الدراما الرمضانية... قلب الأدوار بين الممثلات والراقصات

نشر في 01-07-2016
آخر تحديث 01-07-2016 | 00:05
لا تخلو الدراما التلفزيونية من شخصية الراقصة لما فيها من ثراء درامي وعنصر جذب لشريحة واسعة من الجمهور، الأمر نفسه ينطبق على الدراما الرمضانية، إذ تدور أحداث أكثر من مسلسل في ملهى ليلي أو تظهر شخصية الراقصة كأحد الأدوار الرئيسة.
{أبو البنات} أحد هذه المسلسلات، تظهر فيه الراقصة صافينار التي توقع الجميع أن يُحدث ظهورها ردة فعل واسعة، بسبب جمهورها الكبير الذي يُتابعها، أيضا تظهر كل من أمل أرزق وروجينا في دور راقصة في {الطبال}، وفي {الكيف} تجسد أكثر من ممثلة شخصية الراقصة على رأسهن لوسي وإيناس عز الدين، وفي {ونوس} يدور جزء من الأحداث في ملهى ليلي من خلال المطرب كمال الذي تغرم به إحدى الراقصات... مع ذلك لم يحقق كل هؤلاء النجاح المطلوب، ولم يلتفت إليهم الجمهور، عكس ردة الفعل التي أحدثها ظهور كل من منى زكي ورانيا يوسف في {أفراح القبة} وتقديمهما مشاهد راقصة ضمن السياق الدرامي، ووصل متابعو الرقصة الشهيرة على مواقع التواصل إلى عدد ضخم لم تصل إليه أعمال درامية كاملة عُرضت هذا الموسم.

فهل نجحت الممثلات في تجسيد مشاهد راقصة أكثر من الراقصات، خصوصا بعد نجاح منى ورانيا وحرص الراقصة دينا على تقديم دور بعيد عن الرقص في مسسلسل يدور في أجواء الراقصات؟

إحساس واقتدار

يرى الناقد طارق الشناوي أن منى زكي ورانيا يوسف أديا المشهد بكل اقتدار وبراعة، وهو يتضمن رقصاً تعبيرياً يزخر بمشاعر وأحاسيس متناقضة. وقد نجحت الممثلتان في أداء دورهما مع سيناريو مُحكم وإخراج وإضاءة متميزة، عكس الأعمال التي قدمت الرقصة كنوع من الترفيه أو مشهد مكمل ضمن أحداث المسلسل، بعيداً عن نقل مشاعر ما عن طريق الرقص.

يضيف أن الجمهور أصبح أكثر وعياً ويستطيع فرز الجيد من السيئ، وهو ما ظهر عندما تابع الجميع مشهد الرقصة الشهيرة على {يوتيوب}، فحققت رقما قياسياً في المشاهدة وركزت التعليقات على أداء المشهد والإحساس العالي الذي تتمتع به كل من منى زكي ورانيا يوسف.

في السياق نفسه، تؤكد الناقدة ماجدة خير الله أن تاريخ الفن والسينما المصرية يتضمن مشاهد رقص، وراقصات كثيرات شاركن في التمثيل إلى جانب الرقص، ولكن لم يبق إلا مشاهد قليلة أصبحت في ذاكرة السينما، لأهميتها في السيناريو وتقديمها بشكل جيد، من بينها: مشهد الرقصة الشهيرة لزينات علوي في فيلم {ريا وسكينة}، ومشهد رقص سعاد حسني في {خلي بالك من زوزو} لإنقاذ أمها من الإهانة، الذي قدمته بإحساس وتميز، وفضلا عن مشهد لها في فيلم {شفيقة ومتولي} وأغنية {بانو بانو}، وتنضم الرقصة التي قدمتها منى زكي ورانيا يوسف إليها لتصبح من المشاهد الخالدة والجيدة التي لها دور في السيناريو مليء بالمشاعر والأحاسيس، وقد أجادت منى ورانيا بشكل ممتاز، وتؤكد المتابعة أنهما نجحتا في دوريهما وما قدمتاه وصل إلى الجمهور.

تضيف: {لا ننسى، أن ثمة سيناريو جيداً، مخرجاً متميزاً، إضاءة وموسيقى على مستوى عال، اختيار ذكي لأغنية أغار عليكي للرقص عليها، كلها عوامل ساعدت في نجاح المشهد ووصل إلى الجمهور بشكل جيد}.

منى ورانيا

تؤكد الناقدة حنان شومان ضرورة التفريق بين جمهور السينما الذي يذهب لمشاهدة صافينار والرقص على الأغاني الشعبية وبين جمهور الدراما التلفزيونية الذي هو الأسرة المصرية التي تتابع المسلسل وتعيش مع تفاصيله، وتقول: {تعامل كلا الجمهورين مع مشاهد الرقص واضح منذ زمن طويل، ما جعل مخرجي الدراما يلجأون نادراً إلى مشاهد الرقص، وفي السنوات الأخيرة عندما أصبحت الإعلانات في أساس الدراما، جرى البحث عن كل ما هو جاذب للجمهور ودخلت موضوعات وقضايا لم تكن مطروحة من قبل}.

تضيف: {هذا الجمهور تعامل مع مشهد منى زكي ورانيا يوسف بشكل مختلف عن باقي مشاهد الرقص في الأعمال الدرامية، لعلمه بأن الهدف من المشهد التمثيل والتعبير وليس الإغراء. ثم منى زكي ليست راقصة ولم تقدم هذه المشاهد من قبل، لذا اهتم الجمهور بطريقة تقديمها هذا المشهد، وهو مشهد تمثيل بينها وبين رانيا وليس مشهداً راقصا، ما يؤكد أن الجمهور متذوق جيد للفن أكثر من صُناعه}.

مستوى العمل
توضح الناقدة ماجدة موريس أن مستوى العمل له دور في زيادة المتابعين، وأن {أفراح القبة} متميز من وجوه كافة وحقق نجاحاً تفوق على أعمال فيها رقص أو مشاهد راقصة ولم تحقق أي نجاح.

تضيف أن جمهور التلفزيون لا يهتم بمثل هذه الأمور وكل ما يُريده عملاً مميزاً، وليس مشاهد راقصة بدليل أن معظم أعمال مصطفى شعبان في السنوات الأخيرة تضمنت عناصر جذب من وجهة نظره، ومع ذلك لم تُحقق النجاح المطلوب.

تتابع أن مسلسل {ونوس} نجح كعمل متكامل، ولكن جزءاً من الأحداث في الملهى كان ضمن سياق العمل وليس شيئاً مميزاً يجعله يتفرد وحده بالنجاح، بعكس مشهد منى زكي ورانيا يوسف، الذي توافرت فيه عناصر النجاح من تمثيل وموسيقى وإضاءة، وقدمه محمد يس بتميز فوصل إلى الجمهور.

back to top