إنجاز ترميم «معبد باخوس»... حاضن مهرجانات بعلبك منذ 60 سنة
ضمن مشروع “أعمال الحفظ والترميم في موقعي بعلبك وصور الأثريين” (BTAP) وفي إطار مشروع “حماية الإرث الثقافي والتنمية المدنية”، انجز مجلس الإنماء والإعمار في لبنان ترميم معبد باخوس، احد معابد قلعة بعلبك الضخمة، التي تضم معبدي جوبيتير وفينوس، وهو أكبر من الـ “بانتيون” في أثينا، وعلى ادراجه تقام مهرجانات بعلبك الدولية منذ 60 عاماً.
اعتمدت في الترميم أحدث الأساليب والتقنيات التي تضمن الحفاظ على جماليات النقوش ودقتها والرسوم على الجدران التي ترمز إلى الإله باخوس ...
اعتمدت في الترميم أحدث الأساليب والتقنيات التي تضمن الحفاظ على جماليات النقوش ودقتها والرسوم على الجدران التي ترمز إلى الإله باخوس ...
انطلقت اعمال الترميم عام 2015 بإشراف خبراء عالميين متخصصين في ترميم الاثار تابعين للمجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS)، اضافة الى خبراء محليين من المديرية العامة للآثار، مجلس الإنماء والإعمار.بما أن بعلبك مدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ 1984، تقدم المنظمة الدولية الدعم الفني والمؤازرة التقنية للمديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة خلال تنفيذها مشاريع الترميم والأعمال الأثرية في بعلبك وفق المعايير العالمية، وذلك ضمن مشروع التوثيق والخدمات الاستشارية UDAS project وبدعم الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي للحفاظ على الآثار، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية الموقع والقيم الاستثنائية التي أدت الى ادراجه على قائمة التراث العالمي.يشمل المشروع تدعيم الإنشاءات الأثرية وانشاء سقف للمعبد من الطين الكلسي والقرميد الاحمر لحمايته من المياه والرطوبة والحرارة والجليد وازالة التلوث البيولوجي كتنظيفه من بقايا جذور نباتات طفيلية قديمة وجديدة، ايجاد حل جذري لنظام الصرف.
معبد باخوسيرتفع معبد باخوس خمسة امتار ويتم الوصول إليه عبر درج عريض يتألف من 33درجة، ويبلغ طول المعبد 69 متراً وعرضه 36 متراً. جدرانه محاطة بثمانية أعمدة على الجبهة و 15 على الجانبين، أما مذبحه {سيلا} فمحاط ببهو مُعَمًد والقاعة الداخلية {بروناوس} مزينة بثمانية أعمدة مخددة. ويبلغ ارتفاع الأعمدة والقواعد والعواصم الخارجية 19 متراً، وتدعم السطح أفاريز مزخرفة برؤوس الأسود والثيران، فيما تزين زخارف نحتية السقف الخارجي مستوحاة من فن النحت اليوناني والروماني. منذ 60 عاماً يستقبل معبد باخوس مهرجانات بعلبك، وتردد أعمدته الضخمة اصداء الموسيقى المحلية والعربية والعالمية. هذا العام ايضاً، يستعد لاحتضان أهم الفرق العالمية، من خلال يبرنامح منوع يفتتح مع فرقة كركلا (22 و23 يوليو)، ثم تتتالى الحفلات: جان- ميشال جار (30 يوليو)، ميكا (4 اغسطس)، بوب جيمس كوارتيت (12 أغسطس)، عبير نعمة (19 اغسطس)، ليزا سيمون (21 أغسطس)، شيرين عبد الوهاب (26 اغسطس)، جوزيه فان دامن يقابل كارلوس غاردل (28 أغسطس).
مهرجانات بعلبك
انطلقت مهرجانات بعلبك الدولية عام 1956 بتشجيع من رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك كميل شمعون تأكيدا على دور لبنان التاريخي في تطوّر الثقافة والحضارة. افتتحت المهرجانات رسميا بعمل لكوكتو وتتالت فرق المسرح العالمي La Comdie, The London old vic وفرقة لاماما للمسرح التجريبي وغيرها، فضلا عن فرق الموسيقى الكلاسيكية المعروفة عالمياً على غرار اوركسترا نيويورك وبرلين، وفرق فرق الرقص الكلاسيكي (الباليه) ومطربين عالميين.أيضاً استقبلت المهرجانات أولى الأعمال العالمية لموريس بيجار وأراغون. حافظت مهرجانات بعلبك الدولية على التراث كجسر بين حضارتي الشرق والغرب، وشهدت ادراج معبد باخوس ليالي الفلكلور اللبناني لمؤلفين وموسيقيين لبنانيين أمثال الأخوين الرحباني ورميو لحود... مع عمالقة الطرب فيروز، صباح ، وديع الصافي، نصري شمس الدين... يرافقهم مبدعون في تدريب الرقص الفلكلوري اللبناني (مروان جرار وعبدالحليم وعمر كركلا…). خلال الحرب التي عصفت بلبنان توقفت المهرجانات، أكثر من عشرين سنة، واستأنفت نشاطها عام 1998.