منظور آخر: الكاميرا الخفية ليست خفية

نشر في 30-06-2016
آخر تحديث 30-06-2016 | 00:08
برامج الكاميرا الخفية بدأت تتكاثر، وما بات ينتشر اليوم هو كاميرا غير خفية، تتنقل مع المشهد وتتحرك مع إضاءة ممتازة، حيث افتقر التصوير أهم عناصر الكاميرا الخفية، وهي عدم المثالية في التصوير والإضاءة مع ردود الأفعال المبالغ فيها، والمؤسف أن استمرار هذه البرامج فيه استخفاف واضح لعقولنا.
 أروى الوقيان أذكر في طفولتي حين تظهر موسيقى بداية برنامج الكاميرا الخفية كيف كنا نتسمر أمامه، وأذكر جيداً أن أول من قدم الكاميرا الخفية للعالم العربي الفنان الكبير فؤاد المهندس، وأعتقد أن هذا البرنامج كان الوحيد الحقيقي، ومن بعده بدأت برامج الكاميرا الخفية تتكاثر، وما بات ينتشر اليوم هو كاميرا غير خفية، تتنقل مع المشهد وتتحرك مع إضاءة ممتازة، حيث افتقر التصوير أهم عناصر الكاميرا الخفية، وهي عدم المثالية في التصوير والإضاءة مع ردود الأفعال المبالغ فيها، والمؤسف أن استمرار هذه البرامج فيه استخفاف واضح لعقولنا.

من المؤسف أن يكتشف البعض أن برنامج "الصدمة" الذي يعرض على قناة "إم بي سي" والذي يصنع مواقف فيها عنف أو عنصرية وينتظر مشاركة الجمهور، وكنت من أشد المعجبين بهذا البرنامج الذي يحمل في طياته رسالة إنسانية جميلة، ولكن من المؤسف أنه حتى المواقف النبيلة معدة سابقا كما يقال، وحتى اليوم أتمنى ألا يكون هذا الاحتمال قائماً، وأن يكون هذا البرنامج واقعياً وحقيقياً.

وفي هذا السياق يجب أن نستذكر الإسفاف في برنامج "رامز بيلعب في النار"، رامز بيلعب في ألفاظه القبيحة، ويرتب عبارات مسيئة لضيوفه، ولعل استهزاءه بسمنة هيا الشعيبي وتلفظه عليها بأسوأ الأوصاف هو شيء مخز حتى إن كان تمثيلاً ومتفقاً عليه.

وجود شخص يسوّق نفسه للاستهزاء على أساس أنه كوميديا كان السبب في إنشاء جيل بمخرجات هابطة وسوقية، وهذا الشخص الذي يعتمد على الاستهزاء لإضحاك الناس ولا يحترم خصائصهم الشخصية من سمنة وقصر أو طول زائد يذكرني بكوميديا الاستهزاء للفنان طارق العلي، تلك التي عززت خصلة الاستهزاء لدى النشء وبات لا يحترم صغيرا ولا كبيرا ظنا منهم أنها كوميديا.

كوميديا التنمر هي دليل على مدى ضحالة الفنان وتخلفه والذي يجهل أبعاد هذا التنمر، ففي المسرح يكون تنمرا متفقا عليه، والكل يأخذ أجره، ولكن في الواقع يسبب آلاما نفسية كبيرة لمن يتعرض له.

لطالما كان المشاهير والفنانون هم قدوة للنشء، ولكن عن أي قدوة أتكلم في زمن بات المهرج إعلاميا، والفاشينيستا مؤثرة، والمتنمر صاحب قاعدة جماهيرية، في حين تم إغفال أصحاب الرسالة السامية والمخترعين، وكل هذا بسبب الجمهور "اللي عايز كده"، فقط ليضحك وهو غير مستوعب أن ضحكته هذه ساهمت في شهرة شخص تافه سيعلم ابنه قلة الأدب.

قفلة:

كل التحية لجميع الفرق التطوعية التي لم تتوقف عن العمل في شهر رمضان الكريم، سواء داخل الكويت أو من سخروا أنفسهم للسفر إلى اللاجئين في دول الجوار وتجهيزهم لوجبات إفطار صائم، كل التحية لمن عمل بصمت طالبا الأجر فقط، شكراً لكم من القلب.

back to top