية، ما لم يجد ملاذ اندساس له في مخيّمات النازحين"، مشدداً أن "هذا الأمر يستوجب رسماً جديداً لخارطة ومواقع هذه المخيمات، لإبعاد أي خطر عليها، ومنها علينا".

في موازاة ذلك، أفادت مصادر أمنية بأنّ "كازينو لبنان يشهد منذ مدّة إجراءات أمنية مكثفة لم يلحظها أبداً في تاريخه، وقد تحوّل خلال الساعات الأخيرة الى أشبه بثكنة عسكرية بعد ورود معلومات عن استهدافه".